شددت الإدارة الأمريكية أمس علي أنها ستواصل العمل مع الحكومة المصرية والمعارضة من أجل المصالحة والتسوية بهدف تحقيق الديمقراطية للشعب المصري. وصرح جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض بأن اهتمام واشنطن ينصب علي حث الجانبين علي المشاركة في عملية مصالحة والسماح بتمثيل كامل لجميع وجهات النظر من خلالها. وأشار إلي أن الولاياتالمتحدة ستواصل المضي قدما في هذا الجهد انطلاقا من واشنطن ومن خلال زيارات كبار المسئولين الأمريكيين إلي مصر, وذلك في تلميح إلي احتمال زيارة مسئولين جدد للقاهرة خلال الأيام المقبلة بعد فشل زيارة مساعد وزير الخاجية ويليام بيرنز وكل من السيناتور جون ماكين وزميله ليندسي جراهام في تحقيق أي نتائج أو تقدم علي هذا الصعيد خلال الأسبوع الماضي. وأعرب كارني عن قلق الولاياتالمتحدة من احتمال نشوب عنف في مصر, مؤكدا أن بلاده ستواصل حث الجانبين علي مواصلة جهود المصالحة بدلا من استمرار حالة الجمود والمواجهة, وخاصة المواجهة العنيفة. وقال كارني: نحث السلطات علي السماح بالمظاهرات السلمية وبعملية شاملة يتم فيها التعبير عن الرأي وتمثيل آراء جميع الأطياف من أجل مستقبل مصر. من جانبه, واصل السيناتور ماكين تصريحاته الاستفزازية في مصر. وقال ماكين لوكالة أسوشيتد برس أمس الأول إنه يشعر بالقلق من أن مصر ربما تتجه إلي عنف طويل الأمد إذا لم يستطع الطرفان المتنازعان بدء الحوار. وأضاف أن وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي غير سعيد من بعض الاقتراحات التي قدمها هو والسيناتور جراهام, أثناء زيارتهما للقاهرة. وركز أحد الاقتراحات علي الإفراج عن بعض قادة الإخوان المسلمين, الذين سجنوا بعد انقلاب الشهر الماضي, بحسب تعبيره. وأضاف: لقد كنا صريحين معه, لكنه لم يكن سعيدا بذلك. وقال ماكين إنه أوصل رسالة كان يجب أن يوصلها, مشيرا إلي أهمية وجود النوايا الحسنة من كلا الطرفين. وقال ماكين إنه يشعر بالأسف لأن السيسي ليس مستعدا للدخول في حوار مع الإخوان المسلمين, وإن الجماعة ليست مستعدة للالتزام بعدم إثارة العنف, مضيفا أن المواجهة يمكن أن تنتهي نهاية عنيفة ما لم تبدأ المفاوضات. وتابع ماكين: إن دعم مجلس الشيوخ للمعونة لمصر قد يتغير ما لم يعد الجيش الديمقراطية بسرعة, نحن لم نوجه أي تهديد, ولم نمل عليهم أي شيء. نحن فقط حاولنا أن نوصل لهم اعتقادنا في ما يجب أن يحدث. وفي تقرير مطول حول مأزق السياسة الأمريكية في مصر, تحدثت وكالة أسوشيتد برس عن رفض الكثير من المصريين للتدخل الأمريكي في الشئون السياسية الداخلية وصعود تيار معاد للولايات المتحدة مما يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة. وذكر التقرير أن الإدارة الأمريكية تواجه صعوبة في التعامل مع الوضع في مصر حاليا, مشيرا إلي غضب العديد من أعضاء الإدارة من تصرفات ممثلي مجلس الشيوخ ماكين وجراهام خلال زيارتهما الأخيرة للقاهرة بسبب عدم إدراكهما للخطوط الرفيعة الفاصلة في تحديد السياسة الأمريكية تجاه دولة مركزية مثل مصر والتي تعد حجر زاوية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط عبر اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل وحمايتها للملاحة في قناة السويس. وبحسب التقرير فإن إدارة باراك أوباما تحاول لتحقيق التوازن المطلوب لخدمة المصالح الأمريكية. ونقل التقرير عن مسئولين أمريكيين, رفضوا ذكر اسمائهم, إن السياسة الأمريكية ظلت مرتبكة تجاه ما يحدث في مصر منذ3 يوليو, حيث ترددت إدارة الرئيس باراك أباما في الإجابة علي السؤال الرئيسي بشأن وصف ما حدث في30 يونيو و3 يوليو بأنه إنقلاب أم ثورة شعبية؟. وسعي البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية طوال الوقت إلي الهروب من الإجابة عن السؤال بشكل واضح خشية تهديد المصالح الأمريكية في مصر, حيث إن الإجابة بأنه انقلاب تعني وقف المساعدات العسكرية لمصر والتي تبلغ3,1 مليار دولار وبالتالي خسارة حليف استراتيجي هو المؤسسة العسكرية المصرية التي تعد إحدي ركائز الاستقرار في الشرق الأوسط. ودفعت هذه الخطوة إدارة أوباما للبحث عن إجابة جديدة للحفاظ علي العلاقة مع المؤسسة العسكرية والإخوان المسلمين معا, ولكن مع الوقت اضطر وزير الخارجية الأمريكية جون كيري للتصريح بأن ما حدث كان استعادة للديمقراطية. ولكن هذه التصريحات الإيجابية تجاه الحكومة الانتقالية في القاهرة سرعان ما ذهبت أدراج الرياح مع تصريحات ماكين في القاهرة التي وصف فيها ما حدث في30 يونيو بأنه انقلاب ضد رئيس منتخب.