منذ حوالي ثلاث سنوات, تم رفع الأذان الموحد لاسلكيا عبر مكبرات الصوت في4000 مسجد بمحافظة القاهرة, من خلال أصوات ندية منتقاة اتباعا لسنة الرسول الكريم عندما قال لعبدالله بن زيد علمه بلال فإنه أندي منك صوتا, وكان الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية قد أجازا توحيد الآذان بكل مدن الجمهورية مع مراعاة فروق التوقيت ليرفع الآذان الموحد صوتا مميزا وبشخصه في توقيتات الصلاة الخمس, مع عدم إقرار استخدام التسجيلات الصوتية ولو كانت للشيخ محمد رفعت, وفي الوقت نفسه اعترضت اللجنة الدينية بمجلس الشعب آنذاك, ومعها نخبة من رجال الدين علي المشروع من أساسه. وقد رأي المؤيدون أنه بالإضافة لكونه اتباعا للسنة النبوية في اختيار الأصوات الندية, فهو وسيلة لضبط ألفاظ الأذان بالشكل الصحيح كما هو مقرر في الفقه الإسلامي, وكذلك ضبط مسألة توقيتات الصلاة اتباعا لقوله عز وجل إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا, وقد رفض المعترضون اقتصار رفع الأذان علي عدد قليل من المؤذنين وحرمان الباقي من هذا الشرف وأجره العظيم في قول الرسول المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة, الا ان المؤيدين نبهوا إلي أن من يرفع الأذان ولو مرة واحدة ينال هذا الأجر بمشيئة الله, كما انه مطلوب من مؤذن المسجد سرعة رفع الأذان مباشرة في حالة وجود عطل ما بشبكة إرسال الأذان الموحد. واليوم ولمدة تجاوزت ثلاثة أسابيع يغيب عنا الأذان الموحد بصوته الدافئ وسيطرته منفردا علي الأجواء الروحانية في محيط رفع الأذان, وغاب عنا الأثر الطيب الذي يبعثه في نفوسنا, وخاصة عند دعوته لصلاة الفجر, فهل هناك عطل يتوقف بسببه الآذان عن البث؟ أم هو عودة لتفعيل أراء معارضي هذا المشروع المميز والحضاري لوقف العمل به, شأنه كل عمل ناجح وجميل نحبه ونتمسك به, ثم يختفي فجأة وبدون إبداء الأسباب؟! لواء مهندس فؤاد علي الطير