نشأت القصير بالبحر الأحمر في الأساس حول مينائها القديم, والذي أصبح الآن من إطلالات الماضي لما أحاط به من إهمال رغم أنه يعتبر حدوتة تاريخية, هو أقدم موانئ البحر الأحمر, حيث يعود إلي عصر الفراعنة, وقبل شق قناة السويس شهد رواجا كبيرا في حركة التجارة بين وادي النيل والجزيرة العربية. يقول عادل عليش أحد أبناء المدينة ونائب رئيس جمعية المحافظة علي التراث بها إنه علي الرغم من أن ميناء القصير البحري القديم متوقف, إلا أنه مازال مدرجا علي خرائط الملاحة العالمية بمعني أن أي سفينة تمر بمياه البحر الأحمر يظهر موقع هذا الميناء أمام قبطانها, كما لعب الميناء دورا رئيسيا في خدمة نشاط الفوسفات وتصديره للخارج في عشرينيات القرن الماضي, لكن مع بداية تصفية شركة الفوسفات توقف الميناء عن العمل وأصبح منسيا تماما رغم أنه لا يحتاج الكثير في تشغيله, حيث يمكن ترميم رصيفه الحالي وتوسعته وإعادة تشغيله لخدمة الحركة الملاحية. ويقول محمد عبده حمدان أحد أبناء مدينة القصر إن من مميزات هذا الميناء أنه يختصر المسافة إلي مينائي جدة وينبع السعوديين إلي10 ساعات بدلا من15 ساعة في مءانيء أخري. كما أن إحياء هذا الميناء وإعادة تشغيله مرة أخري يمكن أن يسهم بشكل كبير في تنمية الحركة السياحية. وطالب أهالي القصير, وزارة النقل بالعمل علي وضع خطة لاعادة إحياء وتشغيل هذا الميناء لأنه سوف يلعب دورا كبيرا في تنمية المنطقة وإتاحة فرص عمل جديدة لأبنائها للقضاء علي حالة الركود في ظل تراجع الحركة السياحية من جانب وعدم وجود أنشطة تنموية من جانب آخر.