أعاد الأمريكي بوب برادلي المدير الفني للمنتخب الوطني, تحفيظ اللاعبين مهامهم وواجباتهم الفنية سواء في المحاضرات التي تعقب وجبات العشاء, أو تلك التي تسبق التدريبات التي تقام يوميا في الثالثة عصرا, موعد المباراة مع موزمبيق, التي تقام عصر الأحد بتوقيت القاهرة وموبوتو, في إطار الجولة الخامسة للتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم2014, والتي يديرها طاقم تحكيم من زامبيا بقيادة سيكوزي جاني حكم ساحة, ومعه تيمبو برونو مساعدا أول, وتشانزا كابوي مساعدا ثانيا, والحكم الرابع هو شوي ويزدوم. أهم هذه الواجبات, التي تعتبر إعادة تصحيح للأخطاء التي ظهرت خلال الجولة الماضية, بهراري, والتي جمعت المنتخب أمام زيمبابوي, وفوز مصر برباعية مقابل هدفين, هو التمركز الدفاعي السليم, والضغط علي المنافس, واستخلاص الكرة سريعا, وكذلك التحرك من دون كرة. ومن المقرر أن ينقل اليوم المنتخب تدريباته إلي ملعب ماتشافا الوطني الذي تقام عليه المباراة, ويبعد عن مقر الإقامة بنحو25 دقيقة, وهو من النجيل الصناعي. ومع توالي التدريبات واقتراب موعد المباراة, فإن بعثة المنتخب تصل إلي درجات مهمة من التركيز, خاصة أن الجهاز الفني بقيادة برادلي, رفض أي أمور تخرج عن هذا النطاق, حتي إن اللاعبين منذ وصولهم إلي مقر فندق الإقامة لم يغادروه إلا للتدريبات, ولم يذهب أحد إلي حفل العشاء في منزل فوزي العشاوي سفير مصر في موزمبيق أمس الأول الأربعاء, والذي قرر أن يقيمه مبكرا لظروف سفره إلي مصر, وكان زكي عبدالفتاح مدرب حراس المرمي نائبا عن الجهاز الفني فيه, وإن حضره باقي أفراد الجهاز الإداري بقيادة سمير عدلي وطارق سليمان رئيس الجهاز الطبي, وحسام الإبراشي, والبعثة الإعلامية التي ترافق المنتخب في موزمبيق, في حضور القنصل أيمن عمار. والأمريكي برادلي مهموم للغاية بالمباراة, والتركيز واضح عليه, ولسان حاله يقول إن هذه المباراة هي الأهم في تاريخه التدريبي مع منتخب مصر, وهو ما انعكس علي اللاعبين الذين التزموا بكل تعليماته بعدم الإدلاء بأي أحاديث إعلامية قبل المباراة, مرجئا ذلك إلي نهايتها. ولو بدأنا الكلام عن ملاح الخطة والتشكيل في ضوء الساعات الماضية, فهناك عدة ملحوظات, جديرة بالتوقف أمامها: الأولي أن مركز حراسة المرمي سيكون محسوما لشريف إكرامي, وهو ما يفرضه الواقع والمنطق أيضا, لأن صبحي بعيد عن المنتخب منذ نحو أكثر من عام برغم الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها, والمستوي الرائع الذي ظهر به مع الإسماعيلي, أما أحمد الشناوي فلم يشارك أساسا مع ناديه الزمالك,. أما خط الدفاع, فلم يتم الاستقرار علي الطريقة, التي تبدأ منه, وهل سيكون محمود فتح الله هو الليبرو كما حدث أمام زيمبابوي, وهو احتمال محل نظر, نظرا لأن الجهاز الفني يأمل في عدم دخول مرمي مصر أي أهداف لكن هناك احتمال آخر مهم, وهو أن يلعب أحمد حجازي ووائل جمعة في الخط الخلفي, وأن يتم استغلال العنصر الدفاعي الثالث هجوميا. أما الناحية الهجومية, الهاجس الثاني, فإن اللعب برأس حربة وارد, وربما يكون هو الخيار الأول حاليا, ووجود محمد صلاح ومحمد أبوتريكة يجعل الأمر سهلا, لأن محمد أبوتريكة