فن التصوير يسيطر علي قاعات العرض بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك حيث تقام4 معارض فنية اختلفت فيها الرؤي وتنوعت الأساليب وتعددت الاتجاهات ولكنها اجتمعت علي الإبداع. افتتحها محمد دياب رئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون والدكتورة إيناس حسني مديرة المركز وتستمر حتي17 من الشهر الحالي. المعرض الأول بعنوان وادينا المقدس للفنان رفقي الرزاز بقاعة احمد صبري والذي يقدم فيه أعماله برؤيته الخاصة إلي تتميز بالسحر والغموض حيث استخدم الفنان أشكال ورموز متعددة وصاغها بداخل لوحاته بطريقة حديثة ومبتكرة, نجح من خلالها في استحداث أسلوب خاص به, ألوانه تتميز بالتوافق والانسجام وملائمة مع الإحساس بالغموض بداخل لوحاته, وعن اسم المعرض يقول الفنان رفقي الرزاز المقصود بالوادي المقدس هو وادي النيل بحضاراته المتعددة بدءا من الحضارة الفرعونية والقبطية والإسلامية وحتي الآن ويقصد أيضا بالاسم الوادي المقدس طوي في سيناء, ويضيف الفنان حاولت من خلال لوحاتي التعبير عن القوي الإبداعية في مصر وهي رسالة للعالم كله فالشعب المصري لا يستحق ما يحدث له الآن وقد عبرت في بعض لوحاتي عن الطبقة الفقيرة الكادحة في المجتمع وكذلك عبرت عن مشكلة سد النهضة الذي سيقام في أثيوبيا. المعرض الثاني للفنانة أحلام فكري بقاعة راغب عياد, تعبر الفنانة في لوحاتها عن المشاعر المتباينة التي تجيش بداخلها فهي تريد التحرر من القيود التي يفرضها المجتمع علي المرأة وتعبر عن ذلك بطريقة رمزية فتتعامل الفنانة مع جسد المرأة كأنه تمثال عاجز ومع ذلك يسبح في الأفق الواسع تحديا لهذا العجز, الألوان الساخنة في لوحاتها أكدت رغبتها في التحرر وتكسير القيود, تقول أحلام: استوحيت أعمالي من الأساطير الإغريقية القديمة حيث صورت أجساد النساء العاريات ولكنهن ذات أذرع مقطوعة رمزا لفناء الجسد في يوم ما, وتضيف أحلام اعمالي معظمها ذات بعدا صوفيا بعكس ما يبدو للبعض وخاصة للمتلقي العادي. وبعنوان الزمن الجميل تقدم الفنانة زينب محمود سلام احدث معارضها بقاعة الحسين فوزي, حيث تفاجئنا كعادتها في كل معارضها فتقدم شيئا مميزا وجديدا, وفي هذا المعرض تعود الفنانة إلي أيام الزمن الجميل حيث الفن والإبداع لترسم طه حسين ونجيب الريحاني وفؤاد المهندس وسيد درويش والكثير من رواد الثقافة والفن في مصر اللذين ساهموا في الحركة الإبداعية والثقافية في العصر الحديث, تميز أسلوب الفنانة بالبساطة في الأداء والقوة في التعبير فقد استطاعت بلمساتها البسيطة ان تعبر عما بداخلها من حنين إلي الماضي, اقتصر استخدام الألوان علي الأحمر بجانب الأبيض والأسود, تقول زينب سلام: الأبيض والأسود في اعمالي رمزا للزمن الماضي وقد وضعت الطربوش علي رأس الشخصيات التي رسمتها لأن الطربوش جزء من هذا الماضي. أما المعرض الأخير بقاعة كمال خليفة للفنان أحمد موسي الذي يقدم تجربة جديدة في مجال رقمنة الصورة المعاصرة وعلاقتها بالجمهور, حيث يمزج عدة أساليب في اللوحة الواحدة فجمع في لوحاته بين الرسم والجرافيك والتصوير في صياغة تشكيلية جديدة ويتساءل الفنان هل يتذوق الناس الصورة الرقمية بنفس تذوق الصورة المرسومة.