لا يمكن تصور أن يجازف مجموعة من الشباب بحياتهم بحثا عن فرصة عمل لدرجة قيامهم باقتحام منطقة بالغة الخطورة محاطة بالأسلاك الشائكة, وبها لوحات تحذيرية من الألغام تطل علي ساحل خليج العقبة بالقرب من مضيق تيران يطلق عليها مصب أم عدوي بجنوبسيناء وهي بداية حدود محمية نبق الطبيعية بمدينة شرم الشيخ, وتبلغ مساحتها أكثر من2 كيلو متر مربع. وبالفعل أقاموا عددا من العشش الخشبية حتي تصبح مقاهي وكافيتريات سياحية لاستقبال السائحين من رواد مدينة شرم الشيخ معرضين بذلك حياتهم وحياة السائحين إلي كارثة محققة, وزادت معدلات التعدي علي المنطقة بعد أن تم تخصيص قطعة أرض فيها لرجل أعمال بالمخالفة للقانون بلغت مساحتها601 آلاف متر مربع وتطل علي شاطئ البحر, ومازالت, كما هي رغم صدور قرارات الإزالة للمساحات المتعدي عليها في عامي2102/9002 أي قبل الثورة وبعدها لكن حتي الآن لم تتمكن جهات التنفيذ من الإزالة الجبرية بسبب الانفلات الأخلاقي, وفوضي انتشار الأسلحة. الخطورة الحقيقية تكمن في استحالة تطهيرها من الألغام وإمكانية حدوث انفجارات بين الحين والآخر, حسبما صرح الدكتور محمد سالم مدير عام قطاع محميات سيناء.. مؤكدا أن المنطقة التي قام هؤلاء الشباب بالتعدي عليها بنظام وضع اليد, وأقاموا عليها عددا من الكافيتريات, بالأخشاب تقوم بعض شركات السياحة بإيفاد السائحين لزيارتها تقع في وادي أم عدوي, والذي يعد من أخطر الأودية في سيناء علي الإطلاق من حيث تكرار حدوث السيول فيه. وأشار الدكتور سالم إلي أن الوضع استمر علي اعتبارأنها منطقة ألغام حتي قبل الثورة, وتمت إحاطتها بالأسلاك الشائكة والأسوار المميزة والعلامات التحذيرية المخصصة لحقول الألغام. وأضاف أنه خلال السنوات الماضية وقعت في المنطقة نفسها عدة انفجارات راح ضحيتها3 مصريين و4 سائحين أمريكيين و7 سائحين إسرائيليين. وأكد سالم أن المشكلة الحقيقية بدأت في عام4002 عندما حاول مالك إحدي شركات السياحة الحصول علي قطعة أرض من ساحل المحمية لتسويق مشروعه السكني الذي كان يعاني من الركود تمثل قطعة الأرض التي كان يريد رجل الأعمال الحصول عليها الحد الجنوبي لمحمية نبق, وهي منطقة وادي أم عدوي ومساحتها نحو601 آلاف متر مربع, وهو ما يعادل نحو52 فدانا تقريبا, وترجع أهمية الأرض أن رجل الأعمال كان ينوي تخصيصها كشاطئ خاص لسكان مشروعه الذي كان يبعد عن البحر بنحو053 مترا. وبالفعل وقعت وزارة البيئة في العام نفسه عقدا مع رجل الأعمال يمنحه حق الانتفاع بالأرض مقابل جنيه واحد للمتر, في واحدة من أهم المناطق الفاعلة في الموارد الطبيعية الخاصة بالمحمية, التي تعد أيضا أهم محميات جنوبسيناء, دون النظر أن منطقة وادي أم عدوي لها دور مهم في الحفاظ علي تميز محمية نبق, فهي منطقة مصب تلعب دورا حيويا في استقرار واستدامة البيئات الساحلية بخليج العقبة واقتطاع جزء من أراضيها يخل بالتنوع البيولوجي بها. كما يعتبر المصب أحد أهم مناطق وضع البيض للسلاحف البحرية المهددة بالانقراض. من جانبه أوضح سيد أبو بكر الحسيني مدير محمية نبق الطبيعة أنه طبقا للمادة الثانية في القانون رقم201 لسنة3891 بشأن المحميات الطبيعية, فإنه يخطر اقامة المباني والمنشآت أو ممارسة أي أنشطة في مناطق المحميات الا بتصريح من الجهة الإدارية المختصة, لكن رجل الأعمال اعترض علي قرار وزارة البيئة, وطالب بإعادة طرح قطعة الأرض في مناقصة عامة بين المستثمرين, ومنذ ذلك الحين دار صراع بين عدد من رجال الأعمال علي امتلاك القطعة أو الانتفاع بها حتي انتهي بحصول أحدهم عليها بالمخالفة للقانون بسعر جنيهين للمتر بالتقسيط علي01 سنوات, وهو ما دفع مواطنين آخرين للتعدي علي أجزاء أخري من أرض المحمية الملغمة بمخلفات الحروب لإقامة عشش ومقاه سياحية بدعوي المعاملة بالمثل, ورغم صدور عدة قرارات إزالة إلا أن الانفلات الأمني منع تنفيذها حتي الآن!.