يقول الحق تبارك وتعالي وإذا مرضت فهو يشفين80 الشعراء0 فالله هو الشافي من كل داء, وهو الذي وهب لنا الدواء, وجعله سببا من أسباب الشفاء, كما جعل أبداننا تقاوم المرض قبل أن يتمكن منا وذلك بأسلحة دفاعية وأخري هجومية تتكون مع بداية تكوين النطفة التي يتحقق لها سبل البقاء والسلامة, كما تتكون الأسلحة مع بداية تخليق الجنين في بطن أمه, حيث تعمل المشيمة كحصن منيع يمد الجنين بالأسلحة المناعية والمواد المضادة للميكروبات, كما تحول المشيمة دون وصول المواد الضارة إليه من دم الأم, وبعد أن يخرج طفلا وعلي مدي سنوات حياته تشمل الانسان عناية الله بما وهب له من أسلحة دفاعية ووقائية وضعها الله في لبن الأم, وفي كل عضو بل في كل خلية من خلايا جسمه, حيث يزخر الجلد والعين والأنف والجهاز الهضمي والكبد والرئة والدم والغدد الليمفاوية وسائر الأعضاء بأسلحة تفتك بالميكروبات وأخري تبطل مفعول السموم الكيميائية وسموم الجراثيم, كما يزود الجسم بخلايا مناعية تقدر بمليون مليون خلية لها القدرة علي التمييز بين أصدقاء الجسم وأعدائة, فترحب بالأصدقاء وتفتك بالأعداء من ميكروبات وفيروسات وخلايا سرطانية وغيرها, كما جعل الله في العبادات وأعمال الخير والعلاقة السوية بين الناس تعزيزا لمقاومة الأمراض وجعل المعصية وأعمال السوء سببا من أسباب ضعف المقاومة. وتشير دراسة حديثة نشرت في أحد المراجع الأمريكية إلي أن الأرض تزخر بمئات الآلاف من النباتات التي لو أجرينا بحوثا علمية عليها لاستطعنا اكتشاف أدوية تعالج جميع الأمراض التي تصيب البشر, وهذه حقيقة جاء بها الرسول صلوات الله وسلامه عليه منذ أكثر من1400 سنة في الحديث الشريف ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء0 وإذا دققنا في مكونات عسل النحل الذي فيه شفاء للناس, فستجد أنها جاءت من المصادر الثلاثة الجماد والنبات والحيوان, فالعسل يحتوي علي الحديد والكالسيوم والفوسفور وغيرها من عناصر الجماد, كما يحتوي علي حبوب اللقاح التي يحصل عليها النحل من النبات, ويتم داخل أجسامها إنتاج أدوية أخري, غير المعادن وحبوب اللقاح0 ولقد أنزل الله القرآن فيه شفاء لما في الصدور من غل وصغينة وحقد, ولما في العقول من جهل وغشاوة, ولما في النفوس من خوف وهلع ومرض, وليس الدواء وحده هو الذي يشفي من المرض, ولكن الشفاء يتحقق بالدعاء إلي الله واهب الدواء ومحقق الشفاء أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ماتذكرون62 النمل0 وفي هذا الصدد يقول الشاعر: ذهبت أنادي طبيب الوري وروحي تنادي طبيب السماء.. طبيبين ذاك ليعطي الدواء وذاك ليجعل فيه الشفاء0