واصل مؤيدو الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي مظاهراتهم واعتصاماتهم, في إطار مليونية الفرقان, برغم الأحزان التي يعيشونها بعد أحداث المنصة التي قتل فيها العشرات وأصيب الآلاف. وزادت الأعداد بصورة ملحوظة في ميداني رابعة العدوية والنهضة, مع تشديد الإجراءات الأمنية, في ظل الأنباء التي تتردد عن احتمالية فض الاعتصام بالقوة, وخاصة بعد تصريحات وزير الداخلية. وأعلن المعتصمون عن مسيرات تتجه من وإلي الميدانين بعد صلاتي الظهر والتراويح بمحافظتي القاهرةوالجيزة, مصرين علي البقاء في الميادين حتي تحقيق مطالبهم. وخيم الحزن علي الميدانين مع كل صلاة جنازة يصليها المتظاهرون علي قتلي أحداث المنصة, حيث تطوف كل جنازة أرجاء الميدان مع ترديد هتافات حماسية ودعوات بأن يقبل الله الضحايا كشهداء. ففي ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة بمحافظة الجيزة, طاف المعتصمون الميدان, بمجرد وصول جنازة سالم عبد الرحمن الذي قتل في الأحداث, مرددين شعارات من بينها يا نجيب حقهم يا نموت زيهم, ثم قام المعتصمون بأدء صلاة الجنازة. ووجه معتصمو النهضة انتقادات شديدة لحزب النور السلفي والقيادي السلفي ياسر برهامي بسبب تخاذلهم عن مؤيدي مرسي, وتأييدهم لأحداث30 يونيو, ووصفوا برهامي بالخائن, وأنه لم يعد ضمن التيار الإسلامي بعد مواقفه السلبية علي حد قولهم- كما صلي المعتصمون في رابعة الجنازة علي أحد القتلي وهو في نفس الوقت طبيب في المستشفي الميداني, لقي مصرعه عندما ذهب لتسلم المصابين في شارع النصر خلال الأحداث, ولم ينتظر حتي مجيئهم للمستشفي. وفي الوقت نفسه, قامت إحدي سيارات خدمات نقل الدم القومية التابعة لوزارة الصحة بالوقوف أمام المستشفي الميداني برابعة وتوزيع استمارات التبرع بالدم علي المعتصمين.ولاقت الحملة تجاوبا من جميع الفئات العمرية بالميدان الذين أقبلوا علي التبرع. كما وجه الدكتور محمد بديع المرشد العام للاخوان نداء إلي شعب مصر قائلا: يا كل شعب مصر هؤلاء الشهداء والجرحي يضحون من أجل أن ينال كل مصري حريته, فأحرصوا علي قول الحق وردوا غيبة إخوانكم, واعتبر الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذين يتصورون أن بإمكانهم فض اعتصامات المؤيدة للشرعية بالقوة وإنهاء ثورة يناير وعودة نظام المخلوع بقمعيته ووحشيته وفساده واستبداده واهمون, موضحا أن عقارب الساعة لن تعود إلي الوراء, وقال: مصر تمضي إلي امام وسينهي الانقلاب الذي سيكون- مجرد جملة اعتراضية في تاريخ مصر الحديث- وتستكمل مسارها الديموقراطي في ظل دستورها ومع رئيسها الشرعي الدكتور محمد مرسي. وقال العريان إن الدرس انتهي وإن الانقلاب انكسر, وانتصرت إرادة الشعب,!!! من جانبه, قال الدكتور محمد البلتاجي عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة أنه اتصل بوزير الداخلية فجرا خلال أحداث المنصة, وقال له: أوقف الضرب عن إخواننا أمام النصب التذكاري بمدينة نصر, وأن الوزير رد بأنه لايعلم شيئا عن الأمر. واضاف البلتاجي أن ما حدث امام النصب التذكاري ما زاد المؤيدين الا قوة واصرارا وعزيمة وايمانا بالقضية, ودفعهم للتأكيد علي أنهم لن يتركوا الميادين, حتي ولو ماتوا جميعا, من أجل الحرية. جاءت بها ثورة25 يناير.