في اليمن.. يطلقون عليه' أبو التاريخ الحديث' و' الراهب المؤرخ' نظرا لحجم أعماله ودراساته العميقة المتفردة عن تاريخ اليمن الحديث.. يدين له المثقفون والعلماء في اليمن بالإحترام الجم والتقدير الشديد.. إنه الدكتور سيد مصطفي سالم عالم الإجتماع المصري الذي عشق تراب اليمن وجغرافيته وتاريخه فسطر ملحمة مصرية رائدة فيه, وبات نموذجا لعطاء مصري كبير ساهم في صياغة وجدان اليمنيين والدفاع عن حقوقهم التاريخية في نزاعاتهم علي الحدود. في مقتبل حياته العلمية قدم رسالة الماجستير في جامعة القاهرة عن تاريخ اليمن الحديث سنة 1960, وسافر إلي صنعاء عام1971 معارا من جامعة عين شمس, وتخرج علي يديه آلاف من طلاب قسم التاريخ بآداب صنعاء, وأشرف علي عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعة. ويحمل اليمنيون تقديرا عظيما لهذه القامة الفريدة التي أعطت لليمن الكثير فهو المؤرخ الكبير الذي كان عضوا في لجنة ترسيم الحدود البرية بين اليمن والسعودية وعضوا في لجنة النزاع بين اليمن ودولة اريتريا حول السيادة علي الجزر اليمنية في جنوب البحر الأحمر. الف كتابين الحكم العثماني الأول لليمن وتكوين اليمن الحديث الصادرين أواخر الستينيات وبداية السبعينيات. ويؤكد عبد الباري طاهر رئيس الهيئة العامة للكتاب في صنعاء أن سيد مصطفي أبو التاريخ الحديث في اليمن, ومن أهم موثقي التاريخ الحديث والحركة السياسية ودولتها وثقافتها الوطنية والأدبية. ويعتبر طاهر أن الدكتور سيد أحد أعمدة جامعة صنعاء منذ التأسيس, فقد كان أستاذ كرسي التاريخ وتتلمذ عليه أفضل مؤرخي ومؤرخات اليمن وهم بالعشرات. وتقديرا لعطائه الإنساني والعربي حظي الدكتور سيد بالعديد من الجوائز والدروع العلمية, وأقيمت له احتفالات تكريم بمستوي رفيع كان آخرها إحتفال نظمته جامعة صنعاء حضره حشد واسع من تلامذته ومحبيه. ومنحت جامعة صنعاء درعها للدكتور سيد مصطفي سالم واطلقت اسمه علي إحدي قاعاتها مع التكفل بطباعة جميع إصدارته علي نفقتها الخاصة. وكانت جامعة عدن كرمته أيضا بدرعها, كما كرمته مؤسسة السعيد للثقافة والعلوم بتعز.