كشف تقرير أعده المعهد الدولي لأبحاث السلام عن أن الانفاق العسكري العالمي تراجع في عام2012 لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات وذلك بفضل الاستقطاعات الكبيرة التي أجرتها الدول الغربية في ميزانيات الدفاع والتي عوضت زيادات مقابلة في الانفاق العسكري في دول مثل الصين وروسيا. وقال المعهد, الذي مقره في ستوكهولم, إن النفقات العسكرية في العالم هبطت بنسبة5,0% عما كانت عليه في2011 مسجلة175 تريليون دولار العام الماضي في أول تراجع بشكل حقيقي منذ عام.1998 وقال سام بيرلو فريمان مدير برنامج إنتاج الأسلحة والانفاق العسكري بالمعهد نشهد ما قد يعد بداية تحول في ميزان الانفاق العسكري العالمي من الدول الغربية الغنية الي المناطق الناشئة.وأضاف أن سياسات التقشف والانسحاب من أفغانستان يؤديان إلي خفض النفقات في البلدان الغربية بينما تواصل الأموال الناجمة عن النمو الاقتصادي ارتفاعها في الجانب الآخر. ولا تزال الولاياتالمتحدة هي أكبر منفق عسكري في العالم حيث أنفقت682 مليار دولار, علي الرغم من التراجع الذي سجلته العام الماضي والذي بلغ نسبته6% عن عام2011, ويعود هذا في الأساس إلي انخفاض الإنفاق وبداية الانسحاب من أفغانستان والعراق. وعلي الرغم من تراجع حصة الولاياتالمتحدة من نسبة الإنفاق العسكري العالمي إلي أقل من40% وذلك للمرة الأولي منذ عام1991, إلا أن انفاقها كان أعلي من إجمالي إنفاق الدول العشر التالية لها مجتمعة, وفقا للمعهد. واحتلت الصين المركز الثاني بإنفاق يقدر بنحو166 مليار دولار, بزيادة نسبتها8% علي.2011 وجاءت روسيا في المركز الثالث بإجمالي إنفاق90.7 مليار دولار وذلك بزيادة16% علي عام.2011 وتلتهم كل من بريطانيا واليابان وفرنسا والمملكة العربية السعودية والهند وألمانيا وإيطاليا في قائمة المراكز العشرة الأولي في الإنفاق العسكري. وبوجه عام ارتفعت النفقات العسكرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة8.4% حيث زادت المملكة العربية السعودية إنفاقها بنسبة12%, فيما رفعت سلطنة عمان إنفاقها بنسبة51% وهي أكبر نسبة زيادة في العالم. ولم يشتمل التقرير علي بيانات كافية عن عدة بلدان في المنطقة, من بينها سوريا والإمارات العربية المتحدة وإيران. وقال المعهد إنه من السابق لأوانه تقييم أثر الربيع العربي علي اتجاهات الإنفاق.كما عززت الجزائر الانفاق في مواجهة تهديدات المتمردين. وفي آسيا, ارتفعت النفقات العسكرية بنسبة3.3% في وتيرة أقل مما كانت عليه في السنوات السابقة. وتوقع بيرلو فريمان أن يواصل الانفاق العسكري العالمي التراجع قائلا كل العلامات تشير إلي أنه من المرجح أن يواصل الانفاق العسكري العالمي التراجع خلال العامين أو الثلاثة المقبلة, علي الاقل إلي أن يستكمل حلف الأطلنطي انسحابه من أفغانستان في نهاية2014, إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن الانفاق في المناطق الناشئة قد يواصل الارتفاع لذلك سيرتفع مجموع النفقات العالمية بعد ذلك علي الأرجح. وعلي الرغم من التراجع فإن المعهد أكد أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها ما زالوا مسئولين عن الجزء الأكبر من النفقات العسكرية العالمية وأن أعضاء حلف الأطلنطي انفقوا في المجموع ألف مليار دولار العام الماضي.كما أشار إلي أن الانفاق العسكري العالمي لا يزال أعلي مما كان عليه في ذروته مع نهاية الحرب الباردة.