لاشك أن أفضل الصوم هو صوم حبيبنا ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم, وهو الصوم المقبول ولاشك كذلك أن رمضان يجري من بين أيدينا. والأحداث التي تلاحقنا ليل نهار تجعلنا في غفلة عن الأعمال التي كنا نقوم بها من قبل في رمضان لدرجة أننا لانشعر بروح وروحانية الشهر الكريم فهل لنا أن ندرك شيئا مما فاتنا وقبل أن يخرج الشهر من بيننا ونندم علي تفريطنا فيه. علينا أن نحاول قدر جهدنا أن نصوم صوما كصوم نبينا ولو ليوم واحد لعل الله يثيبنا في هذا اليوم ثوابا يمن علينا فيه بما فاتنا وإن أصبنا فيه ليلة القدر لكان خيرا لنا وأعظم ولنتحر السابعة والعشرين فعن ابن عباس, أن رجلا أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله, إني شيخ كبير عليل يشق علي القيام فمرني بليلة يوفقني الله فيها لليلة القدر قال: عليك بالسابعة وأنصح لكم باتباع الآتي لتصوموا صوما كصومه صلوات الله وسلامه عليه. أولا: تنوي بصيامك أن تسلم نفسك لله تعالي وتبتغي بحبسها ومنعها عن أسباب الحياة من طعام وشراب تبتغي بذلك وجه الله ورضاه. ثانيا: تحرص في ذلك اليوم علي العمل بكل ما تعلم مما في القرآن الذي أنزله الله تعالي في شهر رمضان فتأتمر بما أمر الله تعالي فيه وتنتهي عما نهي الله تعالي فيه. ثالثا: تصوم بكل جوارحك فلا تفضي ببشرتك إلي أهلك بشهوة ولا إلي غيرهم بشهوة ولا بغير شهوة بل تجعل لمسك ومسك لكتاب الله وتربت علي رؤوس الأيتام وتصوم بلسانك فتحفظه عن السب والشتم واللعن وقول الزور فلا تغتب ولا تكذب ولا تذم ولا تنم ولا تله وقتك بالشعر ولا بالغناء ولابالقصص والمسلسلات والأسمار بل تجعل لسانك رطبا بذكر الله وقراءة القرآن والطيب من الأقوال وتصوم بيدك عن السرقة والاختلاس والغش والتحرش فلا تمدها لأحد بالبطش والأذي بل تمدها بالصدقة والإحسان ومساعدة خاصة الأهل وعامة الناس وتصوم برجلك عن السعي في التخريب والإثم والعدوان والذهاب لأماكن اللهو والفجور بل تقوم برجلك تسعي لصلة الأرحام والإحسان إلي الجار والإصلاح بين المتخاصمين والصلاة والقيام. رابعا إذا أفطرت فليكن علي شيء لم تمسه النار وليكن طعامك في ذلك اليوم كطعام رسول الله طوال شهر رمضان التمر والماء وفقط فعن أبي هريرة قال: كان يمر لرسول الله- صلي الله عليه وسلم- هلال, ثم هلال لا يوقد في شيء من بيوته نار لا لخبز, ولا لطبيخ. خامسا إن أردت زيادة فعليك بالزبيب أو التين والزيتون والماء واللبن. إذا أنت فعلت ذلك تكون أدركت في يوم واحد مالم تدركه في ما فاتك من الشهر فرضا وسنة عسي الله أن يتقبل منا ومنكم فيكون صوما مقبولا.