بصراحة ما يحدث في دول الربيع العربي الآن يثير علامة استفهام كبيرة, فالصراعات السياسية والعقائدية لا تتوقف, وهناك باستمرار من يصب الزيت علي النار, ومن يحاول نشر العنف والفوضي. والمسألة فيما يبدو لها علاقة بالفوضي الخلاقة التي بشرتنا بها أمريكا قبل سنوات, وأيضا بالمخطط الذي نشره المؤرخ الأمريكي برنارد لويس حول تقسيم الشرق الأوسطإلي دويلات, وتأجيج الصراع بين شعوبه لضمان أمن اسرائيل. وهذا المخطط ليس سرا, فقد نشرته مجلة' إكسكيوتف إنتلجنت ريسرش بروجكت' الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية في عام2003, وتضمن خطة لتقسيم مصر الي أربعة دويلات, والعراق الي ثلاث, وكذلك تقسيم سوريا والأردن ولبنان والسودان وليبيا. والغريب أن المخطط نسخة طبق الأصل من دراسة نشرتها مجلة' كيفونيم' الإسرائيلية في عام1982, ودعت إلي تقسيم مصر إلي أربع دويلات: قبطية ونوبية ومسلمة ورابعة تحت النفوذ الإسرائيلي في شبه جزيرة سيناء. والأغرب أن كثيرا مما جاء في تلك الدراسات وغيرها يتحول إلي واقع, فالعراق تعرض للغزو في مارس2003, وهو الآن شبه منقسم الي ثلاث دويلات كردية وشيعية وسنية, والسودان تم تقسيمه في عام2011 الي دويلتين, وسوريا وليبيا في طريقهما للتقسيم. والمؤسف أن المخطط يقترب حاليا من مصر, فهناك من يحاول استغلال المرحلة الانتقالية لتوسيع دائرة العنف والفوضي, ودفع المصريين للاقتتال فيما بينهم, ومن الواضح أن الهدف البعيد استعجال سيناريو الحرب الأهلية تمهيدا للتقسيم. باختصار استعادة مصر لقوتها ونهضتها واستقلال قرارها يهدد مصالح الكثيرين, ولا حل أمام هؤلاء غير التآمر لإحراق مصر! لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود