لم ألتق بالسيدة ماجدة هارون في حياتي قط.. لكنني قرأت كثيرا عن تاريخ والدها المحامي اليساري شحاته هارون, أحد الأعضاء المؤسسين لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي.. الذي رفض الهجرة إلي اسرائيل, ولم يرض بوطن آخر غير مصر. بل إنه كان من أشد المعارضين لإتفاقية كامب ديفيد للسلام, معللا رفضه بأن هذا السلام يكرس المصالح الأمريكية في المنطقة. كان هارون يري أن الحكومات العربية أمدت إسرائيل ب60% من طاقتها البشرية, وذلك عندما أرغموا سكانها من اليهود علي ترك بلادهم.. كما كان يعرب عن استيائه من محاولات بعض الحكومات العربية لدعوة هؤلاء اليهود للعودة إلي أوطانهم مرة أخري.. فقد جاءت الدعوة متأخرة, ولم تحقق نتائج عملية. ماجدة ابنته, التي حصلت علي نسبة99% من أصوات الناخبين, صارت الأسبوع الماضي هي رئيسة الطائفة اليهودية في مصر- خلفا للراحلة كارمن فاينستاين- وقد اختارت شقيقتها لتكون نائبة لها. مؤكدة إنها تشربت من والدها حب الوطن وكيفية الإخلاص له, وأنه ترك لها تركة فكرية ثقيلة.. توضح هارون أن يهود مصر جزء لا يتجزأ من نسيج الوطن. يذكر أن عدد افراد الجالية اليهودية في مصر لا يزيد علي200 يهودي, من أصل نحو ثمانين ألفا سكنوها في أواخر أربعينات القرن العشرين. وقد رحل معظم يهود مصر بدءا من حرب1948 مع اسرائيل, وصولا لأكبر موجات الرحيل التي كانت في خمسينات القرن المنصرم, بحسب فرانس برس. علما بأن اليهود اليوم يقطنون في القاهرة والإسكندرية والفيوم, وهم آخر من تبقي من الطائفة اليهودية.