وزير العمل يعلن عن 3000 وظيفة بمحطة الضبعة النووية    وزير قطاع الأعمال العام يستعرض مؤشرات أداء القابضة الكيماوية وشركاتها التابعة    مراسل «إكسترا نيوز»: إقبال كبير على منافذ حياة كريمة لبيع اللحوم بأبو النمرس    محافظ المنيا: الاستعداد لبدء الموجة 24 لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية    وزير التموين يعين رئيسًا جديدًا لشركة السكر والصناعات التكاملية    وزير الطيران المدني: المطارات المصرية ليست للبيع    طلاب جامعة المنوفية ينجحون في تحرير 4744 مواطنا من الأمية    الخارجية الفرنسية: إستدعاء سفير إسرائيل فى باريس بسبب استهداف قوات اليونيفيل جنوب لبنان    تسليم السفينة الثانية للمسح البحري إلى الهند    خبير عسكري: وقف إطلاق النار في غزة هدف حزب الله من دخول الحرب    روسيا تتهم سويسرا بالتخلي عن مبدأ «الحياد» في القضية الأوكرانية    الليلة.. الفراعنة و «المرابطون» في مواجهة أفريقية على استاد القاهرة    مدرب كوريا الجنوبية: مستوانا فاق التوقعات أمام الأردن    أونانا يحقق جائزة خاصة في الدوري الإنجليزي    ميناء القاهره الجوي: السيطرة على حريق خارج حدود المطار دون خسائر    فصل جديد في قضية شيك بدون رصيد ل إسلام بحيري    مهرجان الموسيقى العربية.. شاهد على تاريخ مصر الفني    بحضور وزير الثقافة.. مدحت صالح ولطفى بوشناق ولينا شاماميان نجوم افتتاح مهرجان الموسيقى العربية فى دورته ال32    وزارة الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدمت أكثر من 112 مليون خدمة مجانية خلال شهرين    الكشف على 1272 مواطنًا خلال قافلة طبية مجانية بالبحيرة    ضمن جهود مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان.. الصحة تنظم دورات تدريبية حول الإسعافات الأولية من خلال فروع الهيئة بالمحافظات    لأول مرة منذ 7 سنوات القوات الجوية الكورية الجنوبية تجرى تدريبات بالذخيرة الحية    الأنبا توماس يشارك في ورشة العمل "القادة الدينيين وبداية جديدة لبناء الإنسان"    الداخلية تطلق قوافل إلكترونية لتقديم خدمات الأحوال المدنية والمرور بالمحافظات-(فيديو وصور)    ضمن مبادرة بداية.. ندوات ومحاضرات لأئمة الأوقاف في شمال سيناء    بالصور- محافظ بورسعيد يفتتح مسجدا جديدا بمنطقة كربة عايد    تشكيل منتخب مصر أمام روسيا مواليد 2008    جنوب سيناء تطلق برنامجًا رياضيًا احتفالًا باليوم العربي للمسنين    دويدار يؤكد.. ثنائي الأهلي سيكونوا كبش فداء عند خسارة مبارياته القادمة    مصرع شاب دهسا أسفل عجلات قطار بالمنيا    رسالة نارية من إبراهيم سعيد ل «شيكابالا»: اعتزل واحترم تاريخك    محافظ أسوان يستمع لمطالب المواطنين عقب صلاة الجمعة (صور)    الصعيد في عيون حياة كريمة.. مدينة إسنا تحصل على دعم كبير برعاية مجلس الوزراء    محمد راضي رائد السينما الوطنية وصانع ملاحم الحرب على الشاشة المصرية    