في دلالة جديدة علي التدهور الحاد في العلاقات بين البلدين, تجددت المواجهات بمدافع الهاون بين القوات الأفغانية والباكستانية للمرة الثانية خلال5 أيام بسبب خلاف حدودي, حيث تحاول إسلام آباد بناء منشآت حدودية تتعدي بحسب كابول إلي البناء داخل الأراضي الأفغانية. وقال مسئولون أفغان إن القتال اندلع بعد أن حاولت القوات الباكستانية إصلاح بوابة علي الحدود في منطقة جوشتا بأفغانستان التي قتل فيها الأسبوع الماضي جندي من شرطة الحدود الأفغانية في تبادل لإطلاق النار. ومن جانبه, أكد المتحدث باسم حاكم ولاية ننجرهار أن مشكلة هذا البناء علي الحدود ينبغي أن تعمل حكومتنا علي حلها. لكن القوات الباكستانية عادت إلي موقع البناء الأمر الذي تسبب بالمعارك طيلة ساعتين, من دون أن يشير إلي سقوط ضحايا. وعلي الجانب الأخر, أكد ضابط باكستاني رافضا الكشف عن هويته أن القوات الأفغانية بدأت المعارك بفتحها النار بمدافع الهاون والأسلحة الرشاشة باتجاه مركز جورسال الباكستاني في منطقة مهمند القبلية الباكستانية. وقال إن قواتنا ردت علي النيران في المقابل, من دون الإشارة إلي سقوط ضحايا. وفي السياق ذاته, رفع أكثر من ألفي شخص صورا للشرطي الأفغاني الشهيد خلال مظاهرة في كابول, وندد المتظاهرون خصوصا ببناء باكستان منشآت حدودية تتعدي بحسب كابول علي الأراضي الأفغانية وهي السبب في اندلاع المواجهات. ورفع المتظاهرون ومعظمهم من القرويين شعار الموت لباكستان وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد أكد مجددا السبت الماضي أن بلاده ترفض الاعتراف بخط ترسيم الحدود وفقا لخط دوراند الذي رسمه في1893 ضابطا بريطانيا يحمل الاسم نفسه لفصل أفغانستان عما كان يعرف آنذاك بامبراطورية الهند البريطانية. وتقول أفغانستان إن بوابة موقع جورسال العسكري الباكستاني تمثل تعديا علي أراضيها. وقال عبد الضي إن حاكم ننكرهار تحدث مرارا إلي مسئولين بالقنصلية الباكستانية طالبا عدم إصلاح البوابة. وفي غضون ذلك, لقي51 شخصا مصرعهم وأصيب65 آخرون في انفجار وقع في تجمع انتخابي حاشد نظمه حزب جماعة علماء المسلمين أمس. وأكد مسئول باكستاني أن مهاجما انتحاريا فجر نفسه وسط الحشد في إقليم كورام, أحد الاقاليم ال7 التي تتألف منها منطقة القبائل الباكستانية المحاذية لأفغانستان والتي ينتشر فيها مقاتلو طالبان الباكستانية التي أعلنت مسئوليتها عن التفجير, مؤكدة أنه استهدف نائبا تم انتخابه علي أنه مستقل إلا أنه تحالف مع الحكومة المنتهية ولايتها والذي أكد مسئولون باكستانيون أنه نجا من الحادث. وفي حادث منفصل, قال مسئولون باكستانيون إن هجوما استهدف قافلة عسكرية في باكستان واشتباكات بين الجيش والمتمردين أسفرا عن مقتل8 جنود و30 مسلحا في المنطقة الحدودية مع أفغانستان. وفي غضون ذلك, أعلن الجيش الألماني مقتل أول جندي من وحدة الكوماندوز الخاصة في أفغانستان وإصابة آخر في هجوم شنه متمردون بالقرب من مدينة باجلان شمال أفغانستان. وأعرب وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير, في مؤتمر صحفي في برلين, عن تعازيه لعائلات وأصدقاء الجندي القتيل, ومواساته للجندي المصاب وعائلته, معتبرا أن هذا يوم مؤلم للقوات الدولية في أفغانستان.