اعتراف الولاياتالمتحدة بوجوبية اشتراك نظام الأسد في أي مفاوضات لتحديد مستقبل سوريا( علي مشارف مؤتمر جنيف 2 في أول يونيو المقبل) ومطالبة النمسا بوقف تسليح المعارضة السورية, وإعادة مصر لممثلها الدبلوماسي إلي دمشق ومحاولتها إحياء مشروع رباعية البحث عن حل للمأزق السوري, هي كلها ظواهر مستجدة وتحولات لافتة تؤكد عدة نقاط: أن هناك وضعا ميدانيا علي الأرض تغير وهو يخبرنا بأن الجيش السوري نجح في مناطق كثيرة أن يستعيد زمام الأمور. النظام السوري يدرك أن حضور موتمر جنيف 2 ينبغي ألا يكون مجانيا, إذ لو اقترن بمنح ائتلاف الثورة والمعارضة صلاحيات كانت للأسد فإنه يعني التسليم الكامل, وهو أمر لا يصادق عليه النظام إلا عبر مقايضة بلون من الاحتفاظ ببعض السلطات أو بالاحتكام إلي انتخابات شعبية, وبخاصة أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاعتراف بائتلاف الثورة والمعارضة يعني أسباغ لون من الشرعية الدولية عليه( كبديل) للنظام الحالي, في حين يمكن للنظام في أحسن الحالات أن يوافق عليه( كشريك) فحسب.. بدأ الغرب يدرك أن سوريا تتحول إلي بؤرة صراع دولي حقيقية ومن ثم فهو يحاول بكل الطرق غواية النظام السوري ليشارك في جنيف 2, في حين يستهلك النظام السوري وحلفاؤه الوقت في بناء تحالف كبير يواجه مرتزقة جبهة النصرة وقوات ما يسمي الجيش الحر, وفي هذا السياق تقوم إيران بتجييش إسلاميين من بلاد عديدة للوقوف في وجه قوات المرتزقة الأجانب, كما تحاول إيران الاتفاق مع نظام بشار للسماح لحزب الله باستخدام إمكانات الجيش السوري وفتح جبهة جديدة في الجولان فيما تعلن موسكو ضرورة اشتراك إيراني في جنيف 2, ومن المهم هنا الإشارة إلي أن كلا من موسكوودمشق تستغلان الفترة الفاصلة قبل جنيف 2 بتسليح سوريا بصواريخ( إس 003). يبدو بيان5+1( التي تعني في سياق الأزمة السورية السعودية والإمارات والأردن وقطر ومصر+ تركيا) والذي أكد مرارا, ضرورة عدم حضور الأسد ونظامه أي تسوية سلمية مقبلة خارج نطاق المعقولية. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع