نتمنى أن لا تتكرر مشاهد الطلبة في امتحان اللغة العربية من بكاء و صراخ وإغماءات و حالات انتحار وسيارات إسعاف أمام اللجان بسبب صعوبة الامتحان مشاهد تعودنا عليها لتكرارها كل عام مع بدء امتحانات الثانوية العامة التي أصبحت بعبع الأسرة المصرية ومصدر تعاستها . والمشكلة هنا من الذي يوضع الامتحان؟ هل هو شخص سوى نفسيا ؟ وهل الاحباطات النفسية التي عانوا منها في دراستهم وجعلتهم يقررون الانتقام من هؤلاء الأولاد بهذا الشكل من خلال تقديم أسئلة تعجزيه يفشل في حلها بعض الطلبة والمفترض أن الامتحانات مجرد اختبار لقياس قدرات الطالب وليست معركة وللأسف مصر قبل هذه المناهج التعليمية كانت مليئة بالعلماء والأدباء والمفكرين والمبدعين وان أول نهضة تعليمية كانت من مصر منذ عهد الفراعنة وعلى سبيل المثال فن التحنيط . ولكن للأسف كانت حصيلة الثانوية العامة في عام 2010 وفاة 6 مراقبين وطالبين وإصابة 17 بخلاف الاستنزاف المادي والنفسي للطلاب وأسرهم وإنهم في النهاية ليسوا إلا مجموعة من الحفظة الذين يفتقرون إلى مهارات الفهم والتحليل والاستنباط وكلها ضروريات للبحث العلمي والاختراع وإذا كان الحفظ تحت تلك الظروف وهو الوسيلة للنجاح ومن هنا ظهرت الدروس الخصوصية وفقدت المدرسة مكانتها وهجر المدرسة المدرس والطالب فبالنسبة للمدرس أصبحت الدروس الخصوصية مصدر رزق وفير واستفحال الدروس الخصوصية داخل المجتمع التي أصبحت شائعة في كل مراحل التعليم إلا أنها صارت مرتبطة بالثانوية العامة ارتباطا وثيقا حيث أنها الشهادة التي يترتب عليها الالتحاق بالجامعة وما يترتب عليها مستقبل حياة الطالب وقرأت مقال أن نفقات الدروس الخصوصية تصل إلى ألف جنية شهريا للطالب الواحد قابلة للزيادة وان المبالغ التي ينفقها الاهالى على الدروس الخصوصية تتعدى ال 16 مليار جنية سنويا ولنا أن نتخيل كم المأساة المادية التي تعانى منها الأسر المصرية وان ليس مضار الدروس الخصوصية لا ينحصر فقط على المستوى المادي بل أدى إلى عدم حضور الطلاب للمدرسة وازدياد حالات الغياب وتقديم الشهادات المرضية مقابل المادة وعدم احترام النظم وهدم مكانة المدرس وعدم احترامه وتدهور مستوى الخريجين . ان مشكلة الثانوية العامة الحقيقية ليس الحل فيها بين الالغاء او امتحانات القدرات الخاصة بكليات ولكن يفضل الجمع بين المجموع وامتحانات القدرات للكلية التى تناسب مهارات وقدرات الطالب. ومثل هذه القرارات لا تتخذ الا بعد الرجوع لخبراء التعليم لانها سنة لا تتحمل التجربة . وعن المقترحات لحل مشكلة التعليم : 1- ارتفاع ميزانية التعليم و تطوير المدارس بأحدث المعامل والأجهزة الحديثة أسوة بالدول المتقدمة . 2- تطوير شامل في المناهج مع مراعاة أن يكون واضع المنهج متخصص فى هذه المرحلة . 3- إعداد مدرس ذو كفاءة من خلال دورات تدريبية وتحسين وضعه الوظيفى لتوفير حياة كريمة له ثم محاسبته في التقصير . 4- تغير في أنظمة الامتحانات مع مراجعة نماذج من قبل مدرس المرحلة ويشهد له بنزاهة . 5- عودة المدرس والطالب في المرحلة الثانوية إلى المدارس والتدريس وليس إمضاء الحضور بل يوضع جدول حصص تحت إشراف ومتابعة الإدارة التعليمية مع المدرسة ومن يخالف التعليمات يخضع للتحقيق وإذا تكرر الإنذار بالفصل . 6- وان يكون التعليم هدفه الإعداد لمهنة أو أن يكون هدفه إعداد الطالب للبحث العلمي وتحديد التعليم المطلوب في مختلف التخصصات الوظيفية والتي يتم فيها الربط بين الدراسة ومقتضيات سوق العمل بناء على الوظائف الموجودة بالفعل في المجتمع المصري . لمزيد من مقالات دعاء كمال