بالصور.. محافظ أسوان: إيفاد قوافل طبية مجانية لقرى أبو الريش    عاجل.. إصابة بشار أشرف لاعب شباب الإسماعيلي بقطع في الرباط الصليبي    رانيا محمود ياسين تعلن عضويتها في لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية السينمائي    وظائف محطة الضبعة.. رواتب تصل 25 ألف جنيهًا تعلن تفاصيلها وزارة العمل    ضوابط سداد ثمن أرض الدولة وتقنين أوضاعها في القانون    تعرف على تشكيل مجلس إدارة بنك مصر    السعودية تحقق ارتفاعا ب73% في عدد السياح الدوليين    لماذا ارتفعت أسعار الطماطم إلى 40 جنيها؟    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء استعدادات المحافظات لاستقبال العام الدراسي 2024-2025    جيش الاحتلال يزعم: دمرنا نحو 180 هدفا وآلاف فوهات إطلاق القذائف في لبنان    كريستيان برجر: زيارة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لمصر ركزت على وضع غزة    الاستخبارات الهنغارية تؤكد أنها لم تنتج أجهزة "البيجر" التي تم تفجيرها في لبنان    العاهل السعودي وولي العهد يعزيان ملك البحرين بوفاة الشيخ خالد بن محمد بن إبراهيم آل خليفة    الهلال الأحمر العراقي يرسل شحنة مساعدات طبية وأدوية إلى لبنان    بالصور.. وكيل تعليم أسوان وسط طلاب أولى ابتدائي فى أول يوم دراسة    العبور يستعد لدوري القسم الثاني ب «15صفقة» جديدة    بلد الوليد يتعادل مع سوسيداد في الدوري الإسباني    اندلاع حريق بمزارع نخيل بقرية القصر في الوادي الجديد    الأرصاد: غدًا أول أيام فصل الخريف فلكيًا.. والعظمى بالقاهرة 32 درجة    استدعاء الفنان محمد رمضان وابنه لتحقيق عاجل بتهمة التعدي على طفل بأكتوبر    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم «توك توك» بدراجة نارية بالدقهلية    بالصور.. إصلاح كسر ماسورة مياه بكورنيش النيل أمام أبراج نايل سيتي    رئيس جامعة المنصورة الأهلية يتفقد إجراءات الكشف الطبي على الطلاب الجدد    حميد الشاعري: منحت لشركة حق استغلال بصمة صوتي بالذكاء الاصطناعي بعد وفاتي    أزمة صحية في قرية أبو الريش بمحافظة أسوان.. هل هو فيروس مجهول؟ (تفاصيل)    صحة مطروح: تقديم 67 ألف خدمة طبية منذ انطلاق مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان    المنتج هشام عبدالخالق: يجب رفع إنتاج الأفلام المصرية إلى 60 فيلما سنويا    أخبار الأهلي: تأجيل أول مباراة ل الأهلي في دوري الموسم الجديد بسبب قرار فيفا    رئيس الوزراء يتفقد مجمع مصانع شركة إيفا فارما للصناعات الدوائية    قصور الثقافة تختتم أسبوع «أهل مصر» لأطفال المحافظات الحدودية في مطروح    رابط الحصول على نتيجة تنسيق الثانوية الأزهرية 2024 بالدرجات فور إعلانها عبر الموقع الرسمي    مبادرات منتدى شباب العالم.. دعم شامل لتمكين الشباب وريادة الأعمال    اليوم العالمي للسلام.. 4 أبراج فلكية تدعو للهدوء والسعادة منها الميزان والسرطان    محافظ المنوفية يتابع الموقف النهائي لملف تقنين أراضي أملاك الدولة    «جنايات الإسكندرية» تقضي بالسجن 5 سنوات لقاتل جاره بسبب «ركنة سيارة»    بطاقة 900 مليون قرص سنويًا.. رئيس الوزراء يتفقد مصنع "أسترازينيكا مصر"    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 475 من كبار السن وذوي الهمم بمنازلهم في الشرقية    ضبط شركة إنتاج فني بدون ترخيص بالجيزة    مباشر مباراة ليفربول وبورنموث (0-0) في الدوري الإنجليزي لحظة بلحظة    مبادرة بداية جديدة.. مكتبة مصر العامة بدمياط تطلق "اتعلم اتنور" لمحو الأمية    استشهاد 5 عاملين بوزارة الصحة الفلسطينية وإصابة آخرين في قطاع غزة    اسكواش - نهائي مصري خالص في منافسات السيدات والرجال ببطولة فرنسا المفتوحة    داعية إسلامي: يوضح حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم    توجيهات عاجلة من مدبولي ورسائل طمأنة من الصحة.. ما قصة حالات التسمم في أسوان؟    عالم بوزارة الأوقاف يوجه نصائح للطلاب والمعلمين مع بدء العام الدراسي الجديد    باندا ونينجا وبالونات.. توزيع حلوى وهدايا على التلاميذ بكفر الشيخ- صور    زاهي حواس: مصر مليئة بالاكتشافات الأثرية وحركة الأفروسنتريك تسعى لتشويه الحقائق    بسمة بوسيل تنشر إطلالة جريئة لها.. وتغلق التعليقات (صور)    في يوم السلام العالمي| رسالة مهمة من مصر بشأن قطاع غزة    هل الشاي يقي من الإصابة بألزهايمر؟.. دراسة توضح    18 عالما بجامعة قناة السويس في قائمة «ستانفورد» لأفضل 2% من علماء العالم (أسماء)    حكاية بطولة استثنائية تجمع بين الأهلي والعين الإماراتي في «إنتركونتيننتال»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    فيديو|بعد خسارة نهائي القرن.. هل يثأر الزمالك من الأهلي بالسوبر الأفريقي؟    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    ضحايا جدد.. النيابة تستمع لأقوال سيدتين يتهمن "التيجاني" بالتحرش بهن في "الزاوية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رأس سيدنا الحسين..
