أشعلت القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة الإيرانية معركة انتخابية مبكرة, فقد ندد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس برفض ترشيح حليفه اسفنديار رحيم مشائي للانتخابات الرئاسية المقرره14 يونيو المقبل مشيرا إلي أنه سيثير هذا الأمر مع الزعيم الأعلي للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي, بينما أعلن الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني أنه لن يطعن في رفض ترشيحه وذلك بعد ساعات من إعلان استبعاد مجلس صيانة الدستور لكلا المرشحين دون إبداء أسباب في قرار وصف بأنه يهدف إلي إخلاء الساحة لمرشحين متشددين موالين لخامنئي. وأوضح نجاد أن رحيم مشائي رجل مؤمن ومؤهل ويخدم البلاد ولهذا دعمت ترشيحه, لكنه وقع ضحية ظلم. وأضاف في رأيي لن تكون هناك مشكلة مع الزعيم الأعلي خامنئي وسأثير هذه المسألة معه حتي آخر لحظة, عندي أمل أن تحل المشكلة. وأكد الرئيس الإيراني الذي يتعذر عليه تولي الرئاسة لولاية ثالثة أنه سيتابع هذا الملف حتي النهاية داعيا مناصريه إلي التحلي بالصبر, ويشار إلي أن القانون الإيراني لا يشمل آلية الطعن في قرارات مجلس صيانة الدستور لكن يمكن لخامنئي أن يطلب منه مراجعة أحد الترشيحات. وتتهم شخصيات من التيار المحافظ الموالي لخامنئي مشائي بأنه يقود تيارا منحرفا يسعي لتهميش سلطة رجال الدين. كما أن هناك اعتقادا بأن نجاد الذي اختلف مع المحافظين يسعي للحفاظ علي نفوذه من خلال ترشيح حليف له لمنصب الرئاسة. ومن جانبه, علق مشائي علي استبعاده قائلا: اعتبر اسقاط ترشيحي ظلما وسأحاول إصلاحه باللجوء إلي المرشد الأعلي. أما الرئيس السابق رفسنجاني فقد أعلن علي لسان رئيس حملته الانتخابية إسحاق جهانكيري أنه لن يطعن في رفض ترشيحه. وقال جهانكيري في تصريحات لوكالة أنباء إيسنا الطلابية إن رفسنجاني لن يحتج علي إبطال ترشيحه إنه أحد أعمدة النظام وسيبقي كذلك بإذنه تعالي, مستبعدا بذلك أن يرفع المسألة إلي المرشد الأعلي, ويأخد التيار المتشدد علي رفسنجاني دعمه لتظاهرات تلت انتخاب أحمدي نجاد2009 حيث اعتبروه مرشحا ب الوكالة للإصلاحيين. وفي غضون ذلك, أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أمس القائمة الرسمية للمرشحين للانتخابات الرئاسية, وذكرت قناة برس تي في الإيرانية أن المرشحين الذين تمت الموافقة عليهم من قبل مجلس صيانة الدستور هم أمين المجلس الأعلي للأمن القومي سعيد جليلي ووزير الاتصالات الأسبق محمد غرضي ورئيس مركز البحوث الاستراتيجية في مجلس تشخيص مصلحة النظام حسن روحاني ووزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي والنائب الأول السابق للرئيس خاتمي محمد رضا عارف وسكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي والنائب الإيراني غلام علي حداد عادل بالإضافة إلي عمدة العاصمة طهران محمد باقر قاليباف, ويشار إلي أنه من بين المرشحين مرشح إصلاحي واحد هو محمد رضا عارف ومحافظان معتدلان هما حسن روحاني ومحمد غرازي والباقي ينتمي للتيار الموالي للمرشد الأعلي. وفي رد فعل أمريكي, اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن المرشحين الثمانية للانتخابات الرئاسية الايرانية لا يحظون علي الأرجح بأي شرعية شعبية, فيما وصف بأنه انتقاد لاستبعاد كل من مشائي ورفسنجاني, وقال المتحدث باسم الوزارة باتريك فانتريل في بريد الكتروني إلي وكالة الأنباء الفرنسية يبدو أن مجلس صيانة الدستور غير المنتخب في إيران وغير المسئول أمام الشعب الإيراني رفض مئات الترشيحات استنادا إلي موجة من المعايير. وأضاف إن المجلس قلص لائحة المرشحين من نحو700 مرشح إلي8 مرشحين فقط يعتبرهم النظام ممثلين لمصالحه ولكنهم لا يمثلون صالح الإيرانيين. وتابع قائلا اللائحة غير النهائية للمرشحين لا تمثل علي الأرجح إرادة الشعب الإيراني الذي يجب أن يكون له حق اختيار رئيس يعكس طموحاته. وفي غضون ذلك, اعتبرت صحيفة جارديان البريطانية قرار استبعاد رفسنجاني من القائمة النهائية بمثابة ضربة لمن يأملون في إحداث تغيير كبير في إيران عندما يترك نجاد منصب الرئاسة. ورأت الصحيفة أن الاستبعاد يمثل مفاجأة للكثير من مؤيدي رفسنجاني الذين كانوا يعتقدون أنه من غير المرجح للحرس الثوري أن يرفضه في ضوء دوره المهم في تأسيس الجمهورية الإيرانية ووضعه كأحد كبار السياسيين بالبلاد.