وسط ترقب دولي, يسدل الستار خلال ساعات علي أكبر عملية تسريب لوثائق سرية في تاريخ الولاياتالمتحدة, بعد أن تصدر محكمة عسكرية أمريكية حكمها في قضية الجندي برادلي مانينج الذي يواجه22 تهمة تتعلق بانتهاك قانون التجسس. ويفترض أن يعلن الحكم في قاعدة فورت ميد شمال واشنطن حيث يعتقل مانينج منذ يونيو الماضي. وستستعرض القاضية العسكرية الكولونيل دنيز ليند الاتهامات ال22 الموجهة إلي الجندي, البالغ من العمر25 عاما, الذي يحاكم لتسليمه العشرات الآلاف من الوثائق السرية إلي موقع ويكيليكس الذي وضعها علي الإنترنت. وفور صدور الحكم ستبدأ مرحلة تحديد العقوبة اعتبارا من الغد. ويمكن أن يحكم علي مانينج بالسجن مدي الحياة بدون إمكانية تخفيف العقوبة إذا أدين بتهمة التواطؤ مع العدو وحدها, وهي الأخطر بين التهم ال.22 ويمكن أن يحكم علي مانينج الذي يشدد محاميه علي أنه يعاني من اضطرابات بسبب ميوله الجنسية, بالسجن ما مجموعه154 سنة للتهم ال21 الأخري وانتهاك القواعد العسكرية وبينها سلوك من شأنه أن يؤدي إلي التشكيك في القوات المسلحة والاحتيال المعلوماتي والسرقة ومخالفة قانون التجسس الصادر في.1917 وأقر الجندي بأنه سرب نحو700 ألف وثيقة عسكرية ودبلوماسية سرية إلي موقع ويكيليكس عندما كان محللا في الاستخبارات في العراق من نوفمبر2009 حتي توقيفه في مايو.2010 وأقر جزئيا ب10 تهم يمكن أن يعاقب عليها بالسجن ما مجموعه10 سنوات, لكنه نفي التهم الأخري بما في ذلك مساعدة تنظيم القاعدة. وطلب محاميه تبرئته من الاتهامات بالتجسس والاحتيال المعلوماتي والتواطؤ مع العدو. وفي مرافعاته النهائية, أكد أن مانينج ليس خائنا كما يقول الادعاء بل وصفه بأنه ساذجا ونيته حسنة وأنه صدم بما رآه في العراق. وخلال محاكمته, لم يتحدث مانينج لكنه تلا في جلسة تمهيدية رسالة طويلة للتبرير أكد فيها أنه أراد إثارة جدل عام. أما الاتهام, فوصفه بأنه أناني وكان يدرك أن الوثائق التي سربها ستنشر علي الإنترنت وسيطلع عليها أعداء الولاياتالمتحدة بما فيهم تنظيم القاعدة. من ناحية أخري, أعلن نائب رئيس الحكومة الروسية دميتري روجوزين أمس أن ما كشفه الموظف السابق لدي الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن عن برنامج التجسس الإلكتروني الأمريكي, يدفع روسيا إلي اتخاذ إجراءات أكثر حسما للحفاظ علي سلامة أسلحتها الذكية وإنتاج إلكترونيات سلاح وعتاد جيشها محليا. وذكرت وكالة أنباء نوفوستي الروسية نقلا عن روجوزين أن ما أعلنه سنودن لا يوجد به أي حقيقة يجهلها الخبراء الروس, لكنه رأي أن هذا الكشف يدفع روسيا للإسراع بإيجاد قاعدة إلكترونية مستقلة قائمة بذاتها لصناعتها. وقال روجوزين إن حلف شمال الأطلسي أقر, عندما كان هو ممثلا لروسيا لدي الحلف, بأن النظم المعلوماتية تغدو سلاحا يهدد الأمن القومي للدول أما فيما يخص روسيا فإنها تعرض أمنها, وبالأخص الأمن الصناعي, للخطر عندما تستورد مكنات أجنبية يستطيع بائعها التحكم فيها عن بعد عن طريق أجهزة الكمبيوتر والبرامج المناسبة, ويستطيع إيقافها بمشيئته أو الحصول علي معلومات محددة منها.