مشهده قلبي
نشر في الأهرام اليومي يوم 04 - 05 - 2013

ولأنه كان عالم الآثار الإسلامية القدير, والمرجع الثقة المتفرد لتاريخ كل أثر إسلامي في أنحاء العالم, المتتبع لخطوات الحضارة الإسلامية وفتوحاتها ومدها وجزرها..
الذي أوكل إليه تجديد قبة الصخرة بالقدس وجامع محمد علي بالقلعة ليعودا علي نسقهما الأول.. من كانت مراجعه ومخطوطاته الأثرية تضيق بها أرفف مكتباته في منزله لتخرج مصطفة مفهرسة علي درجات السلم من شقته بالدور الخامس الكائنة في5 شارع المطيعي بشبرا هبوطا لبسطة الدور الأول.. من قام بإثراء المكتبة الإسلامية بمؤلفات ضخمة تضم تأريخا زمنيا ووصفيا وهندسيا وتصويريا بعدسته الخاصة لجميع المساجد والمزارات والقباب والقلاع والحصون والبوابات والأسواق والأسبلة الإسلامية أينما وجدت وفي أي أرض تكون..
وإليه يرجع الفضل في ترميم العديد منها أيام كان هناك ما يسمي مصلحة الآثار الإسلامية.. العالم الأثري المهندس حسن عبدالوهاب.. من كان لي بمثابة الوالد والجامعة التي تخرجت فيها عاشقة للآثار الإسلامية ليغدو مرتع طفولتي بجواره بين غابة أعمدة مسجد السلطان حسن أتأمل علي هدي مشورته كيف أبدع المهندس الإسلامي في تصميم كل جهة من قواعد الأعمدة الرخامية اللامتناهية في الصحن الكبير بلوحة تشكيلية بارزة لا تتكرر من فنون الأرابيسك.. من هذا المنطلق كانت ثقتي كبيرة في صدق أستاذي عندما كان يأتي شرحه حول رأس الحسين والاحتمال الكبير بدفنها في مسجده بالقاهرة, وكان قد أشرف علي تجديده في عام1965 حيث كان هناك شباك من الطوب المسدود يطل مباشرة علي سرداب الدفن الذي يقال إنه يحوي الرأس الشريف في حجرة يتوسطها طست من الذهب وضع علي كرسي من الأبانوس حيث يقال إن رأس الحسين قد وضع في كيس حريري فوقه منذ عام549 ه, وقد عثر في غرفة المرقد علي مقصورة خشبية من أجود أنواع الأخشاب الهندية محفوظة الآن في متحف الفن الإسلامي تحت رقم15025 وقد عثر عليها العالم حسن عبدالوهاب ملاصقة لجدار الغرفة التي تقع تحت أرض القبة الحالية لمشهد سيدنا الحسين بالقاهرة.. هذا وهناك لوح من خشب معطر بالمسك, لم يزل موجودا أعلي واجهة المسجد من الداخل, وكان ابن طلائع الوزير الفاطمي ذو الكلمة النافذة في حكم الدولة الفاطمية بمصر قد وضع اللوح كدرة تاج للمسجد الحسيني وذلك لأنه كان بمثابة مغسلة لرأس سيدنا الحسين, ويؤيد هذه الرواية ما كشفت عنه الحفائر التي أجريت عام1945 من وجود مبان بجوار الجهة الشرقية للواجهة البحرية لجامع الصالح طلائع عليها كتابات أثرية منها ادخلوها بسلام آمنين ومن المرجح كما يقول الأثريون أن تكون هذه الآية من بقايا المشهد الذي بناه طلائع مجاورا لمسجده لكي يدفن فيه رأس الإمام الحسين كما ذكره ابن دقاق.. ومن أهم المعلومات التي أخذتها عن العالم المصري حسن عبدالوهاب أن مولد الحسين الذي نحتفل به في مصر لم يكن يوم خروجه إلي الدنيا وإنما يوم دفن رأسه بالقاهرة, في منتصف العام الثامن والأربعين بعد المائة الخامسة من الهجرة.. فقد ولد الحسين عليه السلام في الخامس من شعبان في السنة الرابعة من الهجرة النبوية الشريفة.. ومما ذكره المقريزي في خططه أن الرأس نقل في يوم الأحد الثامن من جمادي الآخرة548 ه, الموافق31 أغسطس1153 م, وقد عثر الباحثون بالمتحف البريطاني بلندن علي نسخة خطية محفوظة من تاريخ آمد لابن الأورق المتوفي عام572 ه وهي مكتوبة عام560 ه أي قبل وفاته باثنتي عشرة سنة ومسجلة بالمتحف المذكور تحت رقم5803 شرقيات قد أثبت فيها صاحب هذا التاريخ بالطريق اليقيني أن رأس الإمام الحسين قد نقل من عسقلان إلي مصر عام549 ه أي في عهد المؤرخ وتحت سمعه وبصره وبوجوده ومشاركته ضمن أهل مصر الذين خرجوا عن بكرة أبيهم لاستقبال الرأس الشريف, وهو ما تؤكده أيضا مفتشة الآثار المصرية عطيات الشطوي التي أشرفت علي تجديد قبة الحسين في القرن الماضي قائلة إن وثائق هيئة الآثار تؤكد أن رأس الإمام الحسين قد نقل من عسقلان إلي القاهرة..
