في انطلاقة جديدة للعلاقات المصرية البرازيلية لفتح آفاق واسعة للتعاون في جميع المجالات, أجري الرئيس محمد مرسي مباحثات مهمة أمس مع نظيرته البرازيلية ديلما روسيف بالعاصمة برازيليا بمشاركة وفدي البلدين. وتناولت المباحثات زيادة الاستثمارات المشتركة, والتجارة البينية, وإقامة مشروعات جديدة, وفتح السوق البرازيلية أمام الصادرات المصرية, والاستفادة من التجارب البرازيلية الناجحة في شتي المجالات. كما تناولت عددا من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. كانت الرئيسة البرازيلية علي رأس مستقبلي الرئيس مرسي لدي وصوله إلي القصر الرئاسي البرازيلي, حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس, وكان في انتظاره بالقصر الرئاسي كبار رجال الدولة, وحيا حرس الشرف الرئيس مرسي بإطلاق21 طلقة في الهواء لدي وصوله. وشهد الرئيسان توقيع أربع مذكرات تفاهم, لدعم التعاون بين البلدين, الأولي في مجال التنمية الزراعية, والثانية بين مكتبة الإسكندرية والمكتبة الوطنية البرازيلية, والثالثة في مجال التنمية الاجتماعية, والرابعة في مجال التعاون الفني. وعقب المباحثات عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا, اقتصر علي كلمة لكل منهما. وقد توجه الرئيس بعد ذلك إلي مقر وزارة الخارجية البرازيلية المواجه لقصر الرئاسة, حيث استقبلته الرئيسة روسيف, وأقامت حفل غداء رسميا, تكريما للرئيس الذي استمع إلي عرض من كبار المسئولين هناك حول البرامج الاجتماعية المطبقة في البرازيل. وقد استهل الرئيس زيارته التاريخية للبرازيل بزيارة مقر هيئة البحوث الزراعية, وكان في استقباله رئيسها. ووصف الرئيس في كلمة بالهيئة الزيارة بأنها الأولي لرئيس مصري, وقال: كنت حريصا عليها منذ شهور طويلة, وأوضح أن المصريين تميزوا بالاستقرار بسبب الزراعة والنيل, ومنذ القدم يقولون مصر هبة النيل, وأشار إلي أنه في مصر مجالات واسعة للصناعة, إلا أن الزراعة هي الأصل. وقال: إننا نسعي للاستفادة من تجربة البرازيل في مجال الزراعة, فهي دولة كبيرة, ولها تجارب ناجحة في زيادة غلة الفدان, وحجم الإنتاج. وأضاف أنه يوجد في مصر مركز بحوث زراعية, يضم تخصصات عديدة, وقال: نأمل في أن يؤثر النمو في المجال الزراعي إيجابا في المجالات الأخري, ومنها الحيواني والداجني. وأشار إلي أن الزيارة تمثل خطوة أساسية للتعاون في مجال البحوث والخبرات الزراعية. وأكد أن مصر تحتاج الآن إلي الأصدقاء في هذا العالم, ومنهم البرازيل, فهي أحد النماذج والأمثلة المشهود لها والمهمة جدا. وشدد الرئيس مرسي علي أنه بامتلاك الإرادة تمتلك الشعوب القدرة علي التنمية والتقدم, مؤكدا أننا في مصر نمتلك هذه الإرادة. وأضاف أنه مع هيئة كهذه, أتطلع إلي تعاون في مجالات أوسع, سواء في بحوث التقليل من استهلاك المياه في المجال الزراعي, أو زيادة إنتاجية الفدان, وتنوع المحاصيل. وقال: يمكن أن تكون البحوث متقدمة, ولا يكون هناك تطبيق علي المستوي المطلوب, إلا أنني أعرف أن لديكم تميزا في التطبيق. واستمع الرئيس إلي شرح واف من رئيس الهيئة حول تجارب البرازيل في مجالات الإنتاج الزراعي, وزيادة إنتاجية الفدان, وكذلك الإنتاج الحيواني وما يستتبعه من إنتاج الألبان ومشتقاتها. وفي إطار نشاطه المكثف بالعاصمة برازيليا, زار الرئيس مقر البرلمان, حيث كان في استقباله رينان كاييرو, الرئيس الأعلي للبرلمان البرازيلي, رئيس مجلس الشيوخ, ثم عقد الرئيس مرسي لقاء مع رئيس مجلس النواب. وعقب وصوله مساء أمس إلي ساوباولو مدينة المال والأعمال حرص الرئيس علي عقد لقاء مع أبناء الجالية المصرية هناك استمع خلاله إلي آرائهم ومقترحاتهم حول ما يدور في مصر, كما تعرف علي أحوالهم ومطالبهم. كان الرئيس مرسي قد تم استقباله بترحاب كبير في مطار مدينة برازيليا, حيث انضم وكيل الخارجية البرازيلية إلي مدير المراسم بالرئاسة, لاستقبال الرئيس مرسي تقديرا له, بينما يقضي البروتوكول هناك بأن يكون في استقبال الضيوف مدير المراسم فقط.
