أول قبطي يؤلف موسيقي تصويرية لأعمال درامية إسلامية, كبرياؤه الفني منعه من عرض نفسه علي الأجيال الجديدة, فنان مبدع من الزمن الجميل رغم بلوغة سن السبعين عاما, إلا أن عطاءه فياض وانحسر جمهوره في ذاته. هو الموسيقار ميشيل المصري صاحب أكثر من مائة عمل فني بين موسيقي تصويرية وتترات مسلسلات وأغاني وأفلام وأبريتات غنائية ومؤلفات موسيقية, وكان ل نجوم وفنون هذا الحوار مع الموسيقار ميشيل المصري, أحد الرموز علي الساحة الموسيقية في مصر. لماذا انسحبت من الساحة الفنية ؟ -أنا بعيد لأن الزمن اختلف وأصبح فيه لغة عشوائية وغير مرتبة, وكان زمان معهد الموسيقي يجتمع فيه الفنانون, وكنا نعمل ونتعرف علي شغل بعض, فكان فيه ملتقي ثقافي نشتغل ونعمل بروفات وكنا بنشوف بعض الاساتذة مع الطلبة كل يتعرف علي الآخر من خلال أعمالنا الفنية, اليوم أين الملتقي.. الآن الساحة أصبحت خاوية واللغه اختلفت. كيف تعاملت بابداعاتك مع الثورة.. وهل تفاعلت معها ؟ - تفاعلت مع الثورة بأعمال فنية عديدة منها عن التنمية واعمال اخري تم تسجيلها, ولكن للاسف كلها لنفسي لان مافيش ولا ملتقي ولا تخطيط الكل يعمل بمفرده. ماموقفك من النقابة والأحدث الجارية فيها؟ - انا بعيد عن العمل النقابي, وغير متابع للأحداث لأنني حزين لما يجري علي الساحه النقابية ولا أحب التحدث عن النقابة. مارايك في الجيل الجديد وما الصوت الذي تسمعه الآن؟ - فرق كبير بين جيل الزمن الجميل والجيل الآن كل واحد معاه مدير أعماله, واتنين بودي جارد ولا يوجد الحب والمصداقية, ولا التميز إلا ماندر منهم, المطرب ليس صوتا فقط, الفنان تعلم وفضول فني وكاريزما الفنان له أدواته التي تميزه, وأنا مازلت أقول إن مصر فيها أصوت جيدة مثل شيري وآمال ماهر وأصوات عديده مصر مليئة بالأصوات. كيف تستطيع أن تخرج من حالة العزلة لتعود للساحة الفنية مرة أخري؟. - انا لست في عزلة, فانا دائما في حالة إبداع, ولكن ابداعاتي هي لي وحدي فأنا مازلت متواصلا مع المزيكا, ولكن لا أستطيع أن أطرق الأبواب لأفرض إبداعي ولكن أنا موجود أينما يريد من يقدر إبداعي. أم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز.. هل كان هناك فرق في تعاملك معهم؟. - لا أستطيع أن أسميه اختلافا, ولكن أقول هو تميز فكل منهم له تميزه الخاص وسماتهواتجاهاته ولونه,وفيروز لها لون مختلف, مثل اللهجة واللون فهناك اختلاف بين اللهجه الموسيقية لكل مطرب. ماذا أضافوا الرحبانية لك في تعاونك معهم؟. -لاشك أنني اكتسبت معرفة وانا نهم جدا للاطلاع ومحب للاختلافات وكانت بدايتي في تونس ثم الكويت مضيت بها حوالي عشر سنوات وكونت فرقة وعملت كيانا موسيقيا كويتيا بايقاع وقواعد موسيقية كويتية ثم انتقلت إلي لبنان,وهذا بحكم جذور زوجتي اللبنانية مناخ فني آخر وهناك أيضا تعاملت مع الرحبانية وهم مدرسة, قدموا لهجة صحيحة لبنانية فكنت أصقل نفسي بالاطلاع والبحث عن الجديد في الموسيقي. ماهو أخر عمل فني طلب منك ؟. -أخر عمل فني طلب مني هو لبليغ حمدي ورغم النفقات التي انفقت علي هذا العمل الفني إلا أنه لم يخرج للنور إلي الآن والسبب غير معروف ولا استطيع أقول إنه إهمال لأن بليغ إلي الآن يتغنون بأعماله حتي في الثورةفبليغ قيمة فنية لا يستهان به وأنا بذلت جهدا كبيرا في هذا العمل. كيف قدمت أعمالا درامية تتناول حياة المسلمين والفتوحات الإسلامية رغم أنك قبطي؟ - أنا أول من قدم أعمالا درامية إسلامية مثل تسابيح رمضان والفتوحات الاسلامية ومسلسل الفرسان فالدراسة هي الدراسة لا علاقه لها بالدين ولكنها هي المهارة والتحدي وعندما طلب مني عمل فني لمسلسل فرسان الله كان لابد من الاطلاع علي نوع الموسيقي لكل بلد ظهر فيه الاسلام وقتها فكل وقت وله نوع موسيقي وله ادواته حينها سأل المنتج وهو سعودي مؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان رد هذه المؤسسة للمنتج إنه له الحق في اختيار الأصلح هذا خلق عندي تحديا لخوض هذه التجربة الفريدة. وما هو أصعب مشهد صادفك في هذا المسلسل؟ - كان المشهد الذي يظهر فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم دون ان يراه المشاهد, وكيف أعبر فيه بالموسيقي وكان بالفعل تحديا لي فرأيت أصدق شيء أعبر عنه هو صوت الريح في الصحراء إن تقول جملة موسيقية تعبر عن المشهد بريح الصحراء, أيضا مشهد عدد قليل من المسلمين وهم يحاربون جيش العدو هذا المشهد ربنا أكرمني بفكره وهي أنه من حولي كان يلازمني أصوات الأذان. وهذه حالة فيها رهبة وإجلال فعملت الإيقاع كتابة مع أصوات الأذان, وهل فيه أحلي من هذا في الدنيا فكان شيئا مبهرا, وهذا العمل فتح لي عشرات بل أكثر الأعمال وكان توفيقا من الله.