4 أبراج مخلصة في الحب والعلاقات.. «مترتبطش غير بيهم»    دار الإفتاء توضح فضل زيارة مقامات آل البيت    الأردن يدين استهداف الاحتلال الإسرائيلى لقوات اليونيفيل جنوب لبنان    حزب الاتحاد ينظم ندوة بعنوان «إفريقيا عمق استراتيجي لمصر ومصير مشترك»    ضبط 5 آلاف زجاجة زيت مجهولة المصدر داخل مخزن دون ترخيص بالمنوفية (صور)    وكيل صحة سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد المركزي ووحدات الرعاية الصحية    فضل الدعاء للأب المتوفي في يوم الجمعة: مناجاةٌ بالرحمة والمغفرة    بالتزامن مع الاحتفال بذكرى بنصر أكتوبر.. تنسيقية شباب الأحزاب تعلن عن استراتيجيتها الجديدة    شبهت غزة بوضع اليابان قبل 80 عامًا.. منظمة «نيهون هيدانكيو» تفوز بجائزة نوبل للسلام    90 صورة من حفل زفاف مريم الخشت بحضور أسماء جلال ويسرا وجميلة عوض    مسؤولون أمريكيون: المرشد الإيراني لم يقرر استئناف برنامج السلاح النووي    أخصائية تغذية: هذا الجزء من الدجاج لا يُنصح بتناوله    أوقاف بني سويف: افتتاح 6 مساجد بالمحافظة خلال الشهر الماضي    تعرف علي حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة    القومى للطفولة يولي مهام رئاسة المجلس لعدد من الفتيات في يومهن العالمي    سقوط تشكيل عصابي تخصص في سرقة سيارات النقل بالأقصر    الصحة: إغلاق عيادة جلدية يديرها أجانب مخالفة لاشتراطات التراخيص في مدينة نصر    خطبة الجمعة اليوم.. تتحدث عن السماحة في البيع والشراء والمعاملات    تغيرات حادة في أسعار الحديد والأسمنت بمصر: التقلبات تعكس الوضع الاقتصادي الحالي    مشادة كلامية.. حبس فتاة قتلت صديقتها طعنا داخل كمباوند شهير في أكتوبر    أسعار الأسماك بكفر الشيخ اليوم.. الماكريل ب 180 جنيهًا    اختللاط أنساب.. سعاد صالح تحذر المواطنين من أمر خطير يحدث بالقرى    ميوزك أورد وجينيس وفوربس.. أبرز 20 جائزة حققها الهضبة طوال مشواره    «بعيدة عن اللقاء».. تعليق مثير من نجم الأهلي السابق بشأن تصريحات حسام حسن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باترسون..
ارحلي
نشر في الأهرام اليومي يوم 02 - 08 - 2013

يمين الله ما في أحد علي أرضك يا مصر اللهم بالطبع القلة المتحوصلة من حوارييك ومريديك وبطانتك كبيرا أو صغيرا, رجلا كان أو امرأة, مستورا أو متسولا, من الصعيد الجواني أو من ميناء بورسعيد, سيناويا أو من سيوة,
مقيما أو مهاجرا, مسلما أو من أهل الكتاب, قاضيا ضابطا طبيبا عالما معلما إعلاميا ترزيا حلاقا سمكريا اسكافيا بنكيا مناديا عاطلا.. الخ.. إلا ويقول لسيادتك بالفم المليان: حان وقت الفراق.. فارقينا.. هوينا. ورينا عرض أكتافك. سمعينا الجود باي. شمعي فتلتك واركبي الناقة واشرخي. اطلعيها أمريكاني علي أمريكا دوغري. زقي عجلك يا مزعزعة الاستقرار ومحدثة الفوضي وممولة الشغب وداعمة الإرهاب.. روحي لدارك.. البلد اللي هناك أفضل