زيارة سلفا كير رئيس جنوب السودان لاسرائيل قبل أيام لن تكون بالضرورة علي حساب المصالح العربية خاصة المصرية, اذا تحركنا نحن العرب وقدمنا مساعدات ذات قيمة لبناء اقتصاد الجنوب, ولم نكتف باطلاق التصريحات المتشنجة وتوزيع الاتهامات. فاذا سارعنا بمنح الدولة الوليدة مساعدات تقنع حكومتها باقامة توازن بين علاقاتها معنا وعلاقاتها مع تل أبيب فلن تتخذ اجراء يضر بمصالحنا وأمننا القومي, أما اذا تقاعسنا أو تحركنا متأخرين كعادتنا فلا نلوم الا أنفسنا, وعندئذ سينطبق علينا المثل القائل: لا بنرحم ولا بنترك رحمة ربنا تنزل. ليس منطقيا أن نطلب من رئيس جنوب السودان ألا يقيم علاقات مع اسرائيل أو نغضب لذلك, لكن من حقنا أن نطالب بألا يكون ذلك علي حساب مصالحنا. فالدولة الوليدة تحتاج الي بناء بنيتها الأساسية من الصفر بعد حرب أهلية دامت38 عاما علي فترتين, ومن حق قادتها أن يطلبوا المساعدة من آية جهة بما فيها اسرائيل مفتاح خزانة المساعدات الأمريكية والمؤسسات المالية الدولية التي تتحكم في قراراتها واشنطن وحلفاؤها, واسرائيل هي التي ساعدت الجنوب بالسلاح والتدريب والتوجيه والاستخبارات علي نيل استقلاله عن السودان في9 يوليو2011 باعتراف رئيسها شيمون بيريز خلال الزيارة, وقول سلفا كير بالحرف الواحد:بدون اسرائيل ما كان لدولة الجنوب أن تقوم. كان من الواضح من تشكيل الوفد المرافق لكير من وزير الدفاع ووزير الأمن القومي ورئيس غرفة التجارة والصناعة أن المحادثات تركزت علي التسلح والتدريب العسكري ودعم جهاز مخابرات الدولة الوليدة وإقامة مشروعات صناعية اسرائيلية فيها وتعزيز التبادل التجاري, وكلها مجالات تعاون يمكن لمصر أن تسهم فيها بتمويل ذاتي أو عربي, للحفاظ علي مصالحنا الاستراتيجية بكبح أي محاولة اسرائيلية أو غربية أو من دول منابع النيل لتحريض حكومة الجنوب علي اثارة القلاقل في السودان أو إعاقة وصول مياه النيل الأبيض لمصر بهدف الضغط عليها لتحقيق أهداف أخري. لقد وافق نتانياهو علي ايفاد وفد اسرائيلي الي أبوجا لبحث احتياجاتها.. فهل نسارع بارسال وفد عربي لاقتسام العبء والربح علي الأقل مع اسرائيل؟ المزيد من أعمدة عطيه عيسوى