سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تسمم طلاب الأزهر.. إهمال بطعم السياسة الرئيس يتابع ومستشاره يطمئن علي المصابين والإخوان ترفض استباق النتائج.. الطيب يتوجه من المطار إلي مكتبه ومسئول التغذية يتهم اتحاد الطلبة
واقعة التسمم لما يقرب من مائتي طالب بالمدينة الجامعية بالأزهر للمرة الثانية خلال شهر أعادت طرح الأسئلة الساخنة مرة أخري.. هل هذا التسمم يرجع إلي خطايا الإهمال التي تضرب جنبات حياتنا في كل اتجاه.. أم أن هناك أسبابا خفية كما يتردد في كواليس السياسة والسياسيين علي وجود مؤامرة تستهدف الإطاحة بشيخ الأزهر بعد وضعه في موقف حرج مع تكرار هذه الوقائع. الإجابة جاءت في ردود الفعل فقد وصف أحمد عارف, المتحدث الرسمي باسم الإخوان تكرار التسمم للمرة الثانية خلال فترة قصيرة بأنه أمر مسيء رافضا التعجل في إصدار أحكام أو تحليلات قبل بيان المعلومات, وقال إن مطالبة بعض الشباب بإقالة شيخ الأزهر هو نتيجة لصدمة الحادث, كما أن اتهام البعض للإخوان ليس عليه دليل وغير منطقي. وطالب المهندس جلال مرة الأمين العام لحزب النور بإجراءات حاسمة وجدية لمعالجة أحداث التسمم مؤكدا علي ضرورة ألا يقتصر الأمر علي توقيع الجزاءات علي بعض الموظفين ولابد من معالجة القضية من جذروها. من جانبه طالب حافظ أبو سعده, رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بمحاسبة المسئول عن تكرار تسمم طلاب الأزهر ووصف ذلك بأنه فيلم هابط يجب محاسبة المسئول عنه بتهمة الغباء السياسي علي حد قوله. وطالب أحمد كامل عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي بفتح باب التحقيق مؤكدا أن حقوق هؤلاء الطلاب لن تضيع. وقال أحمد البقري رئيس اتحاد طلاب جامعة الازهر: أن الرئيس محمد مرسي أكد له أنه يتابع الموقف بصفة شخصية, مشيرا إلي أن الرئيس أسف لتكرار هذا الحادث لأبنائه الطلاب وأنه سيتخذ موقفا حاسما لمنعها مؤكدا أن طلاب الازهر طالبوا الرئيس بصدور قرار إقالة رئيس الجامعة وتنفيذ التوصيات التي تضمنها بيان المجلس الأعلي للأزهر بتاريخ3 أبريل الماضي واجراء انتخابات رئيس الجامعة بشفافية كما حدث في أغلب الجامعات المصرية وإقالة مسئولي التغذية بالمدن الجامعية وفتح تحقيق في الحوادث المتتالية لطلاب الأزهر ومحاسبة جميع المسئولين عن الإهمال. وعلي المستوي الرئاسي أجري الدكتور محمد مرسي اتصالات لمتابعة الموقف مع كل من الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء بالإضافة إلي وزير الصحة والتعليم العالي حيث التوجيه بتوفير جميع الخدمات والرعاية للطلاب المصابين. كما كلف مستشاره الدكتور أيمن علي بالتوجه إلي مستشفي التأمين الصحي للاطمئنان علي الطلاب. أما الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر فقد توجه مباشرة من مطار القاهرة عقب عودته من الإمارات إلي مكتبه لمتابعة التطورات مع كبار مساعديه ورفض الإدلاء بأي تصريحات حول الأحداث. من جانبه أمر النائب العام المستشار طلعت عبدالله بتشكيل فريق من النيابة العامة بإشراف المستشارين محمد غراب المحامي الاول لنيابات الاستئناف ومصطفي خاطر المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة للتحقيق في واقعة التسمم الثانية التي تعرض لها طلاب المدينة الجامعية للأزهر بمدينة نصر, حيث قام فريق من النيابة بالاستماع إلي أقوال بعض الطلبة المصابين بمستشفيات الحسين الجامعي والزهراء الجامعي والتأمين الصحي بمدينة نصر الذين أقروا بأنهم عقب تناولهم وجبة الغداء وهي عبارة عن تونة وأرز وخضار وعلبة عصير شعروا بحالات قيء شديد واسهال, وتم نقلهم إلي المستشفيات لإسعافهم. كما قام فريق من النيابة العامة بإشراف المستشار محمد البشلاوي رئيس النيابة الكلية لشرق القاهرة بالانتقال إلي معاينة مطبخ المدينة الجامعية, وندب مفتش الأغذية بوزارة الصحة للانتقال للمطبخ وأخذ عينات من الأطعمة التي تناولها الطلبة وإرسالها للمعامل المركزية بوزارة الصحة لتحليلها, وطلب تحريات المباحث العامة ومباحث التموين حول ظروف وملابسات الواقعة, وقامت النيابة بالتحفظ علي الأطعمة داخل المطبخ و( تشميع المطبخ). وفجر رئيس قسم الأغذية مفاجأة مثيرة, حيث أكد أنه تقدم بمذكرة بعد ظهر أمس الأول لنائب رئيس جامعة الأزهر وتم تسليمها لقسم شرطة مدينة نصر, أشار خلالها إلي أنه فوجئ ومفتش الأغذية بالمدينة الجامعية بدخول عدد كبير من الطلبة والطالبات ومعهم نائب رئيس اتحاد الطلبة واسمه أحمد عبدالرحمن وقاموا بتصوير العمال والطباخين وكشف أواني الطهي وأصروا علي فتح أواني الطعام بشكل غريب, وهو ما يثير شبهة أنهم وضعوا مادة في الطعام أدت إلي التسمم. وأمرت النيابة مسئولي المستشفيات والأطباء بالتحفظ علي العينات التي تم أخذها من الطلبة المصابين من بقايا القيء والإسهال وإرسالها منفصلة إلي المعامل المركزية بوزارة الصحة. وقد أمهل طلاب جامعة الأزهر فرصة لإدارة الجامعة لمحاسبة المتسببين في واقعة التسمم الغذائي لمدة أسبوع لحين كشف المتورطين في الواقعة ومحاسبتهم لتكرارها للمرة الثانية خلال شهر, حيث قاموا بتأجيل مسيرتهم التي كان من المقرر تنظيمها في الساعات الأولي من صباح أمس إلي مشيخة الأزهر وقاموا باستئناف يومهم الدراسي بشكل طبيعي حتي الانتهاء من التحقيق في الواقعة. وكان محيط الجامعة قد شهد اشتباكات بين قوات الأمن والطلاب بعد إغلاق الشوارع. وفي الوقت الذي يواصل فيه الطلاب احتجاجاتهم وتنظيم المسيرات التي تجوب معظم أرجاء الجامعة رفضا لتكرار حوادث التلوث الغذائي أصدر مجلس جامعة الأزهر عددا من القرارات شملت وقف أطباء المركز الطبي بالمدينة الجامعية للبنين والبنات عن العمل, وإحالتهم للتحقيق العاجل وتعيين مدير جديد للإدارة الطبية, بالإضافة إلي تحويل الأطباء المناوبين بالطوارئ بمستشفيي الزهراء والحسين للتحقيق الفوري. كما أعلن المجلس عن تمسكه باستمرار الدكتور أسامة العبد في منصبه رئيسا للجامعة.