بدأت الأجهزة الأمنية الأمريكية رحلة البحث عن الأشخاص المسئولين عن التفجيرات الإرهابية التي هزت مدينة بوسطن أمس الأول وأودت بحياة3 أشخاص وإصابة أكثر من144 آخرين. وتبحث أجهزة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية عن رجل أسود كان يحمل حقبيبة ظهر سوداء ويردتي تي شيرت أسود يشتبه في تورطه بتفجير العبوتين الناسفتين عند خط النهاية بماراثون بوسطن في أسوأ هجوم تشهده الولاياتالمتحدة منذ سبتمبر2001, بحسب شبكة سي إن إن الأمريكية. وصباح اليوم التالي للهجوم الدامي, استيقظت بوسطن( ولاية ماساتشوستس) علي إجراءات أمنية مشددة, حيث قامت الشرطة بعملية مسح شاملة لشوارع المدينة وبتفتيش حقائب الركاب في وسائل النقل العام, كما تم إغلاق المنطقة المحيطة بموقع الهجوم. وطالب عمدة المدينة السكان بعدم الذعر بسبب انتشار قوات الحرس الوطني وضباط الشرطة المسلحة في النقاط الرئيسية بالمدينة المعروفة بهدوئها. واختفي من شوارع المدينة الالاف من الأمريكيين الذين يأتون من ولايات مجاورة لحضور المارثوان التاريخي للمدينة والذي يقام منذ عام1897 ويحضرة نحو نصف مليون مشاهد ويشارك فيه أكثر من20 ألف متسابق. وتسابقت الصحف والشبكات التلفزيونية الأمريكية في الكشف عن خيوط التحقيقات الأولية التي يقودها مكتب التحقيقات الفيدرالية إف بي أي ومجموعة من وكالات الأمن الفيدرالية والمحلية. في الوقت الذي صرح فيه مسئول من مكتب التحقيقات الفيرالية في بوسطن بأن التحقيق مازال جاريا ويحتمل أن يكون تحقيقا في عمل إرهابي. وقال مسئول في البيت الأبيض إن استخدام أكثر من قنبلة في الهجوم الذي استهدف ماراثون بوسطن يدلل بوضوح علي أنه عمل إرهابي. ونقلت شبكة سي إن أن عن مسئول أمني أن الشرطة تبحث عن شخص داكن البشرة يتحدث ربما بلكنة أجنبية كان يحمل علي ظهره حقيبة سوداء حاول اختراق المنطقة المحظورة للسباق قبل الهجوم بنحو خمس دقائق ومنعه رجال الأمن قبل أن يتركوه. فيما ذكرت شبكة أيه بي سي نيوز الأمريكية إن قوات الشرطة قامت باقتحام شقة في أحد شوارع مدينة بوسطن يقطنها طلاب بعد الهجوم بساعات قليلة. وفي السياق نفسه, أبدي عدد من المحللين الأمنيين الأمريكيين استغرابهم من توقيت التفجيرات والتصميم البسيط للقنابل, حيث أشار محلل أمني إلي أن التفجيرين جاءا مع نهاية السباق الذي استمر لنحو أربع ساعات مما يعني أن المخططين لم يكونوا يستهدفوا إحداث أكبر قدر من الإصابات والضرر. وأوضح الأمر يثير التساؤلات.. لماذا لم تقع التفجيرات في ساعة الذروة أثناء احتشاد الجمهور عند خط النهاية لرؤية الفائزين؟ لكن الأمر قد يعني أن المنفذين لم يتمكنوا من الوصول إلي المنطقة في الوقت المحدد. ولفت المحلل إلي أن واقع وجود أكثر من قنبلة غير منفجرة يكشف أن تصميم القنابل كان بدائيا, أو أن خطة تفجيرها فشلت, خاصة مع توقف شبكات المحمول بعد لحظات من الانفجار الأول, ما قد عطل ربما إمكانية استخدام الهواتف الجوالة كصواعق تفجير. وإشار إلي أن الفرق بين التفجير الأول والثاني لم يتجاوز12 ثانية. وأوضح مسئولون أمنيون أن عناصر إف بي أي بدأت بالفعل مراجعة كاميرات المراقبة في منطقة السباق ومسح الاتصالات الهاتفية في الموقع قبل وأثناء وبعد التفجيرات. ونقلت شبكة إن بي سي الأمريكية عن مسئولين أمنيين قولهم إن الشرطة عثرت علي عدد من المتفجرات في بوسطن عقب الهجوم مما يثير احتمالات تعرض المدينة لهجوم منسق. إلي ذلك, نفت السلطات الأمنية الأمريكية اعتقال أي مشتبه بهم في الهجوم, ردا علي استفسارات الصحفيين بشأن ما تردد عن اعتقال سعودي عقب الهجمات. ومن جانبها, نفت السفارة السعودية في واشنطن المزاعم حول تورط سعودي في حوادث التفجير.وقال مسئول أمني في بوسطن إن القنبلتين المتفجرتين استخدمتا البارود كمادة ناسف وكانتا مليئتين بكرات صلبة وشظايا آخري لزيادة عدد الإصابات, فيما بدأ الأطباء في مستشفيات بوسطن في انتزاع شظايا معدنية من الجرحي في غرف الطوارئ, ما يعني أن القنابل المستخدمة صممت لتنثر الكثير من الشظايا, مما أدي إلي فقدان عشرة مصابين علي الأقل أطرافهم جراء الانفجار. وأودي الهجوم بحياة ثلاثة أخاص بينهم طقل في الثامنة من عمره وإصابة أكثر من100 آخرين بينهم ثمانية في حالة حرجة. ورجح مسئول أمني روسي أن يكون الهجوم من تدبير جماعة متطرفة أمريكية بطلب من أطراف مرتبطة بشبكات الإرهاب الدولي. وقال ميخاذيل مارجيلوف, رئيس لجنة الشئون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي إن القنابل اليدوية التي لم ينفجر عدد منها تدلل علي أن جماعة داخلية متطرفة هي التي دبرت الهجوم علي الأرجح. في الوقت نفسه, سارعت جماعة طالبان الباكستانية بإنكار أي صلة لها بتفجيرات بوسطن. وصرح احسان الله احسان, المتحدث باسم طالبان بأن الحركة تؤمن بشرعية مهاجمة الولاياتالمتحدة وحلفائها ولكنها لم تشارك في هجوم بوسطن. وكان الرئيس الأمركي باراك أوباما قد شدد في كلمته عقب الهجوم علي أن الولاياتالمتحدة ستتعرف علي من نفذوا التفجيرات وستحاسبهم.