في محاكمة مثيرة يترقبها العالم منذ أكثر من ثلاثة أعوام, قضت إحدي المحاكم العسكرية الأمريكية ببراءة برادلي مانينج المتهم في قضية تسريب الوثائق السرية لموقع ويكيليكس من التهمة الرئيسية المنسوبة إليه وهي دعم العدو, في حين أدانته في الوقت ذاته, ب20 تهمة أخري تصل عقوبتها للسجن لمدة136 عاما, أبرزها التجسس. وقالت القاضية دنيز ليند, خلال الجلسة التي اقيمت بقاعدة فورت ميد بولاية ميريلاند شمالي واشنطن أمس الأول, أثناء قراءتها لنص الحكم: ايها الجندي مانينج, بالنسبة للاتهام الأول, فإن المحكمة تعلنك غير مذنب. ثم استطردت في قراءة التهم ال21 الأخري الموجهة اليه حيث ادانته فيهن جميعا ولم تبرئه سوي من تهمة الحيازة غير المسموح بها والتسليم بشكل متعمد لفيديو عن ضربة جوية أمريكية لقرية أفغانية اسفرت عن مقتل عشرات المدنيين. ومن ابرز التهم العشرين المدان بها مانينج, انتهاك قانون التجسس وسرقة معلومات من القوات المسلحة ونقل مذكرات سرية عن معتقلي جوانتانامو ورسائل دبلوماسية بشكل غير قانوني, فضلا عن التمرد علي القانون العسكري والتزوير المعلوماتي عبر ادخال برنامج غير مسموح به الي النظام المعلوماتي للجيش والالتفاف علي امن هذا النظام وتخزين معلومات سرية بشكل يتجاوز القانون, وهي ما اقر مانينج بعشر منها فقط. وكان الجندي الشاب 25 عاما معرضا بقوة لمواجهة عقوبة السجن مدي الحياة لو أدين بمساعدة العدو, اي تنظيم القاعدة, عبر تسريبه700 ألف وثيقة سرية أمريكية لموقع ويكيليكس الذي قام بنشرها وتسبب في حرج بالغ للولايات المتحدة عبر العالم. وبمجرد الإعلان عن التهم المدان بها مانينج, تدخل محاكمته مرحلة جديدة للإعلان عن العقوبة الصادرة بحقه, وهي المرحلة التي قد تستغرق شهرا كاملا حيث سيتم استدعاء المزيد من الشهود خلال تلك المداولات, كما سيتفاوض ممثلو الادعاء وهيئة الدفاع علي طول فترة العقاب لكل تهمة, وما إذا كان سيقضي العقوبة عنها تباعا أو بشكل متزامن. وتعليقا علي ادانة مانينج,أشاد مؤسس موقع ويكيليكس ويليام أسانج بالجندي الأمريكي ووصفه بأنه بطل, منددا بإدانة القضاء العسكري الأمريكي له في معظم الاتهامات المنسوبة إليه.ووصف أسانج,الذي تحدث للصحفيين من داخل سفارة الإكوادور في لندن التي يتحصن بها منذ أكثر من عام,الحكم الصادر بحق مانينج بأنه سابقة خطيرة. كما كتب علي صفحة موقعه علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر ان الحكم يظهر تطرفا خطيرا علي صعيد الامن القومي من جانب ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وحول الازمة الأخري التي فجرها عميل الاستخبارات الأمريكي السابق ادوارد سنودين, قال رئيس مجلس الحقوق الاستشاري في الكرملين ميخائيل فيدوتوف إن بلاده في وضع لا تحسد عليه بشأن سنودن الذي لا يزال محتجزا في مطار موسكو بعد تقدمه بطلب لجوء الي روسيا. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن فيدوتوف قوله: موسكو واقعة بين سندان التزاماتها تجاه احد اللاجئين ومطرقة عدم رغبتها في تقويض علاقاتها مع الولاياتالمتحدة. واعتبر ان روسيا هي الطرف الجريح في قضية سنودين لعدم وجود اي مصلحة وطنية في ذلك مطلقا. وأضاف انه اقترح في اجتماع جري مؤخرا مع السفير الأمريكي في موسكو مايكل ماكفول انشاء لجنة مشتركة من مجموعة الحقوق في الكرملين ولجنة هلسنكي الامريكية لمناقشة قضية سنودين. وقال ان السفير أشاد بالفكرة التي اعتبرها مثيرة للاهتمام. وفي الوقت نفسه,نصح والد سنودين ابنه,خلال مقابلة بثها التليفزيون الروسي العام أمس, بالبقاء في روسيا, قائلا كل شيء علي ما يرام هنا.. نحن نحبك وسنلتقي من جديد قريبا.. لكن قبل كل شيء اريد ان تبقي في امان. وقال ليو سنودين اعتقد ان روسيا لديها النية والامكانية لحماية ابني,منوها أنه لوكان مكانه لبقي في روسيا. علي صعيد آخر,قررت بلدان التحالف البوليفاري لدول امريكا اللاتينية البا رفع شكوي الي الاممالمتحدة حول خطة التجسس الامريكية التي كشفها سنودين. ويضم التحالف الذي اسسته فنزويلا وكوبا, معظم البلدان التي يحكمها اليسار الراديكالي مثل الاكوادور وبوليفيا ونيكاراجوا, وهي بلدان تقيم علاقات خلافية مع الولاياتالمتحدة وجميعها اعلنت دعمها لسنودين.