يتوالي اهتمام الغرب بتطورات الأحداث في مصر, وما تشهده من جدل سياسي بين مختلف التيارات, وتفرد وسائل الإعلام الغربية تغطيات مطولة هذه الأيام لتحليل الموقف والتوقعات في ضوء اقتراب موعد30 يونيو الذي دعت حملة تمرد الجماهير للنزول فيه للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة مع التزام السلمية. الإيكونوميست: المظاهرات بداية صيف ساخن لمرسي وليست نهاية لحكمه. لندن- وكالات الأنباء: اعتبرت مجلة الإيكونوميست البريطانية أن مظاهرات30 يونيو ستمثل بداية صيف ساخن للرئيس محمد مرسي ولكنها لم ترجح أن تقود المظاهرات- التي تتزامن مع تنصيب مرسي رئيسا- نهاية حكمه. بالتوازي, رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن مصر منقسمة اليوم أكثر من أي وقت مضي منذ اندلاع ثورة25 يناير2011, مشيرة إلي أن البلاد تحبس أنفاسها في انتظار30 يونيو وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف واسعة. وأشارت الإيكونوميست إلي أن أصعب ما يواجهه مرسي هو تدهور شعبيته بشكل واضح, حيث مر- بحسب وصفها- بعام سيئ منذ توليه السلطة. واستخدمت المجلة أرقام استطلاع مركز بصيرة المصري للتدليل علي تراجع تأييد المصريين للرئيس, حيث انخفض من70% خلال سبتمبر2012 إلي نحو40% فقط خلال الوقت الراهن. وأوضحت صحيفة الجارديان أن حملة تمرد وجمعها لنحو15 مليون توقيع وتراجع شعبية مرسي يدلل علي مدي الغضب الشعبي والذي ارجعته إلي ظروف المعيشة السيئة, وارتفاع أسعار السلع الغذائية وانقطاع التيار الكهربائي بشكل متواتر وندرة الوقود. ورصدت الإيكونوميست والجارديان انضمام التيار السلفي إلي معارضة مرسي, حيث أعتبرت الإيكونوميست أنه مما يثير الدهشة أن تأتي الشكوك والمخاوف بشأن أداء الحكومة الحالية من الدعوة السلفية التي تمثل رصيدا ضخما للتيار الإسلامي في الشارع المصري. ورصدت المجلة تعبير حزب النور السلفي مؤخرا عن مخاوفه من أن تجر الأساليب المتعالية التي يتبعها مرسي مصر إلي المتاعب, مطالبا الرئيس بضرورة سن تشريعات إصلاحية فورية تتضمن تغيير حكومته واحلالها بفريق محايد سياسيا أكثر كفاءة, وإلا فسيدعم حزب النور إجراء استفتاء يقضي بإنهاء فترة مرسي الرئاسية حال احتشاد جموع غفيرة في مظاهرات30 يونيو. وأوضحت الجارديان أن مرسي حاول تعزيز مكانته لدي السلفيين بتعيين محافظ من التيار الإسلامي المتشدد للأقصر بالإضافة إلي قطع العلاقات مع سوريا التي يعتبر السلفيون الحرب ضد الأسد حربا مقدسة. فيما اعتبرت الإيكونوميست أن تعيين عادل الخياط محافظا للأقصر يثير الدهشة, حيث يتنمي للجماعة الإسلامية التي شنت هجوما ضد السائحين الأجانب في عام1997 وتعتبر الفن التصويري ضربا من الوثنية ويرغب في الفصل بين الجنسين, مشيرة إيضا إلي خطوات مرسي لاستمالة السلفيين عبر تغيير سياسته بصورة مفاجئة إزاء سوريا علي خلاف ما أعلنه خلال ابريل الماضي خلال زيارته لروسيا طلبا لقروض وإمدادات من القمح. جيروزاليم بوست: مسيرات الإخوان تؤكد إظهار الدعم الكبير للرئيس القاهرة ر: في انعكاس لحالة الترقب العالمي للحشد الشعبي المتصاعد للمظاهرات المرتقبة في30 يونيو, أكدت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن حكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر خلال الفترة الماضية كان بمثابة السير علي الألغام الأرضية, محذرة من أن التحصينات التي ظهرت حول مقار الإخوان في مصر تنذر بحرب وشيكة. ونقلت الصحيفة عن عناصر داخل الجماعة تأكيدها ضرورة اتخاذ الجماعة التحصينات اللازمة لحماية نفسها, ليس فقط من خلال الحوائط المرتفعة والبوابات الحديدية, ولكن أيضا من خلال المسيرات الحاشدة المؤيدة لحكم الإخوان والمقرر أن تسبق مظاهرات30 يونيو بدعم من التيارات الإسلامية المختلفة, وأكد المتحدث نفسه أنه إذا كان البعض يسعي للإشارة إلي أن المعارضة للرئيس واسعة, فإن مسيرة الإسلاميين تهدف إلي تأكيد وإظهار ضخامة الدعم الذي يحظي به الرئيس مرسي. وأوضح التقرير أنه خلف الحوائط المرتفعة والبوابات الحديدية السميكة, فإن مقار الجماعة تحمل بصمات الانقسامات السياسية التي اتسم بها العام الأول من حكم الرئيس محمد مرسي, والذي شهد الكثير من التظاهرات وما صاحبها من إراقة الدماء, وهو ما سيصل إلي ذروته في نهاية الشهر الحالي وسط دعوات متصاعدة لدفع الرئيس مرسي للاستقالة.