ومحمد صلاح سيكونان قاعدة المثلث الهجومي, لكن رأس المثلث لم تظهر ملامحه حتي الآن سواء أحمد جعفر أو أحمد حسن مكي. إذن كل الخيارات متاحة, ومطروحة, والنظريات الاحتمالية قائمة لأنها ليست مجرد مباراة, بل هي أهم مباراة منذ23 عاما, عندما تأهلنا لمونديال إيطاليا90, وعلي أساسها يتحدد مصير المنتخب, دون الانتظار حتي الجولة الأخيرة في سبتمبر أمام غينيا بالقاهرة. وإذا كانت كل الخيارات متاحة في الخطة والطريقة, فإن التشكيل واللاعبين الذين سينفذون ذلك هناك محل خلاف بدا مبكرا, ومنذ اليوم الأول, وهو شيء إيجابي, لأن الخلاف المبكر علي شيء, قد يعطي الفرصة للحل ووضع البدائل, وهو ما جعل هناك تنافسا بين اللاعبين لنيل شرف المشاركة في هذه المباراة التاريخية بحكم الظروف واقتراب المنتخب من التأهل والانتظار للمرحلة الأخيرة. كل اللاعبين جاهزون, ولا مشكلة في أي خط من الخطوط, سواء كان فنيا أو معنويا, وبرغم أن هناك من نقل لبعثة المنتخب بعض الهجوم غير المبرر عليهم بعد الفوز علي زيمبابوي, فإن دهشتهم زالت سريعا, واعتبروا أن من فعل ذلك لا يهمه مصلحة المنتخب, ويتحدث بقناعات شخصية, خاصة أن المنتخب أمامه مباراة مهمة بعد أسبوع, وكان من الواجب ألا يتحدث أحد بهذا الشكل, زيادة في دفع المنتخب معنويا. لسان حال اللاعبين ومن خلال لقاءات رياضة الجمعة مع بعضهم تؤكد شيئا واحدا أنهم تعودوا الأجواء الانتقادية والساخرة في مصر, وأنه لا شيء أصبح يعجب أحدا حتي لو تحقق الهدف وصادف النجاح, لذا فإنهم يؤكدون أن الهدف هو مونديال البرازيل ولا شيء غيره. علي الجانب الآخر, فإن منتخب موزمبيق يحيط نفسه بسياج من السرية الشديدة, ويبدو أن النتائج السلبية التي يحققها جعلت الجمهور ينصرف عنه بعد مباراة الستة أمام غينيا, التي كان من توابعها أن المدير الفني الألماني جيرت إنجلز لم يحضر مع البعثة, وهناك مدرب وطني يقود المنتخب في هذه المباراة, هو جواو سيشانور, وإن كان من المتوقع أن يرتفع سقف الاستعداد مع اقتراب المباراة, خاصة أن منتخب مصر يحظي بشعبية كبيرة في القارة. هنا موبوتو: انتهت أزمات الإقامة التي صادفت بعض أفراد الجهاز الإداري والبعثة الإعلامية, وبحلول مساء الأربعاء كانت كل الأمور مستقرة, وأصبح كل أفراد البعثة مجتمعين بفندق واحد, وأهم سمات هذا الفندق هو الهدوء الشديد برغم وجوده في منطقة مزدحمة سكانيا نسبيا. حتي كتابة هذه السطور لم تصل الحقائب الضائعة لضياء السيد المدرب العام وأحمد حجازي مدافع الفريق وحمادة شادي مسئول الشركة الراعية, برغم تأكيدات سمير عدلي أنها ستكون موجودة مع أصحابها قبل حلول مساء أمس. توجد موزمبيق في جنوب شرقي القارة الإفريقية, وتطل علي المحيط الهندي بساحل يزيد علي ألفي كيلو متر, ويمثل ذلك حدودها الشرقية. وحدودها الشمالية مشتركة مع تنزانيا, وفي الغرب مع زامبيا وملاوي وزيمبابوي وفي الجنوب سوازيلاند وجمهورية اتحاد جنوب إفريقيا, وتمثل موزمبيق مخرجا ساحليا للعديد من دول جنوب إفريقيا الداخلية مثل ملاوي وزامبيا وزمبابوي وبتسوانا وكذلك مخرجا لولاية ترنسفال في جمهورية اتحاد جنوب إفريقيا. * العملة المحلية هنا هي متكال, وعدد سكان موزمبيق نحو24 مليون نسمة.