قالوا عنها انها احلي واجمل من تغنت بحب الوطن بعد ام كلثوم وان من يكتب اغنية لها عليه ان يستمع مسبقا الي كل اغنياتها الناجحة. وهي لا تجامل احدا في كتابة اغنية لا تقتنع بها والعكس صحيح اذا اقتنعت باغنية تسارع بل وتجاهد من اجل التسجيل بها ولو علي نفقتها وتقدمها اهداءا للاذاعة او التليفزيون خاصة اذا كانت الاغنية في حب الوطن.. وها هي تجربتي مع الفنانة القديرة في زمن الفن الجميل ومنذ خمسة وثلاثين سنة كان معهد الموسيقي العربية بشارع رمسيس ملتقي لكبار الشعراء ومشاهير المطربين والمطربات وأساطين الموسيقي والتلحين من أمثال عبدالوهاب والسنباطي والطويل والموجي ومحمود الشريف وسيد مكاوي وأحمد صدقي وبليغ حمدي وغيرهم الذين كانوا يناوبون علي إجراء بروفات أغانيهم بحجرات المعهد وعلي خشبة مسرحه العتيق قبل تسجيلها باستديوهات الإذاعة والتليفزيون وصوت القاهرة. وذات ليلة فاجأني الموسيقار صلاح عرام قائد الفرقة الذهبية وقد خرج للاستراحة من بروفة للمطربة الكبيرة شادية يطلب مني الانتظار بعد انتهاء البروفة لمقابلتها وانتظرت حتي غادر الموسيقيون من المعهد ودخلت وسلمت عليها وكان معها الفنان عمار الشريعي وقالت شادية اتفضل اجلس أنا عندي مفاجأة كويسة لك تعرف أيه هي قلت عايز أعرف من حضرتك قالت عمار الشريعي أنا سأقدمه للمستمعين ملحنا جديدا وأنت بتكتب وطني كويس عايزة منك أغنية وطنية جديدة يلحنها عمار وسأقدمها في حفلات أكتوبر وشكرتها علي هذا التكليف وقالت توكلوا علي الله أنا عايزة الأغنية بأقصي سرعة وذهبت مع عمار إلي شقته بالجيزة وفي الطريق قال لي عمار عايزين نعمل حاجة كويسة حاجة حلوة شادية دي جرنال بيوزع مائة ألف نسخة قلت وأكثر ياعمار قال يومين وإن شاء الله تكون خلصت الأغنية وفي الطريق كتبت دخول الأغنية وأسميتها وأقوي من الزمان وفي منتصف الليل اتصلت بعماروقال لي كتبت حاجة سمعني يادرش قلت: لما كنا صغيرين.. كان لينا مكان صغير.. دايما تقابلني فيه.. لما كنا صغيرين.. كان لينا حلم أخضر... في قلوبنا عيشنا بيه.. فاكرة ياحبيبي فاكره.. فاكره زهر البنفسج... فاكره ضل الشجر.. فاكره لمسة أيديك... وحنان نظرة عينيك أيام ماكنا نسهر.. نتونس بالقمر..ونغني مع القمر يضحكلنا القمر.. واتغير الزمان.. أتغير الزمان.. واتبدل المكان... اتبدل المكان.. لكن يامصر أنتي جميلة زي ما أنتي.. وأصيلة زي ماأنتي فرح عمار بالكلام وقالي تعلالي بكره بعد العصر... ورحت في الموعد المحدد فكان عمار سعيد بالكلام... وطلب مني أن أسجله بصوتي علي جهاز الريكوردر.. وبعد شويه شربنا الشاي طلب عمار الفنانة شادية وقرأ لها الكلام وفرحت جدا خصوصا بفكرة الأغنية التي حين تسمعها تشعر بأنها أغنية عاطفية وبعد شويه تكتشف أنها أغنية وطنية جميلة في حب مصر وقالت لعمار عايزة اللحن بأقصي سرعة وخلال يومين قد انتهي عمار من اللحن وكتب النوتة الموسيقية لثلاثين عازف أعضاء الفرقة الموسيقية وبدأت شادية البروفات مع الفرقة ودخلت شادية لتجد المسرح أمتلأ عن أخره بالدارسين من طلبة وطالبات بالمعهد وبمجرد أن عزف عمار دخول الأغنية حتي التهبت أيديهم من التصفيق وطلب عمار من الحاضرين السكون حتي تنتهي الأغنية وبعد ذلك يمكنهم التصفيق. وكانت شادية في قمة فرحتها بلحن عمار الذي ستغنيه للجمهور ومن كثرة إعجابها باللحن والكلام قالت لعمار أنا سأسجل هذه الأغنية علي نفقتي الخاصة وبالفعل تم التسجيل في أستديو عمار ودفعت شادية تكاليف البروفات العشر وأجر الأستوديو لمدة يومين وأجر مهندس الصوت وأشرطة التسجيل.. وقال لها عمار في نهاية التسجيل أنا برضه متبرع باللحن ومصطفي متبرع بالكلام من أجل مصر وحبها لمصر. وقالت شادية أنا سأقدم عمار في هذه الأغنية كملحن سيكون له شأن كبير في مجال التلحين وشكر لها عمار هذا الجميل ونجحت الأغنية نجاحا مدويا خصوصا في المقطع الذي يؤكد عظمة مصر وأنها أقوي من كل التحديات وأقوي من الزمن نفسه: وأتغير الزمان... اتغير الزمان واتبدل المكان..... اتبدل المكان.. لكن يامصر انتي جميلة زي ماأنتي... وأصيلة زي ماانتي.. وأن خدعتني الأماني... أو ضاع حبي في ثواني..... أرجعلك أنتي تاني ياصاحبة المكان ياأقوي من الزمان.. كانت هذه التجربة عام1976بعد إنتصار أكتوبر بثلاث سنوات أنبهر بها المخرج الكبير محمد سالم مراقب عام المنوعات بالتليفزيون وكلف المخرج فتحي عبدالستار بتصويرها وكان رحمة الله من أشد المعجبين بالفنانة القديرة شادية وقام بتصويرها بطريقة تحكي تطور مراحلها العمرية منذ أن كانت فتاة صغيرة والي أن كبرت مع الزمن وتغير تجاعيد وجهها وهي العاشقة لمصر ونقل للمشاهد من خلال الكلمات واللحن صورة صادقة جسدت أنفعالاتها وهي تحكي قصة مصر العظيمة التي تتحدي كل الصعاب لانها بالفعل اقوي جسدت أنفعالاتها وهي تحكي قصة مصر العظيمة التي تتحدي كل الصعاب لانها بالفعل اقوي من الزمن وحققت الأغنية نجاحا مبهرا في كل مرة كانت تذاع فيه ولاتزال اصداؤها ترن في آذان المستمعين حتي الان. رحم الله الفنان عمار الشريعي الذي منحها هذا اللحن الرائع المبهر الجميل.. وهذه تجربتي مع هؤلاء التي مر عليها ستة وثلاثون عاما.