سيحمل كتاب التاريخ المصرى الحديث بضع سطورا بالقلم الرصاص عن جماعة تسلقت فى غفلة من الزمن وبصناديق الإنتخابات النزيهة والشريفة والمتوضأة الى سدة الحكم فى مصر, ومارست الفاشية والإستحواذ والإقصاء والطائفية، وظلت ما يزيد عن ثمانين عاما تقدم خطابا دينيا يحمل عنوانا نبيلا "الإسلام هو الحل" وخطابا أخلاقيا عن العدالة الإجتماعية أكدته بممارسات على الأرض من رعاية صحية وغذائية للأسر الفقيرة أوصلتها الى القرى والنجوع والكفور، وخطابا سياسيا يعادى الصهيونية وإضطهاد الشعوب وتشريد الأطفال، وعندما أسقط المصريون نظاما فاسدا شاخت رأسه لم يجدوا أمامهم غير هذا الفصيل المنظم فأختاروه على اساس دينى أخلاقى، وخلال عام واحد فقط سقطت كل الأقنعة بالكذب الممنهج والتنكر للوعود والحنث باليمين والغدر بالعهد، بخلاف الصلف والغرور والتعالى بترديد جملة لا أخلاقية فى أى خلاف سياسى وكأنها قانون الجماعة "شاء من شاء وأبى من أبى" ، ثم سقط القناع السياسى بالفشل المروع الساحق فى مواجهة المشكلات الحياتية التى تعترض المصريين، بمنح المناصب العليا ومواقع اتخاذ القرار لكل عديمى الكفاءة ومحدودى الخبرة وفقراء الموهبة وأقزام التفكير والأبداع فجاءت النتائج طبيعية ومنطقية عجز وفشل وتخبط . فتخاصموا مع التاريخ الذى يؤكد تنوع مصر وتخاصموا مع الجغرافيا فى التعامل مع الأرض والحدود المصرية وتخاصموا مع القضاء لكراهيتهم للقانون والعدل وتخاصموا مع الإعلام الذى كشف فشلهم وعرى سوئتهم, وتخاصموا مع الشرطة لإنها رفضت أن تكون عصا فى يدهم لضرب الشعب وتخاصموا مع الجيش لأنه انحاز للشعب ورفض القبول بتهديد المصريين وترويعهم، وتخاصموا مع المخابرات التى حجبت عنهم التقارير بعد ان أكتشفوا ان مكتب الإرشاد الإخوانى يبثها الى تنظيم الإخوان فى 77 دولة, وتخاصموا مع المثقفين وجائوهم بوزير رجعى يعتبر الفن والإبداع حرام وأشعل الوسط الثقافى ومزقه، وتخاصموا مع الأزهر لأنه رفض فكرهم الإخوانى الطائفى وتمسك بالوسطية، وتخاصموا مع الكنيسة بل وراحوا يشعلوا الفتنة وينفخوا فى النيران لتحرق الوطن وتهدد سلامه الإجتماعى, وتخاصموا مع السلفيين لانهم تصدوا لأخونة المؤسسات ورفضوا الهيمنة والإقصاء, وتخاصموا مع الصوفية التى تخالف منهجهم. فقط وضعوا أيديهم فى أيدى الجهاديين القتلة الإرهابيين وأخرجوهم من السجون وأفسحوا لهم تأسيس إمارة ظلامية فى سيناء, وتصالحوا مع الفصيل الملوثة ايديه بدماء المصريين من الجماعة الإسلامية الذى مارس الترويع والتهديد على الشاشات ليل نهار حتى وصلنا الى يوم 30 يونيو, وتصالحوا مع العدو الصهيونى ونسوا القدس لأن رضاء إسرائيل يعنى رضاء الأمريكان وجون كيرى وجورج بوش الاسود باراك أوباما والخنفسة البيضاء أن باترسون . .. إلى الفارس الشريف الفريق أول عبدالفتاح السيسى ستظل فى قلب وذاكرة هذا الوطن ، أنحيازك لوطنك وأهلك المصريين جعلك أهلا لحب الملايين . لمزيد من مقالات خالد الاصمعى