اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس' أبو مازن', بمقر إقامته في العاصمة الأردنية عمان أمس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وذلك للمرة الثانية خلال 24 ساعة. وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية' وفا' أن الجانبين استكملا خلال الاجتماع ما تم بحثه بينهما خلال الأسابيع الماضية, حول الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام. ويقوم كيري حاليا بجولات مكوكية بين عمان وتل ابيب بهدف احياء عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين والمتوقفة منذ شهر اكتوبر عام 2010 بسبب الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية. وفي الوقت نفسه, أكد مسئول اسرائيلي اعتزام وزير الخارجية الامريكي الاعلان عن عقد قمة رباعية أردنية أمريكية فلسطينية إسرائيلية, في عمان تكون منطلقا لمفاوضات ثنائية فلسطينية-إسرائيلية. وقال المسئول الذي لم يذكر اسمه في تصريحات نقلتها صحيفة' هاآرتس' الإسرائيلية, أنه'من المرجح عقد قمة رباعية ربما قريبا هذا الاسبوع'. وكانت مصادر صحفية اردنية قد توقعت في وقت سابق أمس أن يتحدث الوزير الامريكي في مؤتمر صحفي في السفارة الامريكية بعمان عن نتائج جولته الخامسة الي المنطقة ولقاءاته الاردنية والفلسطينية والاسرائيلية التي انطلق إليها من عمان طيلة جولته التي بدأت الاربعاء الماضي. جاء ذلك في حين, ذكرت مصادر دبلوماسية في عمان إن كيري ألغي مؤتمرا صحفيا كان مقررا عقده بمقر السفارة الامريكية بالعاصمة الأردنية بعد ظهر أمس لوضع وسائل الاعلام في صورة الجهود التي يبذلها كيري لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وأشارت المصادر إلي أن إلغاء المؤتمر الصحفي جاء نتيجة عدم نجاح كيري في تحقيق اختراق حقيقي يفضي إلي استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وعلي صعيد أخر, استبقت فصائل فلسطينية نتائج الجولة المكوكية الحالية التي يقوم بها جون كيري, لإحياء مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل, ودعت محمود عباس إلي عدم الرهان علي واشنطن لإعادة الحق الفلسطيني. وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, إحدي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي تقودها حركة' فتح', من أن جولات كيري باتت وسيلة للتغطية علي سياسات ومخططات دولة الاحتلال الماضية في تنفيذ المشروع الصهيوني علي الأرض وتقطيع أوصال الأرض والشعب وتقويض حقوقه الوطنية في تقرير المصير. وأكدت الجبهة الشعبية, في بيان, أن' سياسة الاحتلال تقوم علي كسب الوقت وتشريع الاستيطان والسعي لتحويل الطرف الفلسطيني والعربي حارسا لأمن الاحتلال ومستوطنيه', وطالبت عباس بالكف عن مواصلة التعلق بأوهام إقناع الإدارة الأمريكية بتغيير موقفها الداعم للاحتلال ونفي حقوق الشعب الفلسطيني المكفولة بقرارات الأممالمتحدة. ورأت الجبهة أن جولات كيري توظيفا للإستراتيجية الأمريكية الرامية لتفتيت المنطقة وإشعال الحروب والفتن الداخلية وإجهاض طموح شعوبها. وبدورها, قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن أمريكا لا تملك مبادرة حقيقية لإعادة الحق الفلسطيني ولا تستطيع أن تمارس أي ضغط علي إسرائيل لإجبارها علي تغيير مواقفها المتطرفة تجاه الفلسطينيين. وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد, الشيخ نافذ عزام- في تصريحات أمس-' تلجأ الإدارة الأمريكية للضغط علي الفلسطينيين لكي يقبلوا بالأمر الواقع لتصفية قضيتهم'. وأضاف' الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي لن تتكلل بالنجاح انطلاقا من عدم قدرته علي الضغط علي الجانب الإسرائيلي شأنه في ذلك شأن الإدارات الأمريكية السابقة', داعيا السلطة الفلسطينية إلي الصمود في وجه الضغوط الأمريكية والإسرائيلية وعدم العودة للمفاوضات, وواصفا الوعود التي قدمها كيري سواء بإطلاق سراح أسري أو تسهيلات اقتصادية ب'السراب'.