لك ولنا من بلدنا هنا. خذي اجازة إلي أجل غير مسمي إلي أن يأتيك الأجل.. بالله والله تالله يا آن ولا لك علي يمين. مشتاقة لمصر من غيرك.. حلمي أودعك.. يفرق ما بيننا عزول.. أقرأ عليك عدية ياسين ينقطع دابرك يأخذك من هنا وتطلعي لهم هناك.. نسدل عليك الستار.. نلعب سوي الاستغماية وأغمض عنيك وأسرسبك لبعيد.. يارب يا آن أعدمك بدري.. مرادي أضع كانت قبل ما يأتي ذكرك في أي مجال, وأفضل أقول كانت وكانت وكانت, فمذاقها فوق اللسان كما شيكولاتة بالبندق أو الفوندان.. يا آن عندي لك أكثر من اقتراح جوهري لا يوجد فيه خدش لحقوق الإنسان ومن غير نقطة دم واحدة تشوه المشهد الجليل اختاري منها ما يروقك بكامل حريتك: تشمشمي في أجواء رابعة.!. أو تتمشي في تراك النهضة.!. أو تتسلي في جمع فوارغ الخرطوش, ومين عارف يمكن حظنا وحظك يسوقك لظرف خرطوش منسي لم يسدده إخواني في مظاهرة قالوا عنها سلمية!. تروحي للشاطر زيارة يمسك فيك كعادته معك ويتشبث من باب الضيافة!.. تتفقدي أحوال أبواسماعيل وترمي عليه السلام بدستور يا سيادي!! آن.. آن الأوان.. نفسي أنادي عليك ماترديش. أفتح الباب من وراء الباب ما ألقاكي. أطل من الشباك مالك علي طول المدي ظل لحد بعيد. أفتش عنك وراء الدولاب, وتحت الكنب, وفي شماعات هدوم بولاق, وفي الركن القصي البعيد, وفي صحراء التيه, وفي طيات غيط الكرنب, وتحت الكباري, وفي مولد صاحبه غايب, وفي السفارات, وفوق جبل المقطم, وفي البورصة مكان متعتك بمراقبة مسألة الصعود والهبوط.. أنادي عليك ما لك صوت ولا حس وكأن الأرض ابتلعتك, أجيب لها قرص هضم تخوفا من أن تزور فيك ترجعك لنا فوق السطح من جديد.. باترسون.. أدعو عليك ويقول السامعين آمين. تضلي الطريق. تصحبك النداهة لأمنا الغولة. لأبو رجل مسلوخة. للبعبع. للسلعوة. للغم مندس من أيام الإنجليز. لنيران صديقة لا استعانة فيها بصديق. للوصول لعنوانك عن طريق نفق شبرا أو الإسعاف. لجمعية رعاية غير مكتملة الرعاية. لمعبر في سيناء جاري التعامل معه.... سيادة السفيرة.. ألا ينتابك ذرة حنين لزيارة قريبة لكولومبيا لأفغانستان لباكستان لطالبان وتنظيم القاعدة أماكن خدمتك قبل ما تهلي بطلعتك علينا خاصة بعدما نقلت الوكالات بالأمس نبأ هروب أكثر من مائة سجين من العتاولة في باكستان مطلوب لهم مرشدة بشعر أحمر تجيد التعامل مع أرباب العنف ورد السجون؟! خلاص يا آن العشرة بيننا انتهت حتي ولو كان ما بيننا عيال, فعيالنا عاقون مثل ابن نوح الذي قال سآوي إلي جبل يعصمني من الماء, وعندما رق له قلب أبيه نادي ربه رب إن ابني من أهلي, فقال له المولي تعالي: يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح وأبلغ مثال أخير لنبض المشاعر تجاهك رفض هشام زعزوع وزير السياحة مقابلتك.. خلاص يا آن الكيل بنا قد طفح. خلاص يا آن كل شيء انكشف وبان. خلاص يا آن طلعنا في ثورة من ورائها ثورة لم تعرف البشرية مثلهما من قبل.. خلاص يا آن رفعت