عادة مايلقي الغرب باللائمة علي الإسلام بأنه ميزالرجل علي المرأة, وذلك لجهله بتاريخ المرأة المسلمة, فهناك أمثله من النساءاللاتي قمن بدورمهم في بداية ظهور الإسلام ومع رسول الله( صلي الله عليه وسلم) ومن أولي تلك النساء الشفاء بنت عبدالله بن عبد شمس بن عدي بن كعب القرشية, التي تمثل المرأة المثقفة المتخصصة في علاج الأبدان والأرواح والعقول.. هي صحابية ذات عقل ورأي, وقد أسلمت قبل الهجرة وبايعت الرسول في وقت كانت فيه البيعة مصدر شقاء وعذاب لمن يفعلها, فقد كانت قبل الإسلام تعالج الناس وترقيهم وبعد أن أسلمت وهاجرت خافت أن تكون الكلمات التي كانت تقرؤها مخالفة للدين فاستشات الرسول( صلي الله عليه وسلم) في رقيتها فلم يجد في كلامها أي شرك فوافق عليه, كما كانت تعرف الكتابة بالعربية, ولذلك منحها الرسول دارا بعد هجرتها أقامت فيه هي وابنها وأخذت تعلم نساء المسلمين القراءة والكتابة مبتغية بذلك الأجر والثواب, وكانت حفصة زوجة الرسول من تلميذاتها, حيث جاء بها عمر بن الخطاب لتعلمها القراءة والكتابة وبعد أن تزوجت حفصة من النبي طلب من عمر أن يستمر مجئ الشفاء إلي بيته لتعليم حفصة بقية العلم, فقال عمر: لقد تعلمت يا رسول الله) فقال صلي الله عليه وسلم:( لتجوده ولتحسنه), وكانت الشفاء أيضا تدعو إلي الإسلام وتنصح ولا تتواني عن تبيان الأخطاء حتي أن سيدنا عمر بن الخطاب ولاها شيئا من أمور السوق ثقة منه بدورها, كما كانت لها مكانة عالية واحترام لدي الصحابة والصحابيات, بالإضافة إلي أنها كانت راوية صادقة لأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم.