رغم كل الدعوات التي انطلقت عقب عزل الرئيس محمد مرسي بوقف أو خفض المساعدات الأمريكية لمصر, حذرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الاستجابة لمثل تلك الدعوات سيكون أمرا يتسم بقصر النظر وتصويتا بعدم الثقة في مصر وليس فقط في الحكومة المؤقتة للبلاد. وأوضحت الصحيفة في مقالها الذي كتبه كل من الجنرال برنت سكوكروفت الذي عمل مستشارا للأمن القومي في إدارتي الرئيسين جيرالد فورد وجورج بوش الأب. أن الجدل الدائر حول توصيف الأحداث الأخيرة في مصر, يصرف النظر عن الهدف الحقيقي المهم, ألا وهو وضع استراتيجية لدعم سبل استعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي في مصر. وقال سكوكروفت وميلبي إن دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإعادة تقييم المساعدات الأمريكية لمصر يجب أن تركز أساسا علي كيف يمكننا مساعدة مصر, وليس علي ما إذا كان يجب تقديم المساعدة. وذكر سكوكروفت وميلبي أن المساعدات العسكرية الامريكية لمصر التي تبلغ حوالي13 مليار دولار سنويا خصصت في الأصل للحفاظ علي معاهدة السلام1979, وهي تمثل حجر زاوية في الأمن الإقليمي, وقد حافظت علي مكانة متميزة للجيش المصري حيث تحققت له مكاسب ليس لها علاقة كبيرة بالحفاظ علي السلام مع الجيران. وأكد كاتبا المقال مجددا أن هذا ليس الوقت المناسب لقطع المعونات الأمريكية عن مصر ورغم أن الولاياتالمتحدة لم تعد المصدر الأكبر للمعونات حاليا مقارنة بما قدمته دول الخليج منذ عام2011 لكن يظل إسهام الولاياتالمتحدة مهما. وعلي الصعيد اللاقتصادي, طالب كاتبا المقال الحكومة الأمريكية بإجراء مشاورات مع الحكومة الانتقالية في مصر وعدد من جماعات الحقوق المدنية ورجال الأعمال لتوضيح لدور الأمثل للمجتمع الدولي. وأشارا في الوقت نفسه إلي ضرورة تشجيع مصر علي استئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي. ووافقتهم في الرأي صحيفة لوس أنجلوس تايمز حيث اعتبرت أن ما يحدث فرصة مصر الثانية للديمقراطية وطالما أن هدف السلطة الحالية هو إحلال الديمقراطية فلابد من استمرار المساعدات الأمريكية لمصر. وأكدت أن ذلك من مصلحة الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط بأكمله وقدرته علي التأثير علي التطور الإقليمي ابتداء من التغييرات التي أعقبت الربيع العربي إلي الآمال باحتواء برنامج إيران النووي وتحقيق السلام العربي الإسرائيلي. وطالبت الولاياتالمتحدة ببذل كل ما يمكنها لمساعدة مصر علي تخطي هذه المرحلة.