الأقلام وجفت الصحف.. خلاص يا آن الكل عرف بغيتك وغايتك ونيتك وسواد طويتك ومشاويرك السرية لمرشدك وراشدك وشاطرك ومشطورك.. خلاص يا آن يا منفذة لمخططات الفتن والاغتيالات مكان ما تحطي قدمك, ومثال لأعمالك السوداء كان في مهمتك الدبلوماسية الرفيعة في كولومبيا من اغتيال بول ولستون عضو مجلس الشيوخ الأمريكي المعروف بمعارضته للسياسة الأمريكية هناك, ولم يمض شهران فقط لا غير علي توليك مهمتك المشبوهة كسفيرة الولايات المتحدة في باكستان إلا واغتيلت رئيسة وزرائها بنظير بوتو الضحية التي كتبت لك بخط يدها استغاثة تطلب فيها حمايتها لخشيتها علي حياتها خاصة بعد أن هجم الإرهابيون علي موكبها في أكتوبر2007 مما أسفر عن مقتل أكثر من130 شخصا وفقا لوثائق ويكيليكس إلا أنك ومن ورائك رئيس بلادك جورج بوش الابن تجاهلتما نجدتها, بل وكتبت يا بنت باترسون لخارجيتك مذكرة توصين فيها بتجاهل رسالة بوتو التي قتلت بعدها بأيام, وعلق مارك كوراترمان الذي ترأس فريقا للأمم المتحدة للتحقيق في عملية اغتيال بوتو بأن الحماية الأمنية التي تم توفيرها لها كانت سيئة للغاية, وغاية في الإهمال, وعندما سئلت عن قرار بعدم توفير الحماية لبنظير أكدت أنك لا تشعرين بالندم!!
وكان رئيس أركان الجيش الباكستاني السابق الجنرال ميرزا أسلم بك قد أكد في حديث تليفزيوني لقناة وقت المحلية أن الشركة بلاك ووتر الأمنية الأمريكية هي التي نفذت عملية اغتيال كل من بنظير بوتو ورفيق الحريري وقال إن حكومة بلاده سمحت لتلك الشركة التي تستخدمها المخابرات الأمريكية في عمليات الاغتيال بالتواجد في المدن الباكستانية الكبري بما في ذلك إسلام آباد وراولبندي وبيشاور وكويتا.. وأضاف ميرزا أن الأمريكيين يعللون وجود الشركة في باكستان بأنهم مهددون ويخشون من تعرض السفارة والقنصليات الأمريكية لعمليات انتحارية, وأينما وجدت سفارة أمريكية خاصة في المنطقة العربية وجد البلاك ووتر بدعوي حماية السفارة, وأينما وجد القلق والأرق بين مواطني أهل بلد ما فتش عن آن باترسون التي تجدها في هذا المجال أول من أضفي الحصانة الدولية علي مرتزقة البلاك ووتر كي لا يقدموا للمحاكمة علي ما يقترفونه من جرائم في أي بلد يتجولون فيها!! وليس ببعيد عن الأذهان موكب عربات السفارة الأمريكية ال22 التي ظهرت في ميدان التحرير وأصابت عشرات الثوار وادعت السفارة وقتها أن جميعها كان قد سرق منها تحت جنح الظلام, وكانت آن باترسون المسئولة عن تفجير قضية التمويل الأجنبي لحركات سياسية ومنظمات حقوقية بمصر بقصد أو بدون قصد حين كشفت وباستهتار أمام مجلس الشيوخ الأمريكي في جلسة عقدت في يونيه2011 أن واشنطن قد أنفقت40 مليون دولار لدعم الديمقراطية في مصر منذ ثورة25 يناير, وحبس الجمع أنفاسه وهو يحصي ويتتبع آثار رائحة التمويل في جيوب وحسابات بنوك المدعومين بالملايين خلال سبعة أشهر فقط متسائلا عن الكيفية التي رد بها هؤلاء الجميل الدولاري.. وعندما