لم تبتعد ً السيدة جيهان السادات كثيرا عن الحقيقة , بوصفها لقيادات تيارالإسلام السياسى, بأنهم ليسوا كما يزعمون "كارهين لحُكم العسكر", بل إنهم كانوا يتمنون أن يصبحوا هُم "العسكر " ! هذا الوصف الذى تناولته زوجة الزعيم الراحل أنور السادات يؤكده المشهد الذى تلى ثورة 30 يونيو وردود أفعال الإخوان المسلمين وحلفاءهم , ضد الجيش المصرى ورجاله , الذين إنحازوا إلى أغلبية الشعب بعد رفض الرئيس السابق " مُرسى" نداءات الحلول السياسية للأزمات التى أوقعنا فيها بعناده وغرور جماعته . لقد جاءت منصتى رابعة العدوية والنهضة لتُبرز من جديد هذا " الحقد " الدفين الذى حمله قيادات الإخوان وحلفاؤهم لجيش مصر الذى كان ولازال - من وجهة نظرهم - هو "الحجر" العثر , و "المطب " فى طريق الإخوان للوصول إلى كرسى الحكم منذ نشأة الجماعة حتى الآن , لتحقيق مشروعهم السياسى باللعب على أوتار الدين . وبدا الحقد واضحاً ليتجاوز حدود الوطنية , والإنتماء إلى هذا البلد , فهاهى القيادات الإخوانية وحلفاؤها يطالبون , من الغرب وأمريكا التدخل وبسرعة لمواجهة جيش مصر , ليعودوا إلى الحُكم تحت رماح الإحتلال بدعوى " الشرعية " , فى موقف يشير إلى خيانة واضحة , لوطن عاشوا فيه , ورفعهم إلى حُكم مصر فما كان منهم إلا الإستهانة بهذا الشعب .. وهكذا أثبت هؤلاء أنهم كانوا يريدون أن يصبحوا هُم "العسكر ", أصحاب اليد الرادعة , والقوة الرئيسية فى عماد هذه الدولة , لضمان السيطرة , وقتما أرادوا .. لكن الذى لايدركه هؤلاء أن تحرك جيش مصر الوطنى , " المعجون" بتراب هذا البلد ,ويتنفس دماء شهدائه الأبرار , ما كان يوماً " عصا" فى مواجهة أبناء وطنه , ولاهو " جلاد" فوق ظهورهم , ولن يكون " غادراً " أو "خائناً" , ولايحركه تنظيم دولى , ولا قوة عالمية تريد أن تبطش بالكرامة الوطنية . .. فى 30 يونيو تحرك " العسكر " الذين يكرههم الإخوان , تعبيراً عن إرادة الأغلبية – بغطاء شعبى - وقبل جيشنا الدعوة رغم كل الصعوبات والتحديات الداخلية والدولية , التى تحيط به من كل جانب بدءاً من الضغوط الأمريكية غير المسبوقة , وحتى إشعال الموقف فى سيناء , بالإضافة إلى كل التحركات الإخوانية بتنظيمها الدولى , على الساحة الداخلية .. لم يعبأ جيش مصر بكل هذا , وقرر الإنحياز مرة أخرى للشعب فى مواجهة الإخوان , الذين توهموا ومعهم رئيسهم أنهم قد إستطاعوا نزع أنيابه تحت زعم " الشرعية" الدستورية وأن هذا منحهم " صك " المغالبة والتمكين , وعدم الإلتفات لباقى أطياف الشعب ومناداته , بأدنى حدود العدالة بعد ثورة .. والواقع أن "مُرسى" بإيعاز من إخوانه , حاول تحييد الجيش , وكان على يقين غريب بأن الجيش لصعوبات دولية لن يستطيع التدخل , خاصة أنه يعرف أن الولاياتالمتحدة – وخلفها إسرائيل - تدعمه بكل قوتها , وتوهم مُرسى أن قوة العسكر قد ذهبت من المعادلة , .. وتحت مسمى " الشرعية" تحرك قادة الجماعة ورموزها , وهم يتوهمون أنهم أصبحوا يملكون " قوة العسكر", وأنهم سوف يقودون جيش مصر الوطنى بقاداته بعد نجاحهم فى عزل المجلس العسكرى السابق والإيقاع بينه وبين الشعب .. ولم يتوقف قادة الإخوان عند هذا الحد , بل حاولوا كثيراً زعزعة مكانة الجيش والتطاول على رجاله , وإهانة المؤسسة العسكرية .. وجاءت 30 يونيو ليستيقظ الإخوان ومن معهم على كابوس " عُقدتهم" من العسكر بوقوف الجيش إلى جنب الشعب - الذى لايعيره الإخوان إهتماماً - ليتعثر حلمهم من جديد فى مشروعهم , ومحاولة فرضه "عنوة" على المصريين .. بعد أن ظنوا أنهم أصبحوا هُم العسكر ! لمزيد من مقالات حسين الزناتى