تزينت مصر الفاطمية ورفعت الأعلام ووقف الخلق جميعا يتطلعون إلي الأفق وأضيئت المصابيح انتظارا وشوقا لانبلاج موكب النور الذي يحمل رأس سيدنا الحسين من قال عنه نبي المرسلين: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا.. المصريون جميعا يحبون الحسين وآل الحسين.. إن مثله لا يموت.. الشهيد لا يموت.. من عاتب الرسول فاطمة ابنته علي بكائه قائلا: أو ما علمت أن بكاءه يؤذيني.. الحسين الذي رفع المصطفي قدميه الصغيرتين علي ساقيه يرقصه: ترق.. ترق, فمازال الصغير يرقي حتي يضع قدميه علي صدر جده الذي يقول له: افتح فاك وقبلني فيفتحه, فيقبله صلوات الله عليه قائلا: اللهم إني أحبه فأحبه وأحبب من يحبه.. ويثقل المرض علي نبي الله ويغص البيت النبوي بمن فيه فيقول صلي الله عليه وسلم: ادعوا لي الحسن والحسين.. فجاء بهما والدهما علي إليه, فجعل يلثمهما حتي أغمي عليه, فرفعهما علي بعيدا, ففتح النبي عينيه قائلا له: دعهما يتمتعان مني وأتمتع منهما, فإنهما سيصيبهما بعدي أثرة ثم قال: أيها الناس إني خلفت فيكم كتاب الله وسنتي وعترتي, فالمضيع لكتاب الله كالمضيع لسنتي, والمضيع لسنتي كالمضيع لعترتي, أما إن ذلك لن يفترقا حتي اللقاء علي الحوض.. لقد ترامت إلي أسماع مصر أن الصليبيين لا يحملون في صدورهم تقديرا للمقدسات الإسلامية, بل وقد أصبحت نهبا لجنودهم الذين جاءوا إلي الشرق طمعا في كنوزه ولياليه الزاخرة بنساء الشرق الفاتنات, مما أوجس القلق في نفس الوزير الفاطمي ابن طلائع العالم والشاعر والقارئ الجيد للتاريخ الذي أرقه احتمال انتهاك قبر حفيد الرسول بعسقلان التي استقرت بها الرأس منذ موقعة كربلاء عام61 ه بعدما اجتزها شمر بن ذي الجوشن وذهب بها إلي يزيد بن معاوية في الشام لينال مكافأته بولاية إحدي المدن الإسلامية, فأمعن يزيد في فحشه وعلق الرأس علي أبواب دمشق ليزيد الناس إرهابا, وبعدها تظل الرأس بخزائن السلام بدمشق بعد وفاته لتستقر كما ذكر المؤرخون بعسقلان لمدة خمسة قرون حتي اشتدت وحشية الحملات الصليبية علي فلسطين فخاف ابن طلائع عليها وأوعز لخليفته الفائز في مصر بالتفاوض مع بلودين الثالث قائد الحملة الصليبية علي عسقلان علي دفع رشوة ضخمة مقابل كنز الإسلام الذي لا يعوض, وكان قد نما إلي علمه سوء أوضاع الحملة المالية, ومن هنا تم الاتفاق علي دفع ثلاثين ألف دينار ذهبيا مقابل الرأس الجليل, وتم تحقيق المراد ليحمله ابن طلائع علي صدره من عسقلان في موكب مهيب إلي مصر المحروسة مثوي آل البيت الكرام.. ويومها قام جميع المصريون بخلع نعالهم زيادة في مراسم التقديس وكأنما أرض مصر كلها كعبة محرمة, وجرت مراسم التسليم الشريفة عند حدود الصالحية للموكب السلطاني لتوضع في كيس من الحرير الأخضر وتحمل فوق كرسي من الأبانوس من خلفها القوم مهللين مكبرين حتي بوابة مسجد الطلائع الذي تم بناؤه علي عجل في الجهة الشرقية المقابلة لباب زويلة بالقاهرة..