كانت باترسون سفيرة لبلادها في كولومبيا وباكستان قامت بتجنيد بعض الأشخاص العاملين بوسائل الإعلام الأجنبية بتلك الدول في وكالة الاستخبارات الأمريكية بهدف تنفيذ انفجارات وأعمال شغب, ويبدو أنها تؤدي مثل هذا الدور في القاهرة, بالإضافة إلي تحويل أنظار الجيش لمكافحة الشغب والإرهاب والحرب الأهلية كي ينشغل بالجبهة الداخلية وفوضاها المقصودة لتصبح الجبهة الخارجية عارية غير مؤمنة.. وحمدا لله أن في مصر جيشا باسلا يقظا يذود عن أرض الوطن في الداخل وعلي الحدود, علي رأسه عبدالفتاح السيسي القائد الوطني الأبي الذي قال لنا إن مصرنا أم الدنيا وستبقي قد الدنيا.. وصدقناه.. وكانت باترسون قد طلبت الاتصال بوزير الدفاع لتعرض عليه المفاوضات مع الإخوان وهو ما رفضه لأنه مصر علي أن يتم القبض علي كل من يمارس القتل ضد المصريين, وطالبته بالتراجع عن خريطة الطريق وهذا ما رفضه السيسي وجدد رفضه لاستخدام القوة لإرهاب الشعب المصري وإجباره علي التراجع عن ثورة30 يونيه, وألمحت السفيرة الأمريكية بأن القوة الأمريكية قريبة من الشواطئ المصرية وهو التهديد الذي رفضه السيسي بشموخ الفريق ابن البلد وجاء رده بأن الشعب المصري سيقرر مصيره, وأن إرادة هذا الشعب قادرة علي كسر أي قوة في العالم, ونبه السيسي بأن التظاهر والاعتصام السلمي مقبول, ولكن حمل الإخوان للسلاح لتخويف المواطنين وإرهابهم مرفوض رفضا باتا..
وفي الحوار الذي دار بينهما, قالت آن: إن المثاليات لا مكان لها في السياسة, وأن التمسك بالقانون يضر أحيانا بالسياسة فقام السيسي علي الفور بقطع الحوار, وبحدة, ليخبرها بأنها مجرد سفيرة لا حق لها في التدخل لا هي ولا دولتها في الشأن المصري.. الشأن المصري الذي ظهر من خلال أحاديثها وتحركاتها وتنبؤاتها أنها لا تعرف شيئا عن تاريخه, رغم أنها تجيد العربية منذ الثمانينيات, فقد أشارت كمثال إلي أن مرسي هو أول رئيس منتخب, وهذا غير صحيح فأول من انتخب كان الزعيم سعد زغلول, والزعيم عبدالناصر, وظلت تقول للكثيرين إن المعارضة المصرية عديمة الجدوي, ولا فائدة من هدر الوقت معها, وأن الإخوان هم اللاعب الوحيد في البلاد!! وكان في جعبة الشعب المستخبي الذي يظهر وقت المحن من حيث لا يحتسب المتذاكون... وكان للخطاب الذي ألقته في18 يونيه أثره السلبي في عدم فوز الولايات المتحدة بعده بأي أصدقاء في الدائرة المليونية الواسعة التي تعارض مرسي والإخوان, كما ساعد علي ترسيخ صورة باترسون كساذجة بقولها عن الثورة: البعض يقول إن أفعال الشوارع ستسفر عن نتائج أفضل من الصناديق, وبصراحة أنا وحكومتي نشك في ذلك.. هي وحكومتها التي عقدت الصفقات مع الإخوان لتثبيت حكمهم بعد أن أعطوا الوعود لتأمين إسرائيل وتطبيق المخطط الأمريكي لبيع40% من أرض سيناء للأمريكان وتوطين أهل غزة بها كوطن بديل من خلال صفقة ال8 مليارات دولار التي انكشف أمرها بعد عزل مرسي... وإذا ما كان باراك أوباما قد أطاح بسفيرته