لو افترضنا جدلا أن حربا قامت الآن بين مصر وإسرائيل وانتصرت مصر بقيادة رئيسها الحالي د. محمد مرسي, هل سترضي عنها قوي المعارضة؟ أؤكد أنهم لن يرضوا عنه لأنه يمثل التيارات الإسلامية وله مرجعية دينية واضحة, بل أزيد أنه سيدان وقد يكون خائنا حتي ولو انتصر علي إسرائيل لأنه عقد صفقات سرية وأن انتصاره مجرد مسرحية كما سيزعمون!!, وهذه المعارضة وهي التي استقبلت من قبل القائد المهزوم شر هزيمة استقبال المنتصرين الفاتحين.!! من ينكر علي ذلك ويعرض علي ما أقول وافترض, أذكر هزيمة يونيو الساحقة ونصر أكتوبر المجيد ما الذي حدث فيهما؟. وكيف استقبلت المعارضة الحالية, وعلي رأسهم الناصريين كلا الحدثين الكبيرين؟! لا شك أن مصر بقيادة جمال عبد الناصر وفي الخامس من يونيو1967 تعرضت لأكبر هزيمة تاريخية علي يد إسرائيل, المسئول الأول عن تلك الهزيمة هو جمال عبد الناصر الذي اعترف بذلك وطلب التنحي, وعلي الرغم من ذلك فقد استقبل في مجلس الشعب استقبال الفاتحين المنتصرين, وظل جمال عبد الناصر عندهم الزعيم والملهم ولو كان مهزوما شر هزيمة!! سايرهم في هذا الطريق الكثير من الشعب المصري منذ ذلك الوقت وحتي الآن, إن السبب في هذا هو سياسة الاستخفاف التي أشار إليها القرآن في سياق استخفاف واستهانة أي حاكم متجبر بقومه حتي يطيعوه فقال تعالي عن فرعون مصر فاستخف قومه فأطاعوه, وهذا ما فعله جمال عبد الناصر وحاشيته في شعبه حتي رأوا فيه وهو القائد المهزوم والمنتكس زعيما, وما زالوا في سياستهم حتي الآن لا يملكون سوي الكلام الذي لا رصيد له من الحقيقة, فباتوا يتمردون علي كل قيمة وإنجاز. هذا الصنف من البشر هم كيف استقبلوا نصر أكتوبر المجيد؟ حين انتصرت مصر انتصارا عسكريا وسياسيا رائدا شهد به الأعداء استعادت مصر كرامتها واستردت أرضها المحتلة وارتفعت هامتنا في كل مكان, ومع ذلك لم ير هؤلاء المعارضة وخاصة الناصريين في قائد النصر الرئيس الشهيد أنور السادات سوي أنه قد خان الأمة بتوقيعه علي اتفاقية كامب ديفيد, غضوا الطرف عن أي إنجاز وانتصار, ولم يروا في الورد إلا الشوك, ولو أنصفوا الحكم لرأوا أن الشوك كان مؤقتا ولازما ومفروضا, وهذا ما أكده أحد كبار الساسة واقرب المقربين إلي السادات وهو الدكتور صوفي أبو طالب رحمه الله حيث ذكر لي أن كامب ديفيد كانت مرحلة مؤقتة وأن السادات سوف يلغيها ولكن في الوقت المناسب!!. بعد غد سوف تمر علينا الذكري الأليمة لنكسة يونيو1967 ولأن التاريخ يعيد نفسه فإن ما يسمون أنفسهم بالمعارضة, ما زالوا لا يرون فيه إلا الزعيم, ولا يرون في غيره, وخاصة إذا كان ذا مرجعية إسلامية لا يرون فيه إلا فاشلا, ولابد من سحب الثقة منه والتمرد عليه, فبينما تعيش مصر حالة من الكرامة والفرحة بعودة أبنائنا الجنود المختطفين, نري المرجفين من هذه المعارضة إنها صفقة بين الإخوان وبين الجماعات الإرهابية أو بين الخاطفين والأجهزة الأمنية كما ذكرت صحيفة العربي الناصري ونقلتها عنها عدد من وسائل الإعلام, وفي إطار سياسة المعارضة الكارهة ذكر الخبر أنه تم الإفراج عن عدد من الجهاديين كصفقة للتبادل بالجنود, وذكروا من بين هؤلاء الجهاديين اسم نصر خميس وأحمد هادي وهما اللذان تم قتلهما علي يد قوات الشرطة عام2005 أي منذ أكثر من ثماني سنوات.!! مثل هؤلاء لا يهمهم أن يكذبوا في سبيل إسقاط النظام لا قدر الله ما دام ذا مرجعية إسلامية, إن فريقا كبيرا من هؤلاء يرتزقون من الكذب وصدق فيهم قول الله وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون. مشكلة سد النهضة الإثيوبي مشكلة قديمة منذ ما قبل الثورة, ليس للرئيس مرسي ولا للنظام الحالي أي دور أو سبب فيها, لأن السبب الحقيقي هو مبارك ونظامه الذي تجاهل القارة الإفريقية وخاصة دول المنبع, تركها ساحة خالية لإسرائيل تعبث فيها كيفما تريد وتستغلها لإشعال الفتن والمشاكل بل الحروب لمصلحتها وضد مصر في المقام الأول. علي الرغم من عدم مسئولية النظام الحالي ورئيسه نجد أصواتا مغرضة تشير إلي مسئولية مرسي بشكل أو بآخر, بل باتوا يخططون بليل لإيقاع مصر في حرب دون أن يترووا ويتركوا فرصة للتحرك السياسي لحل المشكلة. هذه المعارضة هي التي هتفت بسقوط حكم العسكر وهي التي سعت وشجعت علي جمع توقيعات للفريق السيسي لإدارة البلاد!. وحين رفض السيسي واختار الشرعية هاجموه!! أليس هذا استخفافا واستعباطا لعقلية المواطن المصري؟! إن أشد درجات الاستخفاف بلغت في قولهم علي زوجة الرئيس أنها أمرت بإنشاء حمام سباحة بتكلفة15 مليون جنيه في القصر, في حين أنهم مازالوا يسكنون في شقة بالإيجار حتي الآن.! قالوا بزواج ابن الرئيس بابنة هشام قنديل وهو ما لم يحدث. قالوا إن عمر ابن الرئيس تولي وظيفة أجرها38 ألف جنيه مجاملة لأبيه وحكمت محكمة القضاء الإداري بأن الوظيفة تم الإعلان عنها وتقدم لها119 شابا ونجح منهم عشرة من بينهم عمر وان الأجر الشهري900 جنيه. إنها سياسة الكراهية, ومنهج الاستخفاف بعقول الناس. إذا كانت الكراهية مقصورة علي الأشخاص فلا ضير ولا بأس لكن حين تتحول هذه الكراهية إلي تيار بعينه أو تنال من وطننا مصر أو تهدد أمتنا واستقرارنا فليست هذه سياسة, بل هي استخفاف مرفوض. لمزيد من مقالات اسماعيل الفخرانى