أثارت القضية التي فجرتها الأهرام من غزو البضائع الاسرائيلية لأسواق سيناء دون رقابة, ردود أفعال كبيرة بالشارع المصري وسط تحذيرات من الإقبال علي شراء مثل هذه المواد . في الوقت الذي أصدر فيه المحافظ السيد عبدالوهاب مبروك توجيهات بسحبها, بينما اكتفت الرقابة التموينية بدور الارشاد والتوجيه, وكانت استجابة الأجهزة الأمنية كافة اكثر صرامة في مراقبة الأسواق إلا أن وزارة الصحة المصرية رغم أهمية دورها في القضية لم يصدر عنها حتي الآن أي تقرير يبين مدي سلامة هذه المواد أو حتي تحليلها وانتظرنا كثيرا إلي أن قامت اسرائيل نفسها بحل اللغز في جريدة هاآرتس والذي جاء فيها نصا: كشف فنيون وعمال اسرائيليون يعملون في مفاعل( ديمونة) النووي بجنوب اسرائيل أنهم اصيبوا بأمراض مختلفة ناجمة عن تسرب اشعاعي من هذه المؤسسة المقامة في منطقة( النقب) منذ عشرات السنين, وقدم هؤلاء التماسا لإحدي المحاكم في وسط اسرائيل أكدوا فيه أنهم اصيبوا بهذه الأمراض نتيجة التسرب الاشعاعي الصادر من هذا المفاعل الذي تمنع اسرائيل أي جهة دولية من زيارته. وقالت( هاآرتس) إن44 عاملا وافرادا من أسرهم ممن عملوا في مفاعل( ديمونة) تقدموا بشكوي للمحكمة بشأن اصابتهم بأمراض مختلفة لطلب تعويضات, وأكد هؤلاء في شكواهم التي بحثتها محكمة خاصة في مدينة( بتاح تكفا) انهم يعانون امراضا عدة تشمل السرطان نجمت عن الاشعاع الذي تعرضوا له خلال سنوات عملهم في هذا المفاعل. وابلغ محامي المشتكين قضاة المحكمة ان هذا المفاعل يعاني مشكلات تتعلق باجراءات الأمن والسلامة الأمر الذي أدي الي تسرب اشعاعات من منشآته تسببت في اصابة هؤلاء العمال بالأمراض هذا ما نشرته وسائل اعلامهم مما يضعنا أمام تساؤل مهم وهو إذا كان أكثر من44 عاملا بالمفاعل قد اصيبوا فهل من الممكن ان تكون هذه المواد الغذائية ملوثة اشعاعيا؟! وهل يشكل مفاعل ديمونة خطرا علي بعض المواد الغذائية والتي تقوم اسرائيل ببيعها بأسعار زهيدة لنا؟ يجيب عن هذا التساؤل اللواء أحمد سعيد السيد الخبير الأمني بسيناء بقوله: ان هذا الأمر ليس بمستبعد مستشهدا بما حذر منه الدكتور سفيان التل وهو خبير أردني في شئون البيئة من المخاطر الناجمة عن مفاعل ديمونة النووي الاسرائيلي حيث قال إن المفاعل استهلك منذ تأسيسه1400 طن من اليورانيوم الخام, ويعمل بضعف طاقته بمعدل16 ساعة يوميا بدلا من8 ساعات, دون أن يزود بأبراج تبريد جديدة منذ العام.1971 وأضاف الخبير الأمني بسيناء أن الدكتور التل قد أشار أيضا في محاضرة له بجامعة اليرموك الأردنية إلي أن المواد النووية تنقل من المفاعل وتجمع في مركز تجميع الرؤوس النووية شمال حيفا, حيث إن هذا المركز هو أحد خمسة مراكز نووية في اسرائيل بالاضافة إلي ديمونة. واستنتج التل أن اسرائيل يمكن أن تكون قد انتجت خلال40 عاما وبمعدل100 ألف طن سنويا, ما مقداره أربعة ملايين طن من هذه النفايات التي دفن منها48% بصورة رسمية, بينما دفن52% بصورة غير رسمية. وأشار الخبير الأردني إلي أن اسرائيل دفنت وتدفن نفاياتها في أراضي48 وأراضي السلطة الفلسطينية وفي سوريا بالجولان وفي لبنان بالشواطئ والجنوب.