مارجريت سكوبي التي عاصرت السنوات الأخيرة من حكم مبارك, وتابعت نشوء الحركات الاحتجاجية, وتراكم الغضب الشعبي إلا أنها قالت في الأيام الأولي لثورة25 يناير إن نظام مبارك مستقر, وأنه سوف يصمد للمظاهرات والاحتجاجات, وهو نفس التقدير الذي رددته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مما وضع أوباما أمام العالم في كبسولة الغيبوبة, وما أشبه اليوم بالبارحة فها هي باترسون63 سنة المولودة بولاية اركنساس التي بدأت عملها الدبلوماسي عام1973 لتصل إلي درجة وزير مفوض في2008 والتي تقوم بكتابة تقاريرها بخط يدها.. التي خلفت سكوبي وجاء اختيارها في مايو2011 بمظنة أنها الدبلوماسية المثالية لتوجيه السياسة الأمريكية نظرا إلي خبرتها في دول شهدت اضطرابات سياسية مثل كولومبيا وباكستان.. وما أن حضرت باترسون لمصر حتي قامت بدور رئيسي في المقاربة الأمريكية للجماعة وحزب حريتها وعدالتها المنبثق عنها, ومع نشوب الثورة في وجه مرسي وإخوانه وجدت باترسون نفسها فجأة في خضم فوضي عارمة وهدفا للثوار الغاضبين من الدور المنحاز لواشنطن في شئون بلادهم, والذين حملوها المسئولية عن الاحتضان الأمريكي الوثيق للإخوان في مصر حتي أنهم وصفوها بأنها خلية نائمة وعضو في مكتب الإرشاد.. والآن وبعد انهيار استراتيجية آن هل سيكرر أوباما معها ما فعله بسابقتها سكوبي؟! الشواهد تقول إن فاتحتها قد قرئت عليها في البيت الأبيض وستهبط علي الشاشة قريبا كلمة النهاية..
وأتساءل وتحدوني الدهشة.. ماذا أصاب نساء أمريكا وأوروبا الموجهات كالقذائف الحارقة تجاه قلب مصرنا السلمية بداية من كونداليزا رايس الجناح الأسود لبوش الأب المتنبئة بالفوضي الخلاقة.. و..هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا السابقة التي قذف المصريون موكبها بالطماطم خلال زيارتها للقاهرة عام2012 نتيجة استشعارهم انحيازها للإخوان.. وصاحبتنا الأخري جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية التي خرجت علينا في11 يوليو2013 تؤيد دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي رفضت السلطات المصرية طلب لقائها مع مرسي, ومن بعدها وزير خارجيتها فيسترفيلة بالإفراج عن مرسي وجميع الإخوان السياسيين المعتقلين شارحة وجهة نظر أوباما علي لسانها بدعمها لمرسي المنتخب بالصندوق, مبررة فشله بحجتها الواهية بأن غالبية عمليات الانتقال الديمقراطي تستغرق أعواما لتتجذر وتستقر, خاصة بعد عقود من النظام الديكتاتوري.. ونسيت بساكي أنه إذا ما كان نظام مبارك قد تحول إلي ديكتاتورية علي مدي ثلاثين عاما فقد حوله مرسي إليها بضربة معلم جامعي خلال عام فقط لا غير بحجة الشرعية اللفظة التي ظل يرددها عشرات المرات بشكل هيستيري في خطبة الوداع عشية عزله, ويبدو أنه مازال يرددها حتي الآن ليسمعها كل من يلتقي به ليخرج من عنده قائلا إن مرسي كما رأيناه بخير, وعليكم كمصريين المضي قدما في خارطة الطريق!