رأس الحسين سيد شباب أهل الجنة موجود في مسجده الحسيني بالقاهرة وهو ما أكدته روايات مشايخ الأزهر الشريف كالشيخ الشبراوي, والإمام المحدث المنذري, والحافظ بن دحية, والحافظ نجم الدين الغيطي, والإمام مجد الدين بن عثمان, والإمام محمد بن بشير, والقاضي محيي الدين بن عبدالظاهر, والقاضي عبدالرحيم وعبدالله الرفاعي المخزومي, وابن النحوي, والشيخ القرشي, والشيخ الشبلنجي, والشيخ حسن العدوي, والشيخ المناوي, والشيخ الأجهوري, وأبوالمواهب التونسي وابن ميسر القلقشندي, وعلي بن أبي بكر, وابن إياس, والجوزي, والحافظ السخاوي.. الخ.. الخ.. ويذكر التاريخ أن حريقا قد أضرم في المشهد الحسيني عام1248 م لكنه لم يلبث أن تم ترميمه ولذلك فإنه عندما زاره الرحالة ابن بطوطة في زيارته لمصر حوالي1327 م وصفه بقوله: ومن المزارات الشريفة المشهد المقدس العظيم الشأن, حيث رأس الحسين بن علي عليهما السلام وعليه رباط ضخم عجيب البناء علي خشب أبوابه حلقات من الفضة وصفائحها وهو موفي الحق من الإجلال والتعظيم.. وقال الشعراني في طبقات الأولياء إن الوزير صالح طلائع بن رزيك خرج هو وعسكره حفاة إلي الصالحية, فتلقي الرأس الشريف ووضعه في كيس من الحرير الأخضر علي كرسي من الأبنوس وفرش تحته المسك والعنبر والطيب, ودفن في المشهد الحسيني قريبا من خان الخليلي في القبر المعروف.. وقال السائح الهروي في الإشارات إلي أماكن الزيارات: وبها أي عسقلان مشهد الحسين رضي الله عنه: كان رأسه بها, فلما أخذتها الفرنج نقله المسلمون إلي مدينة القاهرة سنة549 ه.. وجاء في كتب المتصوفة أن الرأس جاء إلي القاهرة مع زوجة الحسين الفارسية عنهشاه زنان بنت كسري يزدجرد الثالث آخر ملوك الفرس الملقبة في مصر بأم الغلام واسمها معناه بالعربية ملكة النساء التي فرت من كربلاء علي فرس, وهي أم الإمام علي بن الحسين الملقب بزين العابدين, أما زوجات الحسين الأخريات فهن أم علي الأكبر الذي استشهد يوم عاشوراء وهي ليلي بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي.. و..الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي وهي أم عبدالله الصغير الرضيع الشهيد بكربلاء وسكينة.. وأم اسحاق بنت طلحة بن عبدالله وهي أم فاطمة بنت الحسين.. وقد رزق الحسين عشرة أولاد من الذكور وأربعة من الإناث.. و..هناك زوجة أخري للحسين اسمها زينب بنت إسحق التي كانت زوجة لعبدالله بن سلام القرشي والي العراق من قبل معاوية وكانت أشهر فتيات زمانها جمالا مما جعل يزيد بن معاوية يقع في حبها ويخفي لواعج حبه عن أهله حتي عرف بأمره خصيان وعبيد قصره فأفشوا سره, فلما علم معاوية السر في سقم يزيد وتدلهه أرسل في طلب عبدالله بن سلام مستدعيا في اللقاء أبا هريرة وأبا الدرداء قائلا لهما: إن له ابنة يريد زواجها ولا يرضي لها بعلا سوي ابن سلام لدينه وفضله وشرفه ورغبته الشخصية في تكريمه وتقريبه.. فخدع ابن سلام بما بلغه وفاتح معاوية في خطبة ابنته تلك, فما كان من معاوية إلا أن وكل أمر ابنته إلي أبي هريرة ليبلغها ويستمع لجوابها الذي أتي منها كما اتفقت مع أبيها من أنها لا تكره ما اختاروه ولكنها تخشي حياة الضرائر وتشفق أن يسوقها ذلك إلي ما يغضب الله, فطلق ابن سلام زوجته زينب الحسناء وطالب من معاوية إنجاز وعده علي عجل, فإذا به متحايلا كعادته قالبا للأوضاع كما عهده التاريخ ويقول بلسان ابنته إنها تتوجس من رجل يطلق زوجته وهي ابنة عمه وأجمل نساء عصره.. وقيل إن الحسين سمع بهذه المكيدة فسأل أبا هريرة أن يذكره عند زينب خاطبا.. فصدع أبو هريرة لأمره قائلا لزينب: إنك لا تعدمين طلابا للزواج خيرا من زوجك السابق عبدالله بن سلام فسألته: من؟! قال: يزيد بن معاوية والحسين بن علي, وهما معروفان لديك بأحسن ما تبتغينه في الرجال.. فاستشارته في أيهما تختار فقال: والله لا أختار فم أحد علي فم قبله رسول الله في أن تضعين شفتيك موضعه.. فأجابته من فورها: لا أختار علي الحسين بن علي أحدا.. فعقب معاوية متغيظا:
أنعمي أم خالدرب ساع لقاعد
ولم يلبث الحسين أن ردها فورا إلي زوجها قائلا: ما أدخلتها بيتي رغبة في مالها ولا لجمالها, ولكن أردت إحلالها لبعلها.. فإن صحت هذه القصة وهي متواترة في تواريخ الثقات وقام بذكرها عباس محمود العقاد صاحب العبقريات فقد ازدادت الخصومة بين النقيضين.. الحسين ويزيد.. بين الحسين سليل بني هاشم نجوم الرئاسة الدينية, ويزيد حفيد عبد شمس الغاطسون في التجارة والرئاسة السياسية.. النقيض بين أخلاقيات الصراحة وسلوكيات المساومة.. بين الإيمان والحيلة علي النجاح.. بين أشد الآباء حدبا علي الأبناء وعطفا علي النساء الذي كان من وفاء زوجاته بعد مماته أن الرباب جاء إليها من يخطبها من أشراف قريش بعد مقتله فقالت: ما كنت لأتخذ حما بعد رسول الله ويكفيني قول الحسين فينا أنا وابنتي سكينة:
لعمرك إنني لأحب دارا تكون بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل كل مالي وليس لعاتب عندي عتاب
هذا بينما أم يزيد ميسون بنت مجدل الكلبية سليلة النسب العريق التي كرهت العيش مع معاوية أبيه تقول:
للبس عباءة وتقرعينيأحب إلي من لبس الشفوف
وبيت تخفق الأرواح فيهأحب إلي من قصر منيف
وخرق من بني عمر فقير حب إلي من علج عنيف
فأرسلها معاوية إلي باديتها, فنشأ يزيد مع أمه بعيدا عنه..
الفارق بين الشهيد وقاتله.. الحسين ويزيد.. بين من أوتي ملكة الخطابة وطلاقة اللسان وحسن البيان منذ طفولته وصباه حتي أن أعرابيا دخل المسجد الحرام ليسأل الحسين: إني جئتك من الهرقل والجعلل والأيتم والهمهم فتبسم الحسين مفسرا له ما أراد من أن الهرقل هو ملك الروم, والجعلل هو قصار النخل, والأيتم هو بعض النبات, والهمهم الغدير الغزير الماء, وفي تلك الكلمات أوصاف البلاد التي جاء منها وإشارة إليها, فقال الإعرابي ما رأيت أحسن من هذا الغلام كلاما ومنطقا, ومن كلامه المرتجل قوله في توديع أبي ذر الغفاري عندما أخرجه عثمان من المدينة بعد أن أخرجه معاوية من الشام: يا عماه.. إن الله قادر علي أن يغير ما قد تري. والله كل يوم في شأن.. وقد منعك القوم دنياهم ومنعتهم دينك, وما أغناك عما منعوك وأحوجهم إلي ما منعتهم, فاسأل الله الصبر والنصر, واستعذ به من الجشع والجزع, فإن الصبر من الدين والكرم, وإن الجشع لا يقدم رزقا والجزع لا يؤخر أجلا.. حسين من تربي علي الشجاعة كما تلقاها في الدم بالوراثة فبرع في فنون الفروسية والمصارعة ولعبة تشبه الجولف عند الأوروبيين كانوا يسمونها المداحي.. الحسين المحب للطيب والبخور والعاشق للزهر والريحان, الذي يروي أنس بن مالك أنه كان عنده فدخلت عليه جارية بيدها طاقة من ريحان فحيته بها فقال لها: أنت حرة لوجه الله تعالي فسأله أنس متعجبا: جارية تجيئك بطاقة ريحان فتعتقها؟!! قال الحسين: كذا أدبنا الله فقد قال تبارك وتعالي:( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها).. وكان أحسن منها عتقها.. وكان ميالا للفكاهة ويأنس في أوقات راحته لأحاديث أشعب ونوادره, وكانت له صلوات يؤديها غير الصلوات الخمس, وأيام من الشهر يصومها غير رمضان, وقد عاش57 سنة بالحساب الهجري حج فيها إلي بيت الله خمسا وعشرين حجة ماشيا.. وكان الحسين يشبه رسول الله صلي الله عليه وسلم من رأسه إلي قدمه, وكان شديد البياض حتي كان يهتدي إلي موضعه في الليل المدلهم لشدة بياض وجهه ونحره.. هذا بينما كان يزيد ولعا بالصيد ورياضة الحيوانات ولاسيما الكلاب والقرود مما يشغله عن تحصيل المعارف, وكان له قرد يدعوه أبا قيس يلبسه الحرير ويطرزه بالذهب والفضة ويحضره معه في مجالس الشراب, ويركبه أتانا في السباق ويحرص أن يراه متجليا علي رأس الجياد وفي ذلك قوله لأبي قيس:
تمسك أبا قيس بفضل عنانها
فليس عليها إن سقطت ضمان
ألا من رأي القرد الذي سبقت به
جياد أمير المؤمنين أتان
وكانت شجاعة الحسين فضيلة ورثها عن الآباء وأورثها الأبناء بعده, وقد شهد الحروب بأفريقيا الشمالية وطبرستان والقسطنطينية, وحضر مع أبيه وقائعه جميعا من الجمل إلي صفين, وليس من هو أشجع قلبا من الحسين في يوم كربلاء.. حتي قال عنه غاندي: عندما طالعت حياة الحسين شهيد الإسلام الكبير ودققت في شجاعته, في كربلاء, اتضح لي أن الهند إذا ما أرادت إحراز النصر فلابد لها من اقتفاء سيرة الحسين هذا بينما يزيد يتثاقل ويتمارض حتي لا يشارك في الحروب مثلما كان عندما سير أبوه جيش سفيان بن عوف إلي القسطنطينية لغزو الروم وللدفاع عن بلاد الدولة الأموية, فمكث يزيد في قصره متمارضا يدندن أشعار اللهو ومنها:
ما إن أبالي بما لاقت جموعهم
الأمر سيان فعندي أم كلثوم
فأقسم أبوه حين بلغه قول الابن ليلحقه بالجيش ليدرأ عنه عار النكوص عن الحرب بعد شيوع دندناته في خلواته.. و..تجمع الروايات علي إدمان يزيد للخمر وشغفه باللذات, وقد مات بذات الجنب وهو لم يتجاوز السابعة والثلاثين ولعلها إصابة في الكبد من الإدمان, وكان قد عاني في صباه من مرض الجدري لتبقي آثاره في وجهه إلي آخر العمر.. هذا ولم يكن في معسكر يزيد رجل يعينه علي الحسين إلا وهو طامع في مال, مستميت في طمعه استماتة من يهدر الحرمات ولا يبالي بشيء منها في سبيل الحكام, وإذا ما كان لأبيه معاوية مستشارون من ذوي الرأي كعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة فلم يبق ليزيد مستشار واحد ممن يسمون بناة العروش وإنما بقيت شرذمة جلادين يقبضون أجر القتل في حينه, وشر هؤلاء شمر بن ذي الجوش الأبرص كريه المنظر قبيح الصورة من ينسي الدين في حضرة المال, ومسلم بن عقبة الأعور الذي كان كمن يقلع رجليه من وحل إذا مشي والذي بلغ من ضراوته وهو الشيخ المريض أن أباح القتل في المدينة حتي ساخت الأقدام في الدم وقتل أبناء المهاجرين والأنصار وذرية أهل بدر حتي بلغ القتلي في تقدير الزهري سبعمائة من علية القوم.. ومستشاره عبيد الله بن زياد المتهم في نسبه بقريش, فقد كان مجهول الأب حتي كانوا يسمونه زياد بن أبيه ثم ألحقه معاوية بأبي سفيان الذي اعترف بأنه كان قد سكر ليلة بالطائف فالتمس بغيا فجاءوه بجارية فقالت له بعد مولد زياد أنها حملت به في تلك الليلة, وكانت أم عبيد الله تلك جارية مجوسية تدعي مرجانة فكانوا يعيرونه بها وينسبونه إليها, وكان ألكن اللسان لا تستقيم علي لسانه حروف العربية فأراد مرة أن يقول اشهروا سيوفكم فقال افتحوا سيوفكم, ولم يكن أهون لديه من قطع الأيدي والأرجل.. ومن مستشاري زيد كان عمر بن سعد بن أبي وقاص الذي أطاع عبيد الله في موقعة كربلاء وكان ممن قاتل الحسين وذويه وساق نساء الحسين بعد مقتله علي طريق جثث القتلي التي لم تزل مطروحة بالعراء.. هذا بينما كان للحسين أعوان إذا بلغ أحدهم حده فهو شهيد ومن هنا كانت معركة كربلاء حرب جلادين وشهداء.. كربلاء التي عرفت قديما باسم كور بابل التي شاء القدر أن يساق إليها ركب الحسين بعد أن حيل بينه وبين كل وجهة أخري فاقترن تاريخها منذ ذلك اليوم بتاريخ الإسلام كله..
في كربلاء أقبل الطفل الصغير علي بن الحسين علي أبيه بعد أن علم أنهم مخيرون بين الموت والتسليم فسأله:
- ألسنا علي الحق يا أبي؟
فقال الوالد المنجب للنجيب:
- بلي والذي يرجع إليه العباد.
