صلاح نازل ماسك قلمه رايح الميدان, وكان مبسوط فجأة انقلب الحال لسكوت, تليفوني رن لقيت أخته من الامارات بتقول في الميدان انفجارات صلاح عندكم, قلتها دا صلاح هناك, وأتصلي بيه وطمنيني بسرعة عليه, لاقيت ناس جايه تسأل عنه قلتلهم في الميدان قالوا لصلاح انصاب, قلت أكيد كلام إشاعات! فتحت موبايلي لقيت رنات.. كلمته مرة.. وكلمته الثانية, انسان غريب رد عليا اقوله مين قالي قريب, سألته صلاح فين قالي مات وبيقولي إقرأي له الفاتحة.. جوزك مات بتقول ايه.. بلاش تهريج.. اديني جوزي أبوس أيديك.. أصوات كثير! وزعيق صريخ. جوزي راح شهيد.. والله بريء مصري ده.. ولا احنا يهود, هو جوزي نزل.. ورجع في تابوت!! بهذه الكلمات عبرت رشا فهمي عبدالله زوجة صلاح الدين حسن شهيد الغدر ببورسعيد عن موقفها من قتل زوجها في حديثها ل حوادث الاهرام الذي لم تتمالك خلاله نفسها من البكاء علي فقد زوجها الذي رحل وترك خلفه طفلين احداهما عمر(4 سنوات) ومحمد(3 سنوات). وهي تكتم دموعها والحزن يخيم علي ملامحها تقول لا.. صلاح راح الميدان ولم يعد وبعدها حتي فوجئت بجيراني في الشارع يسألوني عن صلاح فانتابني القلق وتسارعت نبضات قلبي بشدة وشعرت بأن فيه حاجة وجعاني لاني عارفة طبعا ان صلاح مراسل صحفي وبيروح للمظاهرات ليؤدي عمله كصحفي في مواقع الاحداث الساخنة والمضطربة وبالطبع البلد فيها مظاهرات وأحداث الجميع كانوا يعلمون بوفاة صلاح ولكن اخفوا الخبر عني وقمت واتصلت علي تليفونه المحمول ولكن لم يرد نهائيا أكثر من مرة.. اتصل قريبا له يدعي جمال نوفل ويعمل صحفي بجريدة المصري اليوم, وقال أن صلاح استشهد ولم أدرك ما يقول وكأنه حلم أو كابوس فأدركت ان صلاح قد أصابه مكروه ولم يمت وخرجت إلي الميدان مع جيراني لابحث عنه وعرفت بان انفجار قنبلة قد حدث بميدان الشهداء وأصيب خلاله صلاح مع بعض المتظاهرين ونقلوا للمستشفي لمستشفي آل سليمان وذهبت معهم وياريت ما ذهب لقيت ناس بها جروح قطعية بشعة بمختلف أنحاء جسدهم وناس أخري مصابة في أعينهم إلي جانب ناس أياديها متقطعة ومشوهة والجلد محروق قلبي انقبض واتمنيت أن يكون صلاح منهم ولكن لم أجده والمسئولون بالمستشفي قالوا دور ي عليه فمستشفي بورسعيد العام الاميري وذهبت بالفعل إلي هناك لقيت ناس كثيرة جدا خارج المستشفي ومثلهم في الداخل وهناك سيارات اسعاف تنقل المصابين, سألت فين صلاح ردوا البقاء لله الخوف والرعب والفزع أمتلكوا قلبي وقلت لهم صلاح عايش ولم يمت فأعطوني بطاقته وبعض النقود التي لاقوها في داخل البنطلون, وطلبت رؤيته ورفض الاطباء. وأضافت وهي تجهش بالبكاء بذل الجميع مجهودا ضخما في اقناعي, ساعتها علمت بأنني قد انتهيت بالفعل وانكسر ظهري ولن أشاهد صلاح مرة أخري, وجاء أفراد أسرتي واصطحبوني إلي المنزل ولقيت نفس الحلم والحقيقة, وقلت يارب يكون حلم مش حقيقة ولا أدري بنفسي إلا في اليوم التالي واصطحبوني لمسجد مريم وشاهدت جثمان صلاح وهو داخل المسجد للصلاة عليه فعرفت أنها حقيقة بالفعل.. وشاهدت الالاف داخل المسجد وخارجه حسيت أن هناك ملائكة وسط الناس بسم الله ماشاء الله مشهد مهيب الناس حملت الجثمان وهو كان بيطير, كنت بكلم النعش وقلته أستناني ياصلاح أنا مش قادرة أجري وراك عايزة ألحقك, وأنا ماشيه وراه ساعتها تأكدت أنه مات شهيد بالفعل, وأن مات موته ربنا سبحانه وتعالي اختاره ليها علشان هو كان طيب جدا, الله يرحمه وحزبي الله ونعم الوكيل في مرسي وأنا باتهمه بصفته رئيس الجمهورية بأنه المسئول عن قتل صلاح لانه كان يؤدي عمله, وقالت بأن النبي( ص) قال: ان الشهداء خمسة المطعون, والمبطون, والغريق وصاحب الهدم, والشهيد في سبيل الله كما قال: الشهداء سبعة سوي القتل في سبيل الله: المطعون, شهيد, والغريق شهيد, وصاحب ذات الجنب شهيد والمبطون شهيد والحرق شهيد, والذي يموت تحت الهدم شهيد, وصدق رسول الله, والحمد لله زوجي مات, وأتهم مرسي بقتله. يارب أشوف أولادي في حنية صلاح رحمة الله عليه علي أمه.. صلاح بار جدا بوالدته إلي أبعد الحدود علشانه أتربي يتيما, بعد وفاة والده وهو في السابعة من عمره, فجرب اليتم علشان كده كان بيحب أمه وشقيقته الوحيدة, حنيته علي أولا بلا حدود وكان ابا وزوجا حنونا كان بيصرف كل الله معاه ولما أقول له ليه ياصلاح كده فوجدته يرد وهو يبتسم ويقولي أنا أتربيت يتم مقدرش أحرم عيالي.. ألف رحمة ونور عليه.. حاسة ان حاجة كبيرة ضايعة مني ياريت.. تنزل حضرتك الشارع وتسأل الناس عن صلاح الانسان ووعد مني مش هتلاقي واحد بس هيتكلم وحش عن صلاح.. صلاح مكنش بني آدم ده كان ملاك.. نبع حنان عنده صبر وعنده رحمه وقاظم للغيظ وهدوء شديد وألفة بيحب الناس كلها ووشه بشوش, وعنده مساعدة الغير بلا مقابل.. صلاح مؤمن جدا لن يترك فرض الله سبحانه وتعالي الصلاة الصوم ختم القرآن كل حاجة حلوة شفتها فيه, وأنا هعيش علشان أربي أولاده علي نفس طريقته.