ثمة عامل مهم دخل بقوة علي معادلات القوة في مصر, ألا وهو الشعب المصري الذي أسقط محمد مرسي وعزله حتي يحمي ثورته من الارهاب والاقصاء والانقلاب علي الديمقراطية. ولقد أذهل المصريون العالم كله في ثورة25 يناير, وذلك عندما شهد العالم بأسره أكبر ثورة شعبية في التاريخ تطالب بالعيش والحرية والكرامة الانسانية.. ولا يمكن لأي عاقل أو منصف أن يكذب عينيه ويدعي أن ما حدث كان انقلابا, بل هي ثورة شعب يرفض ارتهان كرامته وضياع حقوقه والأخطر أن تسير دولته في ركاب دول أجنبية, وتنفذ أجندة غير وطنية, والأهم أن الشعب المصري خرج من أجل استعادة استقلالية القرار الوطني, ورفض التبعية والتدخلات الأجنبية في شئونه. وفي هذه اللحظة الدقيقة فإن العواصمالغربية والاقليمية سوف تخطئ بقوة لو لم تتنبه لتصريحاتها وسلوكها تجاه ما يحدث في مصر, فالمصريون قاموا بثورة52 يناير بحثا عن كرامتهم الوطنية ورفضا للاحتلال, كما أن الأجيال الجديدة ترفض هي أيضا التدخلات أو حتي الوساطة الأمريكية والأوروبية في الشأن المصري فأذا كان المصريون قد رفضوا تدخلات القطريين وعنجهية الأتراك, فمن المؤكد أنهم لا يطيقون أن يحشر الأمريكيون أنوفهم في شئونهم. ولقد خسرت إدارة أوباما كثيرا خاصة مع كشف الحزب الجمهوري عن أن الإخوان حصلوا علي تمويل أمريكي للوصول إلي السلطة في مصر, وهذه شهادة صريحة لموريس بون أميجو المستشار الاعلامي للحزب الجمهوري من شأنها أن تعقد الموقف وتؤزم العلاقات ما بين الادارة الأمريكية والشعب المصري, وأغلب الظن أن الصورة السلبية لواشنطن في مصر لم تتحسن كثيرا حتي في ظل محاولات أوباما لبدء صفحة جديدة. لمزيد من مقالات راى الاهرام