الفنانة القديرة سهير رمزي اسم عرفه المشاهدون من زمن الفن الجميل فعرفتها الأجيال المختلفة بأدوارها المتنوعة. ما بين الفتاة الشقية التي كانت فتاة أحلام الشباب ثم المرأة القوية التي تمثل نموذجا للفتيات, وقدمت في معظم أفلامها وفي مرحلة مهمة من تاريخها الفني رسائل هادفة في عدد من الأفلام السينمائية التي تعد بصمات في تاريخ السينما المصرية, وبعد اعتزالها لعدة سنوات عادت لتكمل مشوار نجوميتها ولكن من خلال الدراما التليفزيونية فقدمت مسلسل حبيب الروح منذ سنوات والذي قدم نموذجا للمرأة والأم العصرية بشكل ومضمون لفت انتباه المشاهدين ومع الفنانة سهير رمزي كان ل نجوم وفنون هذا الحوار: ما الذي أبعدك عن الدراما التليفزيونية بعد تقديمك لمسلسل حبيب الروح منذ5 سنوات؟ إنني لا أعمل لمجرد التواجد أو لفكرة الانتشار ولذلك فلا يحرضني علي العمل إلا عمل جيد يضيف لي ولنجوميتي فلا يصلح ان اقدم عملا اظهر به مجرد سنيدة والاهم من ذلك أنني محجبة وملتزمة فلابد من تقديمي لأدوار معينة وقد عرض علي بالفعل طوال الفترة السابقة اعمال كثيرة ولكنها لم يتوافر بها الشروط الواجب توافرها في عمل أقدمه ويتناسب مع تاريخي الفني والتزامي بالحجاب, وقد كنت أقوم بالتحضير لمسلسل جرح عمري منذ فترة بعد حبيب الروح مباشرة وهو لنفس مؤلف ومنتج مسلسل حبيب الروح ولكن العمل تعثر ماديا مما عطلنا طوال فترة الماضية ولكن تم اجتياز الأزمة وبدأنا تصويره منذ أيام. ما سر حماسك لتقديم عملين في وقت واحد وسيعرضان أيضا في نفس التوقيت؟ كما ذكرت لك فان مسلسل جرح عمري متفق عليه منذ سنوات وقط تعثر ماديا والظروف بعد الثورة التي عطلت تصويره والحمد لله اصبحت الامور تستقر فبدأنا التصوير وهو عمل رائع وقصة مميزة وكذلك مسلسل جداول وافقت عليه بعد ان أعجبني السيناريو والدور وجاءت المصادفة بتصوير العملين ومع شئ من التنظيم والترتيب أقوم بواجبي نحو المسلسلين واتمني ان ينالا رضا المشاهدين, و شجعني أيضا ان دوري في العملين مختلف تماما ففي مسلسل جرح عمري أجسد شخصية سيدة أرستقراطية مثقفة جدا من عائلة كبيرة تعمل وكيلة وزارة وتتدرج في المناصب حتي تصل لمنصب وزيرة وعضوا بمجلس الشعب وتحدث لها واقعة تغير من مصير حياتها في إطار مشوق, أما دوري في مسلسل جداول فهو مختلف تماما حيث أجسد شخصية سيدة بسيطة تعمل خياطة وتعيش في احد الاحياء الشعبية وتربي أولادها وسط مشاعر قوية من الطموح الذي يغير من حياتها للآفضل. هل يعوقك الحجاب عن تقديم بعض الآدوار في التليفزيون او السينما؟ لا أعتبره عائقا ولكنني انا التي ارفض بعض الأدوار وأصر علي تقديم نموذج السيدة المحجبة والتي تمثل غالبية آفراد المجتمع المصري حاليا ولذلك فلدي خطوط حمراء علي بعض الأدوار التي لا تتناسب مع ارتداء الحجاب وأرفض أيضا ارتداء الباروكة فهي فتنة أكثر من ظهور الشعر ولكنني والحمد لله باحتجابي واحترامي أظهر بشكل راقي صورة مشرفة للحجاب المحتشم والمبهر في نفس الوقت, فيمكن للمرأة مع احتشامها ان تحافظ علي اناقتها ومظهرها الحسن. اين أنت من السينما؟ عرض علي مجموعة من الأفلام السينمائية ولكنني لم أرحب بها حتي وافقت علي فيلم( زمن نبوية) وهو فيلم سياسي الي ما ويميل الي تصوير الواقع السياسي والاجتماعي واقرآ دوري به حاليا واذا أعجبني فسأقوم ببطولته طالما انه لن يخدش حجابي فقد عدت بعد اعتزالي من خلال مسلسل حبيب الروح, لأنني وجدت أنه يناسب المرحلة التي أعيشها, سواء فيما يخص السن أو الحجاب أو الالتزام, وبعد هذا المسلسل عرض علي نصوص كثيرة لم أجد نفسي فيها, ورفضت التواجد لمجرد الانتشار, لأنني لا أبحث عن الشهرة, لكنني كنت أبحث عن شيء يعيدني للساحة بنفس حجمي وبعمل له قيمة ومضمون. هل هناك أعمال سينمائية من أفلامك تحبين مشاهدتها لنفسك؟ أحب فقط مشاهدة الأعمال التي قدمت رسالة للمشاهدين والتي تتصف بالفن الجيد ومن الاعمال التي احبها لنفسي سلسل زينب والعرش وفيلم وبالوالدين أحسانا وحتي لا يطير الدخان والمطارد وغيرها من الاعمال التي قدمتها في مرحلة النضج الفني في مشواري لانه هناك اعمال اخري شبابية كانت فقط للانتشار والشهرة فالمشوار الفني مراحل متغيرة ولذلك فأتمني ان كل من قلدني في شبابي في ارتداء المايوهات ان يقلدني الآن في ارتداء الحجاب. هل تخشين علي الفن من صعود تيار الاسلام السياسي؟ إطلاقا فالفن الجاد والهادف يفرض نفسه في كل عصر وفي كل مرحلة من مراحل التاريخ بينما الفن الهابط لا يجد لنفسه مكانا في اي وقت. باعتبارك نجمة كبيرة هل تشاركين في وضع تفاصيل العمل الفني مع المخرج؟ طوال عمري لا أحب التدخل في العمل الفني فالمخرج لديه رؤية ولا شأن لي إلا دوري وأدائي واعتقد إن خبرتي تفيدنا شخصيا في التعامل مع العمل الفني. طوال فترة تغيبك ألم تشتاقين للعودة للتمثيل؟ تغيبت21 عاما كنت أتابع فيها وألاحظ ما يدور من حولي في الفن والثقافة والاقتصاد وكل المجالات ولكن كان يشغلني بالشكل الأكبر مرض والدتي وهو ما جعلني أتغيب ولا أجد وقتا إلا لخدمتها ومساندتها في مرضها ولذلك فلم أشعر باشتياق للعودة للفن طوال هذه الفترة, وبعد فترة استرد الله أمانته ووجدت ان عملي سوف يشغلني و يعوضني الفراغ الذي أعيشه بعدها. كيف ترين الوضع الحالي لمصر؟ بالرغم من أننا نعيش في ظروف سيئة في ظل انتشار البلطجة وتدني مستوي الحوار وعدم الاستماع للآخر إلا أنني متفائلة بشأن المستقبل وأدعوا الله ان ينصر مصر والمصريين ولذلك فيجب أن نتوحد وننظر لمصلحة البلد.