في الوقت الذي يبذل فيه الوسطاء الاجانب جهودا صعبة في محاولة لتسوية الازمة التي تمر بها مصر بعد ازاحة الجيش للرئيس المعزول محمد مرسي, حذر السناتور الأمريكي جون ماكين في حديث مع شبكة سي.بي.إس نيوز الإخبارية الأمريكية- من أن الاضطرابات في مصر قد تتحول إلي حمام دم شامل في الأيام القادمة إذا أخفقت الجهود الرامية إلي إيجاد حل سلمي للأزمة. وقال ماكين يا للعجب لم أكن اعرف أن الوضع بهذا السوء. هؤلاء الناس لم يبق أمامهم سوي أيام أو اسابيع لينزلقوا في حمام دم شامل. وأشار إلي أن هناك سبيل واحد لإحلال السلام في مصر ألا وهو التفاوض والمصالحة بين الأطراف الفاعلة الرئيسية. وسئل ماكين وزميله السناتور الجمهوري ليندساي جراهام عما إذا كان هناك احتمال لفشل مصر, فرد ماكين بقوله أظن ان ذلك قد يحدث. ما كنت لأحضر إلي هنا لو لم أكن أري أن ذلك قد يحدث واعتقد ان الأحداث في الأسابيع القليلة المقبلة ستحدد ذلك. ومن جانبه أعلن جراهام سأذهب إلي أبعد من ذلك. وأعتقد أنها ستفشل إذا لم يتغير شئ. وفي نظر الشعب الأمريكي فإن الفشل في مصر يهمنا كثيرا. ولم يحدد ماكين أو جراهام ما الذي يعتقدان أنه سيجعل مصر فاشلة. وعما إذا كان وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي يتبني الرسالة الأمريكية التي تدعو إلي المصالحة, قال ماكين تكون لدي انطباع عن الفريق السيسي بأنه رجل قوي جدا وأنه يحاول أن يفعل ما يري أنه الأفضل للشعب المصري. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي قد أكدت للمرة الثانية أن السيناتور ماكين والسيناتور جراهام يعبران عن نفسيهما والكونجرس خلال زيارتهما إلي مصر, وأن نائب وزير الخارجية وليام بيرنز هو من يمثل الخارجية الامريكية, وأن الإدارة الأمريكية غير مطالبة بوصف ما حدث في مصر بالانقلاب أو غير ذلك, مشيرة إلي أن الإدارة الأمريكية أعلنت وجهة نظرها فيما يتعلق بالأحداث في مصر. ومن جانبه, أكد الاتحاد الأوروبي إنه سيستمر في الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة السياسية في مصر رغم أن الرئاسة المصرية أعلنت فشل جهود الوساطة الدولية. وقال مايكل مان المتحدث باسم كاثرين آشتون المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي إنه ليس علي علم ببيان الرئاسة المصرية لكن برناردينو ليون مبعوث الاتحاد الأوروبي متواجد في مصر منذ أيام ويشارك في جهود الوساطة. وأضاف مان للصحفيين سنستمر في بذل قصاري جهدنا في محاولة وتشجيع الناس علي المضي قدما في هذا الحوار الذي يشمل الكل وأنه من المهم للغاية أن نري عودة للمرحلة الانتقالية الديمقراطية في مصر. سنواصل جهودنا. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية القطري خالد العطية انه يتعين علي مصر ان تفرج عن قادة الاخوان المسلمين المعتقلين لحل الازمة السياسية التي تمر بها منذ عزل مرسي. وأشار إلي أنه لم يتمكن من لقاء كل الأطراف التي وعدته السلطات بلقائها. وطالب العطية في مقابلة مع قناة الجزيرة الاشقاء في مصر باطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين لأنهم مفاتيح الحل. ودعا الي اجراء حوار جاد بين أطراف الازمة وعلي رأسهم المعتقلون السياسيون, مشيرا الي أنه بدون ذلك سيكون الموقف صعبا. ونفي العطية ان يكون طرح أثناء زيارته مبادرة لحل الازمة وقال لم نطرح مبادرة لأننا لم نستطلع آراء كل الأطراف. وحول توصيف قطر لما حدث بمصر هل هو إنقلاب أم لا, قال وزير الخارجية القطري إن قطر تتفهم أنه قبل30 يونيو كانت هناك مطالبات وطلبات لدي الشارع المصري ونحن قد نكون قد وجدنا أن محاولة الحصول علي هذه طالبات تم بنوع من القوة, وكنا دائما ندعو الاطراف إلي ضبط النفس وعدم معالجة المسائل الخلافية باستخدام القوة. وصرح العطية بأنه التقي مع خيرت الشاطر نائب مرشد الاخوان في محبسه لمدة ساعة ونصف الساعة كما التقي مع نائب رئيس مصر المؤقت محمد البرادعي لكنه لم يتمكن من لقاء مرسي أو الفريق أول عبد الفتاح السيسي. ومن ناحية أخري, كرر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعوته الي المصالحة في مصر والافراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي, وذلك في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي. وبحسب بيان للامم المتحدة فان مون طلب من السلطات المصرية حماية الحقوق الاساسية لجميع المصريين ومنها حرية التعبير والتجمع.