..و..كاترين آشتون المرأة المكوك الممثل الأعلي للسياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بعدما أصبحت أوروبا ذات نفسها لا وزن لها في صراعات الأمم التي أتت من جديد بعد شهرين للاطلاع علي جميع المتغيرات والمستجدات علي أرض الواقع, ولقاء جميع ممثلي الجهات والمسئولين وشباب تمرد الذين واجهوها بقولهم علي لسان ريهام المصري عضو الحملة المركزية: المعزول محبوس علي ذمة اتهامات بالتخابر وانتهاكات الأمن القومي, والحملة توافق علي عدم تتبع المعتصمين السلميين المغادرين لاعتصامي رابعة والنهضة.. وقد أجلت آشتون سفرها رغم مشاغلها الأوروبية لإتاحة الفرصة للقاء مرسي في معتقله الذي سافرت إليه في الطائرة, حيث اطمأن قلبها الرهيف خلال مناجاة ودية دافئة علي حد قولها استغرقت ساعتين كاملتين لتنقل لأصحابها وأصحابه أخبار صحيح أمنه, وانضباط أمانه, وكامل صحته, وعظيم أحواله وتساليه, وكلها كما جاء علي لسانها في مؤتمرها الصحفي علي أكمل ما يرام, هذا إلي جانب قراءته للصحف التي ولابد أن غالبية ما فيها لا يسره وإن أمسكت بعضها بالعصا من منتصفها لزوم الحياد المفخخ, كأن تضع جماهير ثوار التحرير ورابعة في لقطتين متماثلتين بنفس الحجم تتصدران الصفحة الأولي وكأن لا فرق في العدد ما بين عشرات الملايين والآلاف, أو تنشر لقطة استقبال لويزر الدفاع بباقات الزهور في أول جلسة بمجلس الوزراء, وإلي يسارها بنفس الحجم صورة لمدرعة جيش محترقة في سيناء وكأنه القول الزري بأن الأفراح هنا والحرائق هناك!! أو.. أو ومشاهداته للتليفزيون التي ولابد وأن يكون قد افتقد في قنواته الخامسة والعشرين بمذيعها الخصوصي الشهير بخميس, وقناة الحافظ بمسئولها التحريضي عاطف عبدالرشيد, وقناة الناس بمذيعها خالد عبدالله وشيخها محمود شعبان الشهير بهاتولي راجل, وعبدالله بدر المحكوم عليه في قضية سب وقذف الفنانة إلهام شاهين وتزوير صور فاضحة لها.. ونحسب أن مرسي لا يغادر قناة جزيرته الراكعة علي أربع لعودته, المحتضنة كالأم الرؤوم عشيرته ومنصته ورابعته ونهضته وبلتاجه وصفوته ومرشده ومشاهد مسيراته الإرهابية هنا وهناك للعودة بنفس شخوصها وأعدادها وسلاحها وخوذاتها هناك وهنا بعدما تدور حول الناصية البعيدة لتأتي بظهرها بعدما كانت في أولها بوجهها, واضعة في مقدمتها اللاجئات المسيرات لا المخيرات المعذبات في الأرض المطعونات من الخلف, بأطفالهن بيض الوجوه عسليو العيون بتيجان الشهادة ولعبة الأكفان بمظنة أنها ملابس العيد الجديدة بعد رمضان.
