في قلب الأجواء الاحتفالية الكرنفالية للدورة الثانية عشرة لمهرجان موازين الذي يقام سنويا في العاصمة المغربية الرباط, حصل الشاب' محمد الريفي' علي جائزة' إكس فاكتور'. وفور إعلان فوره باللقب تلقي النجم الجديد رسالة من الملك محمد السادس, ومما جاء فيها:' إننا ننوه بنيلك اللقب الأول من النسخة العربية لهذه المسابقة, والذي جاء ثمرة الجهود التي بذلتها طيلة أطوارها ولما أنبأت عنه من ملكات صوتية متميزة, مقرونة بأداء وحضور قويين علي الخشبة, ما جعلك تحظي بتقدير وتشجيع أعضاء لجنة التحكيم وتنال إعجاب جمهور واسع من الوطن العربي عامة ووطنك المغرب خاصة وأضافت البرقية الملكية:' بقدر ما يعد هذا الإنجاز الفني اعترافا بتميزك, فهو يبرهن مجددا عما يزخر به المغرب من طاقات شابة وواعدة ما فتئت تتألق في مختلف المنافسات الفنية العربية والدولية' رسالة الملك لم تكن رساله خاصة بالموهبه الجديدة, وإنما في حقيقتها تحمل رسالة قوية وكبيرة للتأكيد علي دعمه للفن والمواهب, خصوصا أن هذه التهنئة ليست هي الأولي التي يرسل فيها الملك محمد السادس تهنئة للمواهب الواعدة في الغناء, بل سبق وأن هنأ' مراد بريكي' الفائز بلقب' ذا فويس', وغيره من الفنانين الشباب. دورة موازين هذا العام حققت النجاح الذي تسعي له إدارته من جذب جماهيري ونشر البهجة والتأكيد علي أنها بلد تضم كل الأفكار والثقافات, وأنها بلد آمن, لان الهدف من سياحه المهرجانات كما أكد وزير السياحه' لحسن الحداد' في تصريحات خاصة للأهرام لها أهداف عدة منها:' الصيت الكبير' الذي تحدثه في العالم باعتبار أن نجوم المهرجان هم قاده رأي وفن في بلادهم, ووجودهم في المغرب نوع من الترويج للسياحة, وشعورهم بالأمن يؤكد علي ذلك. حفلات المهرجان حتي ليلة الثلاثاء الماضي شارك فيها نجوم عالميين وعرب, فغنت في الليلة الأولي' ريهانا' و الليلة الثانية' جيسي دجي' أما الليلة الثالثة فكانت ل' ميكا' والرابعه فرقة' سيكيون' الفرنسية, ومن النجوم العرب وليد توفيق وشيرين والكينج محمد منير والشاب مامي. تميزت حفلات هذا العام بالاقبال الجماهيري, وتنوع الفئات العمرية وكان الملاحظ أن النجمة العالمية' ريهانا' لها جمهور كبير, وكانت علي قدر المسئولية في اختيارها لملابسها التي تناسب كثيرا من الأسرالمحافظة, أما البريطانية جيسي دجي فظهرت علي مسرح السويسي وكأنها لم تجد قماش يغطي شيئا من جسدها, وهو الأمر الذي أثار الجدل والنقاش, وفي الوقت نفسه ربما كان له وقع آخر في جلب بهجه خاصة لدي البعض ممن لا يهتمون بالشكل بقدر اهتمامهم بالغناء. أما النجمة المصرية شيرين فعبرت في المؤتمر الصحفي عن سعادتها بمشاركتها في المهرجان, وقالت مهرجان' موازين' هو من أكبر المهرجانات وأهمها عربيا, وأعربت عن استيائها لغياب الحفلات في مصر بعد الثورة. في حفل شيرين كانت البهجة والسعادة عنوان مسرح النهضة في ظل تمتع الجمهور بأغانيها الرومانسية والحزينة, كما حرصت علي أن يشاركها' فريد غنام ومحمد عدلي' نجمي' ذا فويس' دويتو غنائي, وبدا أن الجمهور يحفظ ويردد أغنيها, ولكن النجمة المصرية خانتها بساطتها وطبيعيتها في أكثر من موقف, منها عندما طلبت مشاركة أحد الأطفال من الحضور أغنيتها' علي بالي' وهو الأمر الذي دفع عشرات من الشباب, أن يكونوا بدلا من الطفل, وكان ردها العفوي والتلقائي صادما لبعض الأسر المحافظة حين قالت لأحد الراغبين من الشباب في أن يكون بديلا الطفل ويشاركها الوقوف علي المسرح' أنا وأنت نجيب أطفال', وهو مايستدعي الانتباه من جانبها اختيار الكلام والألفاظ التي تتناسب مع نجوميتها ومكانتها الكبيرة وما لديها من رصيد في القلوب. أما حفل النجم الكبير قيمة وفنا وأداء محمد منير فكان متميزا وجاءت اختياراته تناسب الجمهور المغربي الذي استقبله بترحاب شديد, وطلب منه منذ اطلالته أغنية' سوا يا سوا' وعني منير بعدها عدد من أغنياته القديمة والجميلة لنحو ساعتين, بدأها بأغنية' ليلي' ثم حيا جمهوره قائلا' المغرب حبيبتي', و' نحن في أرض الغناء سنغني' ومن بين ما غني أيضا' علي صوتك', و' وسط الدايرة' و'حكايتي مع الزمان'. منير خاطب الالآف من الحضور خلال الحفل وأشاد برموز المغرب من نجوم الغناء ومنهم' عبد الوهاب الدوكالي وعبد الهادي بلخياط ونعيمة سميح', ومثل كل نجوم مهرجان موازين تلفح بالعلم المغربي, مؤكدا حبه للمغرب, وقبل أن ينهي الحفل طالب من الجمهور الدعاء لمصر ولكل العرب. وفي اليوم الرابع شهد مسرح النهضة النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه نجم موسيقي الراي الشاب مامي, بما يؤكد امتلاكه موهبة فذة وصوت مذهل, حيث أدي أغاني خالدة لفن الراي أمام أكثر من120 ألف متفرج من الذين حيوا أدائه بكل إعجاب ومن جانبه أكد الشاب مامي خلال المؤتمر الصحفي وقبل صعوده للغناء بنحو سبعة ساعات أنه لا مانع لديه في حمل العلم المغربي, وذلك ردا علي سؤال حول إمكانية رفعه للعلم المغربي بالنظر إلي حساسية الموضوع, وللهجوم الذي يلقاه عادة من قبل الصحافة والجمهور الجزائري, نافيا أن ذلك يشكل أي حساسية بالنسبة له, مشيرا إلي أنه لامانع لديه في حمل العلم المغربي, وأضاف: أتمني ان أحمل علم بلادي رفقة العلم المغربي, وقبل النزول من علي المسرح تحقق ما تمناه بالفعل ورفع العلمين المغربي والجزائري, وهو ما اعتبر أحد المتابعين بمثابة رسالة تحمل معني التقارب الفني والثقافي بين الجزائر والمغرب بعيدا عن السياسية.