طوال نهار أمس أعد المعتصمون ميادين الاتحادية والتحرير والقبة ومحيط وزارة الدفاع لاستقبال حشود المطالبين باستقالة الرئيس محمد مرسي, وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة, والمنتظر أن يتدفقوا عليها اليوم, بينما أطلق عليه يوم الاصرار وهو اليوم الذي تنتهي فيه مهلة تمرد للرئيس في الخامسة عصرا. ومع تقدم ساعات النهار, وكلما اقتربنا من الليل كانت أعداد المتوافدين علي مقار الاعتصام تتزايد, حتي باتت الميادين جاهزة بالفعل لاستقبال حشود مليونية الاصرار المتوقع أن تتدفق بكثافة اليوم. ففي التحرير توافد الآلاف من المتظاهرين علي ميدان التحرير أمس, للمطالبة بإسقاط الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وحمل المتظاهرون لافتات مناهضة لسياسات الإخوان المسلمين, مرددين هتافات تطالب رئيس الجمهورية بالرحيل عن السلطة, بينما استمر المتظاهرون في إغلاق مجمع التحرير حيث علقوا لافتة علي الباب الرئيس للمجمع مكتوبا عليها: المجمع مغلق لحين رحيل مرسي. ولاحظ مندوبو وكالة أنباء الشرق الأوسط مواصلة اللجان الشعبية تمركزها عند مداخل الميدان دون أي إجراءات تفتيش أو إطلاع علي هوية قاصدي الميدان, كما لوحظ انتشار الباعة الجائلين بشكل واضح لاسيما باعة المياه والمثلجات. وفي الاتحادية, ساد الهدوء الحذر محيط القصر حتي ظهر أمس ومع مرور الوقت ازدادت أعداد المتظاهرين والمعتصمين بعد انخفاض درجات الحرارة. واسعد المتظاهرون لاعتصام مفتوح بنصب خيام جديدة أمام البوابة رقم3 بشارع الأهرام بمصر الجديدة في اتجاه ميدان الكوربة لتحيط الخيام بجانبين من القصر عند مسجد عمر بن عبدالعزيز بشارع الميرغني في مواجهة البوابة رقم4 بعد المدخل الرئيسي لنادي هليوبوليس, والبوابة رقم3 لقصر الاتحادية. وتواجد المعتصمون داخل الخيام التي انتشرت في محيط القصر, بينما استمرت اللجان الشعبية لحماية المتظاهرين في الوجود بمحاور الشوارع المؤدية للاتحادية, ووضع الحواجز المرورية البلاستيكية والحديدية والخشبية وقطع الحجارة, وتفتيش الراغبين في الدخول إلي المنطقة المحيطة بالقصر بعد إعلان المنصة عن بدء اعتصام مفتوح أمام قصر الرئاسة. وقامت سيارات جمع القمامة التابعة لهيئة نظافة وتجميل القاهرة بأعمال جمع القمامة والنظافة في المنطقة المحيطة بالقصر خاصة زجاجات المياه والعصير وأكياس البلاستيك بالإضافة لقيام سيارة من إدارة كهرباء مصر الجديدة بمراجعة لمبات الإضاءة والتأكد من عملها بأعمدة الإنارة بمحيط القصر. وأكدت الدكتورة مني مينا بالمستشفي الميداني أنه لم يتم أمس الأول استقبال إصابات بين المتظاهرين, وما تم استقباله من حالات كانت إغماءات نتيجة الإرهاق الشديد وارتفاع درجات الحرارة. وفي السياق نفسه, قام المعتصمون بتعليق لافتة كبيرة مكتوبة باللغة الانجليزية بمنتصف شارع الميرغني أمام مسجد عمر بن عبدالعزيز تطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بوقف دعمه لما أسموه بالنظام العنصري. وأمام وزارة الدفاع واصل المتظاهرون اعتصامهم أمام مقر الوزارة بالعباسية لليوم التاسع علي التوالي. ورصد مندوب وكالة أنباء الشرق الأوسط قيام المعتصمين بفتح شارع الخليفة المأمون باتجاه العباسية وروكسي, بعد أن قاموا بإزالة الأسلاك الشائكة التي تم نصبها أمس الأول أمام مقر الوزارة أسفل كوبري الفنجري, بينما ساد الهدوء التام محيط الاعتصام. ومع ساعات المساء توافد مئات من المتظاهرين علي مقر اعتصام المتظاهرين أمام الوزارة حيث قاموا بنصب منصة بالقرب من مسجد جمال عبدالناصر وأخري علي مساحة من مستشفي عين شمس التخصصي لإذاعة فاعليات الاعتصام. وفي كوبري القبة, بدأت أعداد من المتظاهرين تتوافد علي المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري, استجابة لدعوة حركة تمرد بمد الاعتصام والاحتشاد إليها, بعد أن انتقل عمل مؤسسة الرئاسة إلي هناك.