وسط حالة من الحذر المشوب بالتفاؤل.. وبين أجواء مترقبة لتوابع النتيجة علي المستويات الفنية كافة.. يلتقي في السابعة من مساء اليوم فريق الأهلي مع البنزرتي التونسي في اياب دور ال16 لدوري أبطال إفريقيا باستاد الدفاع الجوي.. المهمة ربما تبدو سهلة لانتهاء اللقاء الاول بالتعادل السلبي.. ولكنها في حقيقة الامر تحمل في طياتها الكثير من المخاطر, في مقدمتها الخوف من مفاجآت القرش التونسي, يليها حديث الغرف المغلقة حول احتمالات التجديد للجهاز الفني بقيادة حسام البدري علي ضوء ما سيحدث. مباراة الليلة لا تقبل القسمة علي اثنين.. فلابد من فائز في النهاية ليحصل علي بطاقة الصعود إلي دور الثمانية والاقتراب خطوة كبيرة من حلم التتويج بالأميرة السمراء.. ومن هنا فإن لغة الحسابات تفرض نفسها بقوة علي الأجواء.. بطل مصر وإفريقيا لا يملك سوي ورقة الفوز بأي عدد من الاهداف بصرف النظر عن الفارق, في حين أن القرش التونسي لديه فرصتان إما الفوز أو التعادل الإيجابي. الأجواء داخل الجزيرة لم تكن علي مستوي الحدث.. فالكلام دار خلف الكواليس حول التجديد للبدري في وقت غير مناسب, بدليل أنه شغل العقول والعيون علي مدي الفترة الماضية.. وهو ما تداركته الإدارة أخيرا بتأجيل الإعلان عن القرار تجنبا لتوابعه علي المشوار الإفريقي الذي يمثل قمة طموح أصحاب الزي الأحمر, خاصة أنه يفتح الباب نحو الوجود في كاس العالم للأندية بعد ذلك. وبعيدا عن هذا الجانب المظلم لتوقيت قرار التجديد, فإن البدري يعول كثيرا علي النواحي الفنية لنجومه وروحهم العالية لاستمرار تفوقهم الإفريقي,خاصة أن البنزرتي يمثل عقبة خطيرة في المشوار الاسمر وليس لديه ما يخسره بعد التعادل علي ملعبه ووسط جماهيره بدون أهداف, ويسعي الي تعويض اخفاقه المحلي علي المستوي الإفريقي. واتسمت نبرة المدير الفني للأهلي خلال حواره مع اللاعبين بالحذر والتحذير, فقد كرر تحذيراته من التهاون أو الاخطاء, مشيرا إلي أن المباراة لا تحتمل أي هفوات, وأنها تحمل شعار الخطأ ممنوع.. وحرص البدري علي تكثيف الناحية الهجومية ومطالبة اللاعبين باستغلال الفرص المتاحة أمام المرمي, وشدد علي مراقبة مفاتيح اللعب في صفوف القروش وتضييق المساحات أمامهم, خاصة في اللحظات الأولي والأخيرة من اللقاء. وطالب البدري الفريق بإحراز هدف مبكر ليريح الأعصاب وإرباك حسابات المنافس التونسي, مما سيدفعه إلي فتح خطوطه وبالتالي وجود ثغرات يمكن استغلالها في إحراز المزيد من الأهداف لإجهاض أحلام وطموحات القروش بعيدا عن لعبة الحسابات والمفاجآت. ويمثل غياب رامي ربيعة مشكلة البدري المزعجة في لقاء الليلة لإصابته حيث إنه يعد أحد العناصر الأساسية في التشكيل التي يعول عليها في طريقة اللعب, ومن هنا فإن شريف عبدالفضيل من المقرر أن يشارك في مركز الظهير الأيمن بدلا منه. أما البنزرتي فإنه حامل اختام الكرة التونسية في هذه المواجهة ليس فقط للصعود إلي دور الثمانية, ولكن أيضا للثأر من بطل مصر الذي اطاح بالترجي في نهائي البطولة الموسم الماضي.. لذلك فإن منذر الكبير كانت لهجته واثقة إلي حد كبير, فقد أشار إلي أن فريقه قادر علي تكرار سيناريو ديناموز هراري من زيمبابوي والاتحاد الليبي من قبل. وأكد الكبير أن فريقه جاهز بمفاجأة للأهلي علي الأصعدة كافة, سواء من ناحية التشكيل أو الخطة التي سيؤدي بها اللقاء, وأن التعادل في اللقاء الأول لا يعني أن الامور قد حسمت, بل إن الخريطة ستتغير خلال الدقائق التسعين المقبلة, لأنها ستعلن اسم الفريق الذي يستحق بطاقة التأهل. ويحلم ممثل نسور قرطاج إلي الدخول من الباب الواسع للتاريخ بحكم أنها ستكون من المرات القليلة التي سيخرج فيها الأهلي من هذا الدور من قبل, فقد تعرض لنفس المصير عام2009 عندما أطاح به كانو بيلرز النيجيري عندما كان البرتغالي مانويل جوزيه مديرا فنيا للفريق. تشكيل الفريقين: الأهلي: شريف إكرامي وائل جمعة محمد نجيب سيد معوض شريف عبد الفضيل حسام عاشور شهاب بركات عبدالله السعيد عماد متعب أحمد عبدالظاهر. البنزرتي: فاروق بن مصطفي, حمزة مثلوثي, حسام حج مبروك, فكر الدين جزيري, أربي جبور, أحمد هارون, شاكر برجاوي, مروان ترودي, حضرية نور محمد, علي مهذبي, أوليفير كاركيزي.