قال الصغير:
- فإذن لا نبالي!
وتبدأ الحرب بين الكرم واللؤم, وبين النور والظلام, ويسأل الحسين الفرزدق المحب لآل البيت, عن الحال فيقول له: قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية, والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء, ويري الحسين ولده عبدالله يتلوي من ألمه وعطشه, وقد بح صوته من البكاء, فحمله علي يده يهم أن يسقيه من مورد الماء قائلا للقوم: اتقوا الله في الطفل إن لم تتقوا الله فينا فسدد رجل من نبالة الكوفة قوسه ورمي الطفل بسهم وهو يصيح ليسمعه الجوش: خذ اسقه هذا.. فنفذ السهم إلي أحشائه! ولما اشتد عطش الحسين دنا من الفرات ليشرب فرماه حصين بن نمير بسهم وقع في فمه, فانتزعه الحسين وجعل يتلقي الدم بيديه فامتلأت راحتاه باللون القاني, فنثره إلي السماء وقد شخص ببصره إليها هاتفا: إن تكن حبست عنا النصر من السماء, فاجعل ذلك لما هو خير منه, وانتقم لنا من القوم الظالمين و..كان مع الحسين اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا, ومع معسكر ابن زياد أكثر من أربعة آلاف يكثر فيهم الفرسان وراكبو الإبل ويحملون صنوفا مختلفة من السلاح.. وتعجز خيل القوم مع كثرتها عن مقاومة خيل الحسين فيبعثون بخمسمائة من الرماة يرشقون أصحاب الحسين بالنبل حتي عقروا الخيل وجرحوا الفرسان والرجال, واستهدف الحسين رضي الله عنه لأقواس القوم وسيوفهم.. وظل علي حضور ذهنه وثبات جأشه وهو يقاسي جهد العطش والجوع ونزف الجراح ومتابعة القتال, ولايزال كلما أصيب عزيز حمله إلي جانب إخوانه وفيهم رمق ينازعهم وينازعونه وينسون في حشرجة الصدور ما هم فيه فيطلبون الماء ويخرط لهم في قلبه كلما أعياه الجواب, وأنه لفي هذا كله, وبعضه يقصم الكواهل فإذا بالرماح والسيوف تنهال من كل جانب, وإذا بالقتل يتعدي الرجال إلي الأطفال من آل بيته, ويسقط كل من معه واحدا بعد واحد, وكان غلام من آل الحسين وهو عبدالله بن الحسن أخيه ينظر من الخيام فرأي رجلا يضرب عمه الحسين بالسيف ليصيبه حين أخطأ زميله, فهرول الغلام إلي عمه صائحا ببراءة الطفولة:
- يا ابن الخبيثة.. أتقتل عمي؟
فضربه الرجل بالسيف يريد قتله, فتلقي الغلام ضربته بيده فانقطعت وتعلقت بجلدها فعانقه عمه مواسيا وهو مشغول بدفاع من يليه.. و..سقط الثلاثة الذين بقوا معه لينفرد وحده بقتال الجيوش الزاحفة, ويهم المتقدمون بالإجهاز عليه ثم ينكصون تحرجا من قتله.. وهنا ثارت ثائرة شمر بن ذي الجوش آمرا الرماة برشقه بالنبال عن بعد, فاندفعوا إليه تحت عيني شمر مخافة من وشاية وقام زرعه بن شريك التميمي يضربه علي يده اليسري فقطعها, وضربه آخر علي عاتقه فخر علي وجهه, وظل يقوم ويكبو وهم يطعنونه بالرماح ويضربونه بالسيوف حتي سكن حراكه لتوجد بعد موته رضوان الله عليه ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة سيف غير إصابات النبل والسهام التي أحصاها بعضهم فإذا هي مائة وعشرون.. وتملك خولي بن يزيد الأصبحي رعدة في يديه وجسده عندما يهم ليجز رأسه فينحيه شمر بعيدا ليقوم بأدنأ جريمة في التاريخ.. الحسين القتيل الذي أنبأ الرسول صلي الله عليه وسلم عن لوعة مقتله بقوله: إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا.. وينهض رجل جريح من بين الموتي لا يضن بالرمق الأخير في سبيل إيمانه فيلتمس سيفه فإذا هم قد سلبوه, ولا تقع أصابعه إلا علي مدية صغيرة لينطلق ميتا يثخن في الأعداء قتلا وجرحا حتي أفاقوا له ليتعاون علي قتله من جديد رجلان, ولولا سراويل ممزقة لبسها الشهيد وتعمد تمزيقها ليتركوها علي جسده لوطأوه بالخيل وظهر عاريا بعد مقتله.. ولم ينج غير الصبي علي زين العابدين لأنه كان مريضا علي حجور النساء يتوقعون له الموت اليوم أو غدا.. نجا زين العابدين في لحظة عابرة ليحفظ نسل الحسين من بعده, ولولا ذلك لباد النسل وطوي.. وهكذا لم تنقض في ذلك اليوم العصيب خمسون عاما علي انتقال النبي محمد صلي الله عليه وسلم إلي ربه فإذا بموكب الأحزان يجوب الصحراء من مدينة بعد مدينة: سباياه بنات محمد حواسر علي المطايا وأعلامه رءوس أبنائه علي الحراب!!
