في تطور جديد ينذر بتدهور العلاقات بين الولاياتالمتحدة ودول أمريكا اللاتينية, وجه زعماء دول أمريكا الجنوبية أمس رسالة شديدة اللهجة لواشنطن بشأن الأنباء عن تجسس الولاياتالمتحدة علي دول المنطقة, كما دافع زعماء أمريكا الجنوبية عن حق دولهم في منح اللجوء للمتعاقد السابق في وكالة الامن القومي الامريكية الهارب إدوارد سنودين. واجتمع زعماء دول كتلة( ميركوسور), التي تضم فنزويلا والبرازيل والأرجنتين وأوروجواي وباراجواي, أمس في مونتيفيديو عاصمة أوروجواي حيث تصدر جدول الاعمال الخلافات مع الولاياتالمتحدة بشأن قضية التجسس. وصرح وزير خارجية فنزويلا الياس خاوا بأن نظراءه اتفقوا علي ان تدين السوق المشتركة لدول أمريكا اللاتينية عمليات المراقبة والسيطرة الدولية التي طورتها الحكومة الامريكية والتي تنتهك خصوصيات المواطنين وسيادة الدول. ومن جانبه, اعتبر وزير الخارجية البرازيلي انتونيو باتريوتا أن بوسع دول أمريكا الجنوبية التحرك ضمن أطر قانونية لحل هذه الأزمة. كما ناقشت القمة حق دول أمريكا اللاتينية في منح اللجوء لسنودين, خاصة بعد أن عرضت كل من فنزويلا وبوليفيا ونيكاراجوا عليه اللجوء السياسي, وذلك في تحد واضح للرئيس الامريكي باراك اوباما الذي حذر أي دولة تساعده من عواقب خطيرة. ولم يقبل سنودين بشكل رسمي حتي الآن عرض منحه اللجوء من قبل تلك الحكومات. وكان زعماء دول امريكا اللاتينية قد أعربوا عن غضبهم من مزاعم استهداف وكالة الامن القومي الأمريكية لمعظم دول المنطقة ببرامج تجسس تتابع كل أنشطة الانترنت خاصة في كولومبيا وفنزويلا والبرازيل والمكسيك, كما انضمت كولومبيا, وهي أقرب حليف عسكري لواشنطن في أمريكا اللاتينية, إلي مجموعة الحكومات التي طلبت من واشنطن تفسيرا بعد نشر مزاعم التجسس في صحيفة برازيلية بارزة يوم الثلاثاء الماضي. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة واشنطن بوست عن أن إدوارد سنودين تمكن خلال فترة عمله في وكالة الامن القومي الامريكية من الوصول إلي ملفات حساسة يستطيع من خلالها التجسس علي زعماء صينيين ومناطق حساسة أخري داخل الصين. واعترف مصدر مسئول في وكالة الأمن الوطني الأمريكية للصحيفة أن سنودين استطاع الوصول إلي مئات الآلاف من الوثائق الحساسة الخاصة بالوكالة, مشيرا إلي أن سنودين أصبح خطرا يهدد جهود الوكالة التي بذلتها طوال السنوات الماضية. وفي الوقت نفسه, أعربت الولاياتالمتحدة أمس, في ختام اللقاء السنوي بينها وبين الصين, عن إصابتها ب خيبة أمل كبيرة لعدم اقدام بكين علي اعتقال سنودين. وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز إن ادارة ملف سنودين من جانب بكين لم تكن متجانسة مع الدعوات الاخيرة لتعزيز التعاون بين البلدين. واضاف بيرنيز لهذا السبب كانت خيبة أملنا كبيرة للطريقة التي تعاملت بها السلطات في بكين مع قضية سنودين والتي تقوض جهودنا لبناء الثقة اللازمة لحل المسائل الصعبة. ومن جانبه, دافع ممثل الصين في المباحثات يانغ جيشي عن موقف بلاده, مؤكدا أن الحكومة الصينية تحترم إدارة الملفات من جانب حكومة منطقة هونج كونج الادارية الخاصة وفقا للقانون, مشيرا إلي أن هونج كونج أدارت ملف سنودين طبقا للقانون, وطريقة تعاملها لا تشوبها اي شائبة. من جهة أخري, أكدت منظمة العفو الدولية أمس تلقيها اقتراحا من سنودين للقاء ممثليها في موسكو. ونقل راديو صوت روسيا عن موظف المنظمة في موسكو هنري ريزنيك قوله إنه تلقي دعوة للقاء سنودين في مطار شيرميتيفو الدولي, مضيفا أن سنودين أرسل رسالة عبر البريد الإلكتروني إلا أنه لم يتلق بعد ردا بالموافقة علي الدعوة. في الوقت نفسه, التقي سنودين أمس نشطاء في حقوق الانسان بمطار شيريميتيفو بموسكو, حيث نظم اللقاء المكتب الإعلامي للمطار.