وسط حالة من الترقب والخوف والقلق خلت معها الشوارع من المارة, عشية المظاهرات التي تعتزم تنظيمها اليوم قوي سياسية, وأحزاب معارضة, للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة, أكملت جميع أجهزة الدولة استعداداتها لتأمين المظاهرات والمنشآت الحيوية في أنحاء الجمهورية, وأحكمت القوات المسلحة السيطرة علي مداخل ومخارج المحافظات والمناطق الحدودية, وعززت وجود قوات الانتشار السريع من القوات الخاصة والمظلات في عدة مناطق رئيسية, للتدخل في حالة الطوارئ. وقد استقبل الرئيس محمد مرسي أمس الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء بحضور اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية, الذي أطلع الرئيس علي استعدادات الوزارة لضبط الأمن وحماية المواطنين ارتباطا بمظاهرات اليوم, وبحث الرئيس خلال الاجتماع الجهود التي تبذلها الحكومة من أجل توفير جميع احتياجات المواطنين من البنزين والسولار والسلع الغذائية والمواد التموينية اللازمة. وكان الرئيس مرسي قد استقبل في وقت سابق أمس الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي في إطار الاطمئنان علي استعدادات وزارة الدفاع لتأمين المنشآت الحيوية والاستراتيجية للدولة وحماية المواطنين وتأمين الحدود انتظارا لفعاليات اليوم. وحلقت طائرات الهليكوبتر العسكرية فوق التجمعات, وقامت بمراقبة المنشآت الحيوية, بمتابعة وزير الدفاع والإنتاج الحربي, الذي زار أمس مركز عمليات القوات المسلحة لمتابعة تقارير المناطق والجيوش حول استعداداتها بشأن المهام المكلفة بها. وانتشرت السيارات المدرعة التابعة للقوات المسلحة علي مداخل ومخارج مطار القاهرة, وتمركز عدد منها أمام وزارة الطيران المدني, بينما لم تتأثر حركة السفر والطيران بمطار القاهرة أمس, حيث نظمت مصر للطيران130 رحلة أقلت17 ألف راكب. وفي مؤتمر صحفي لحركة تمرد أمس, قالت الحركة: إنها لن تقبل بأي حلول تسمح ببقاء الرئيس في الحكم, وأكدت التزامها بسلمية المظاهرات, وأوضحت الحركة أنها جمعت22 مليون استمارة لسحب الثقة من الرئيس, وأعلنت الحركة أن قوي المعارضة وضعت خطط تحركاتها لمظاهرات اليوم, بينما أعلنت حركة تجرد الليلة الماضية أن حملتها جمعت26 مليون توقيع لدعم الشرعية وتأييد الرئيس. وفي تطور آخر, أعلن عدد من أعضاء مجلس الشوري, المنتمين للتيار المدني, استقالتهم أمس مطالبين برحيل الرئيس. وحذر الدكتور محمد طاهر نمير, أمين حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية, من أن العنف لن يولد إلا مزيدا من الدماء, وإزهاق الأرواح, ودعا المعارضة للتخلي عن استخدام البلطجية في فرض رؤيتها السياسية, وهدم مؤسسات الدولة, وقال: إن الحزب يؤكد حق الجميع في التظاهر والتعبير السلمي عن الرأي, ومعارضة النظام الحاكم, ولكن بطريقة سلمية, بعيدة عن أي شكل من أشكال العنف. وواصل المتظاهرون أمس اعتصامهم أمام مقر وزارة الدفاع, بينما تزايدت أعداد خيام المعتصمين بميدان التحرير إلي نحو150 خيمة, وواصلت القوي والأحزاب الإسلامية الاعتصام أمس بمحيط مسجد رابعة العدوية, وأغلقت خيام المعتصمين شارع الطيران باتجاه ميدان رابعة أمام حركة مرور السيارات, كما تزايدت خيام المعتصمين أمام قصر الاتحادية إلي نحو20 خيمة, بينما اعتلي عدد من المتظاهرين الكتل الخرسانية بشارع الميرغني, مرددين الهتافات المطالبة برحيل رئيس الجمهورية. وقد شهدت عدة محافظات اقتحام عدد من المتظاهرين العديد من مقار حزب الحرية والعدالة, وحزب الوسط وأشعلوا النار في بعضها. وفي السويس, جابت سماء المدينة أمس4 طائرات هليكوبتر مزودة بكاميرات حساسة, لرصد أي تحركات مشبوهة تحاول زعزعة الأمن, كما حلقت الطائرات فوق المدخل الجنوبي لقناة السويس, والمناطق الواقعة شرق نفق الشهيد أحمد حمدي, والقاهرة, والإسماعيلية. وأعرب الأزهر الشريف عن أمله في أن يكون اليوم يوم حوار مجتمعي, وتعبير حضاري عن الرأي, وحافزا للنخب السياسية للوصول إلي تفاهم يقي الوطن الخطر الذي يهددنا بالحرب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر, وأكدت دار الإفتاء المصرية أن حمل السلاح في التظاهرات أيا كان نوعه حرام شرعا, ويوقع حامله في إثم عظيم, لأن فيه مظنة القتل, وهلاك الأنفس اللذين توعد الله فاعلهما بأعظم العقوبة وأغلظها, مؤكدة حرمة الدم المصري كله. كما طالب البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, المصريين جميعا بالتزام السلمية في التعبير عن آرائهم السياسية دون عنف. وأكدت الهيئة الإنجيلية في بيان لها, ضرورة عدم الانسياق وراء الشائعات, وتحكيم لغة العقل بعيدا عن التوتر والعنف.