بطبيعة الحال عندما تكون هناك أزمة يكون هناك مستغلون. وقد تعلمنا من الأزمات المتلاحقة أن البحث عن المستغلين أهم من اجتماعات المسئولين والحلول الورقية. وربما أزمة السولار والبنزين والغاز هي الأبرز: لأنها تتعلق بحركة الناس في الشارع والبيوت, وتؤثر بشكل مباشر في حركة التجارة والنقل والمواصلات: لذلك ظهر نوع جديد من المستغلين لأزمة السولار والبنزين: وإن كانوا موجودين من قبل, لكن توسعت تجارتهم وراجت استغلالا للظروف. أيمن السيد وشهرته( أيمن تنك) سمح لنا بالكلام بشرط عدم التقاط صور له, أيمن استقطع جزءا من الرصيف وافترش مايزيد علي30 جركنا فئة25 لترا, مليئة بالبنزين والسولار, يضع أيمن خرطوما مثبتا بقمع في فوهة تنك السيارة ثم يصب فيه5 لترات لكل زبون, ولايزيد علي ذلك( نقطة واحدة) لماذا؟ لأن له زبائن دائمين يريد أن يوفر لهم حاجاتهم قبل الزبون( الطياري), ويقول أيمن: معظم زبايني من السيارات الملاكي, فالزبون يشتري اللتر بزيادة25 قرشا أفضل من أن يقف في طوابير البنزينة, وأوقاتا كثيرة لايوجد بنزين بالمحطات أما عندي ف(24 ساعة تلاقيه). وكل زبايني يعرفون أنني أبيع البنزين والسولار غير مغشوش وبأسعار معقولة, في الوقت الذي يقوم فيه أصحاب محطات البنزين بالغش, وكشف لنا أيمن عن حيلة اخترعها صاحب محطة بنزين, حيث يضيف نوعا من البودرة إلي بنزين80 الذي لايتعدي سعره90 قرشا فيتحول لونه إلي لون البنزين92 ويقوم ببيعه بسعر3 جنيهات: أي يكسب في اللتر الواحد جنيهين, ويبيع في اليوم الواحد أكثر من80 ألف لتر. وتقول( أم كريم بائعة بنزين) أرملة لديها ولدان وبنت: أصحاب البنزيمات يعطونني أولا قبل البيع للسيارات الملاكي والأجرة: لأني أشتري لتر البنزين80 ب125 قرشا, وسعره أصلا ب90 قرشا, وأقوم ببيع اللتر ب150 قرشا فقط, وكذلك السولار, وأحيانا تظل أم كريم أسبوعا بدون عمل عندما يتعذر الحصول علي الكمية المطلوبة, تقول: ساعات بتوع مديرية التموين بيشددوا علي البنزيمات ولا أجد حصتي.. ولولا متابعتي لبعض البنزيمات التي تخبئ ما أحتاجه لكنا متنا من الجوع أنا وأولادي: لأن تجارة البنزين هي مصدر رزقنا الوحيد وربنا يحمينا من مباحث التموين.