و..عجبت لكن يا نساء أمريكا وأوروبا المستغرقات في الذود عن الإخوان بالمال والدعم الحرام.. ألم يصل إلي علمكن أن الإخوان عن بكرة أبيهم أعداء للمرأة وخروجها للحياة العامة, وإن اضطروا اضطرارا لظهور الأخوات فذلك شيء لزوم الشيء من باب لزوم التقية.. يا مسز آشتون أنت في نظر الإخوان عورة, وليست لك ولاية, وآخرك موظفة أرشيف لا غفيرة ولا سفيرة ولا مندوبة لاتحاد دولي.. يا ست كاترين مكانك في مخيلة الجماعة قابعة بين جدران دارك إذا ما عن لك مغادرة بابها تقبلين في صورة الشيطان وتدبرين في صورة الشيطان, وأنت عندما تدافعين عن نظام الدولة الدينية المغمسة إخوان فأنت المدافعة عن ظلم المرأة ووأدها ودفنها حية.. يا أوروبية هل وضعت يدك بشحمها ولحمها في يد مرسي عند اللقاء؟!.. هل سلمت عليه بلا ساتر يمنع التلاصق المحرم حتي لا ينقض الوضوء؟!.. هل تحدثت معه عبر الساعتين بلغة الإشارة فصوتك في عرف جماعته عورة؟! وقولي لي يا آشتون وصارحيني هل جلست قبالته فوق مقعد أم وضعوا مكانك ربما وردة تحسبا لموافقة حزب النور السلفي فيما بعد مع أية مبادرات أو مصالحات أو انتخابات قادمة, الحزب الذي قال نادر بكار أحد أعضائه البارزين في الانتخابات البرلمانية عام2011 بالحرف الواحد: النساء أخوات فضليات معززات مكرمات في خدورهن, فإذا ما ابتغين شيئا فنحن لها ولهن, وما عليهن سوي أن يهمسن بالأمر لبعولتهن النواب كي ينقلوا بدورهم وجهات نظرهن إلي أولي الأمر.. كاترين وآن حبذا لو عدتما إلي مجلة الإخوان في عددها الصادر بتاريخ5 يوليو عام1947 لقراءة الفقرة الإخوانية التالية: يعتبر منح المرأة حق الانتخاب ثورة علي الإسلام, وثورة علي الإنسانية, وانتخاب المرأة سبة في النساء, ونقص ترمي به الأنوثة.. وقد كتب حسن البنا في حديث الثلاثاء صفحة370: ما يريده دعاة التفرنج وأصحاب الهوي من حقوق الانتخاب والاشتغال بالمحاماة مردود عليهم بأن الرجال وهم أكمل عقلا من النساء لم يحسنوا أداء هذا الحق, فكيف بالنساء وهن ناقصات عقل ودين؟!.. ويبرر البنا في مجلة الإخوان في العدد13 الصادرة عام1944 أمر تعدد الزوجات بقوله: إن خيرا للمرأة وأقرب للعدالة الاجتماعية والإنصاف في المجتمع أن تستمتع كل زوجة بربع رجل, أو ثلثه, أو نصفه, من أن تستمتع زوجة واحدة برجل كامل وإلي جانبها واحدة أو اثنتان أو ثلاث لا يجدن شيئا..
و..هنيئا لك يا آن بزوجك الكامل التراكيب مستر ديفيد باترسون وإن كان من الدبلوماسيين المتقاعدين!!.. روحي له هناك في بلاد العم سام طلي عليه واقعدي جنبه واقفلي نوافذ الثلج وشدي عليه الغطاء وشوفي لوازم الولدين, ولا تنسي مع شنطة هدومك تأخذي معك السيد حاتم سيف النصر سفير تركيا بمصر لزوم الدردشة في السكة الطويلة فوق المحيط تقطعان فيها فراوي ميدان التحرير وحديقة تكسيم والحزب الجمهوري العنيد الحريص علي استمرار المعونة لمصر, وتبحثان فيها علي أقل من المهل وليس في زيارة طياري للسفارة مسألة دعم الإخوان علي أرضية موقف دولتيكما العدائي غير الطبيعي لثورة30 يونيه.. وعموما يا باترسون أنا من جانبي مستبشرة خيرا بعدما أصبح كل منكما شخصا غير مرغوب فيه من جانب إدارتنا المصرية بعد تدخلكما السافر والمستمر في الشأن المصري الداخلي, ومن هنا فلابد وأن تسحبا من فوق أرض بلادي التي أعطتكما الأمان فقلبتما عليها حفيظة الإخوان!.. وليكن في علمكما أن إسلامنا الحقيقي بلا تعنت طائفي ولا تدخل خارجي سيحل بمشيئة الله مشاكلنا طالما نسير علي هدي آيات الله البينات التي قال فيها في سورة الحجرات: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما علي الأخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء إلي أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين صدق الله العظيم..
لمزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.