وحدث بعد موت يزيد أن بويع ابنه معاوية الثاني بالشام وكان من الزاهدين في الحكم فنادي الناس إلي صلاة جامعة وقال لهم: أما بعد فإني قد ضعفت عن أمركم فابتغيت لكم واحدا مثل عمر بن الخطاب حين استخلفه أبوبكر فلم أجده, فابتغيت ستة رجال مثل ستة الشوري فلم أجدهم, فأنتم إذا أولي بأمركم فاختاروا للحكم من أحببتم ثم أوي إلي بيته ومضت شئون الدولة علي حالها بقوة الدفع حتي مات بعد ثلاثة أشهر.. و..عندما نعي الحسين في الكوفة نادي واليها ابن زياد إلي الصلاة جامعة, وصعد إلي المنبر, وخطب في القوم قائلا: الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله, ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه وقتل الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي وشيعته, فلما أتمها وثب له من جانب المسجد شيخ ضرير هو عبدالله بن عفيف الأزدي الذي ذهبت إحدي عينيه يوم الجمل وذهبت عينه الأخري يوم صفين, فصاح بالوالي غداة يوم انتصاره وزهوه: يا ابن مرجانة! أتقتل أبناء النبيين وتقوم علي المنبر مقام الصديقين؟ إنماالكذاب أنت وأبوك والذي ولاك وأبوه فلما طلع عليه الصباح إلا وهو مصلوب..
معاوية المحارب بالسيف والسم من كان شعاره إن لله جنودا من العسل وكان يعني العسل المسمم ليخلي الطريق من كل معترض ولو كان من الأصدقاء.. فكثرت روايات المؤرخين عن مقتل الحسن بن علي, والأشتر النخعي وعبدالرحمن بن خالد من كان نصيرا لمعاوية في حروب الشام إلا أنه قتل بالسم لترشيحه للخلافة بعد معاوية بدلا من ابنه يزيد بهؤلاء الجنود المعسلين!
وحسب الحسين أنه وحده في تاريخ هذه الدنيا الشهيد ابن الشهيد أبو الشهداء في مئات السنين.
ويظل السؤال قائما وتبقي الإجابات بلا قول فصل.. أين دفن رأس الشهيد.. في المدينة حيث ذكر أن يزيد بعث برأس الحسين إلي عامله بالمدينة عمرو بن سعيد بن العاص يأمره بدفنه بالبقيع عند قبر أمه فاطمة.. أو أنه قد دفن في دمشق في باب الفراديس حيث يعرف مكانه بمسجد الرأس.. ويقال إنه مدفون بمسجد الرقة علي الفرات عندما قال يزيد والرأس بين يديه: لأبعثنه إلي آل معيط عند رأس عثمان وكانوا بالرقة, فبعثه إليهم فدفنوه في بعض دورهم.. وقيل إنه دفن في مرو ببلاد فارس عندما استولي أبومسلم الخراساني علي دمشق فنقل الرأس الشريف إلي مرو ودفن فيها في دار الإمارة.. وقيل دفن في عسقلان عندما أمر يزيد بن معاوية بالطواف بالرأس في البلاد فلما انتهي الطواف في عسقلان دفنه أميره فيها.. وقيل إنه في القاهرة كما روي ابن الجوزي من أن الخلفاء الفاطميين قد نقلوه من باب الفراديس إلي عسقلان ثم نقلوه إلي القاهرة, حيث مشهده العظيم..
و..في رحلتي خلف الرأس الشريف أجدني رغم قول ابن تيمية من أن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين وأنه لما بلغه النبأ أظهر التوجع.. أجدني داعية:
يارب.. فليذهب الأوغاد كلهم إلي نار الجحيم
يارب.. لا تترك عليها ظالما أو غادرا أو خائنا أو كاذبا حتي يحل به انتقامك
يارب.. عاملهم بعدلك لا بواسع رحمتك
أنادي.. دعوت الواحد القهار والجبار
لا أدعو العفو ولا الرحيم
إيه.. يا رأس الشهيد
إيه.. يا رأس البطل
الشهيد كلمة حق..
وما شرف الرجل سوي كلمة..
الكلمة نور..
وبعض الكلمات قبور..
أجدني مرتاحة لبراهين وإثباتات ووثائق وآثار موجودة بيننا في مصرنا لأظل أنال كل الرضا في رحلتي الروحية لآل البيت من السيدة لسيدنا الحسين مرددة:
وسدوه بين أضلعي وانثروا حوله قلبي
لا تطلبوا رأس الحسين بشرق أو بغرب
ودعوا الجميع وعرجوا نحوي فمشهده قلبي
[email protected]
لمزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.