تواصلت حدة الغضب الشعبي البرازيلي المتفجر لليوم الثالث علي التوالي, علي الرغم من الاستجابة الرسمية الجزئية لمطالب المتظاهرين, حيث أعلن رئيسا ريو دي جانيرو وساو بولو أكبر مدينتين في البرازيل تراجعهما عن قرار زيادة تعريفة سيارات النقل العام ومترو الأنفاق التي كانت السبب في إشعال احتجاجات مناوئة للحكومة اجتاحت جميع أنحاء البلاد الأسبوع الماضي،الأمر الذي سبب إحراجا كبيرا للحكومة التي تستضيف حاليا كأس العالم للقارات في كرة القدم. فقد عاشت البرازيل ليلة من الاشتباكات والمواجهات العنيفة مساء أمس الأول بين متظاهرين وعناصر من الشرطة في مدينة نايتروي بجنوب شرق البرازيل وذلك رغم اعلان السلطات خفض اسعار النقل العام, حيث أطلق عناصر من شرطة النخبة المزودين بالدروع الغاز المسيل للدموع علي مجموعة من المتظاهرين حاولوا اغلاق الجسر الذي يربط بين ريو دي جانيرو ونايتروي. وقام المتظاهرون بقلب حافلة وتحطيم واجهتي وكالتين مصرفيتين قبل ان يقيموا سواتر خشبية اضرموا فيها النيران لإبعاد الشرطة. وتؤكد التقارير الرسمية للشرطة البرازيلية أن نحو سبعة آلاف شخص شاركوا في المظاهرة حيث تجمع غالبيتهم في هدوء أمام مقر البلدية, إلا أن مجموعة من300 شخص توجهت إلي مرفأ العبارات لتبدأ موجة جديدة من أعمال العنف. وفي مدينة فورتاليزا الواقعة شمال البلاد اشتبك15 ألف محتج مع قوات الشرطة التي حاولت منعهم من الوصول إلي ملعب كاستيلا, وقبيل لقاء البرازيل مع المكسيك في بطولة كأس العالم للقارات. وهو ما اضطر قوات شرطة مكافحة الشغب لاستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل لمنع المحتجين من التقدم وتخطي حاجز لا يبعد سوي ميلين عن الملعب. وهو ما دفع المتظاهرين إلي إحراق سيارة شرطة ورشقوا رجال الشرطة بالحجارة وغيرها من الأشياء.وينتقد المتظاهرون وغالبيتهم من شباب الطبقة المتوسطة الذين يرفضون الطبقة السياسية ووسائل الاعلام التقليدية وينشطون خصوصا عبر شبكات التواصل الاجتماعية المستوي المتدني للخدمات العامة الأساسية خصوصا بعد انفاق اموال طائلة لاستضافة كاس العام لكرة القدم في.2014 وقد شهدت مباراة البرازيل والمكسيك احتجاجات واسعة خارج الملعب وداخله, حيث احتشد أكثر من25 ألف متظاهر في الخارج, بينمارفع بعض المتفرجين في الداخل لافتات تأييد للمتظاهرين كتب عليها البرازيل نزلت إلي الشارع. استيقظ العملاق, في خطوة تشكل انتهاكا لمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم( فيفا). وقد احتلت احتجاجات البرازيل العنيفة قلب الصحف البريطانية وعلي رأسها الجارديان والإندبندنت, حيث اعتبرتا استضافة البرازيل لكأس العالم لكرة القدم العام المقبل نذير شؤم علي البلاد. كما دخلت كرة القدم علي خط السياسة لتعكس الانقسامات في الشارع البرازيلي, حيث دعا بيليه(72 عاما) أسطورة كرة القدم البرازيلي المواطنين إلي دعم المنتخب وتجاهل المظاهرات, مؤكداعلينا أن ننسي هذه الفوضي التي تشهدها البرازيل وأن نركز علي أن المنتخب هو بلادنا هو دمنا الأمر الذي أثار سخرية واستهجان البرازيليين, فيما أعلن نيمار نجم المنتخب البرازيلي لكرة القدم والذي يعتبره البعض ثالث أهم لاعب كرة قدم في العالم تضامنه مع المتظاهرين وانتقد سياسة الحكومة. ونشرت البرازيل قوات خاصة من الشرطة لحماية المنشآت والملاعب المستضيفة لكأس القارات لكرة القدم المقامة حتي30 يونيو, انتقد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم( فيفا) منظمي موجة الاحتجاجات التي تشهدها البرازيل حاليا,قائلا:ليس عليهم استخدام كرة القدم للإعلان عن مطالبهم. البرازيل طلبت( تنظيم) كأس العالم. نحن لم نجبر البرازيل علي كأس العالم.