بالرغم من الهدوء وضعف الإقبال الذي خيم علي ماراثون الإعادة في المرحلة الثانية بمعظم الدوائر, فإن ذلك لا يعبر عن قوة وشراسة المعركة الانتخابية التي دارت بين السلفيين والإخوان والوطني والمستقلين لحصد59 مقعدا بالبرلمان في9 محافظات, بعد فوز محمد أنور السادات بمقعد الفئات في دائرة تلا بالجولة الأولي, بينما شهدت الانتخابات بنظام القائمة في الدوائر الثلاث المؤجلة في البحيرة والمنوفية وسوهاج إقبالا متوسطا. وتظهر المؤشرات الأولية حصد الإسلاميين النصيب الأكبر من مقاعد الفردي قد تصل إلي نحو48 مقعدا تقريبا, بنسبة تصل إلي80% من إجمالي مقاعد المرحلة الثانية البالغة60 مقعدا, وهناك اتجاه قوي لفوز حزب المصري الديمقراطي بمقعد, وحصول المستقلين والوطني المنحل علي نحو عشرة مقاعد, في الوقت الذي انعدمت فيه فرص أحزاب الوفد والجبهة الديمقراطي والكتلة في المنافسة. وشهدت جولة الإعادة التي انتهت أمس انحصار المنافسة بين السلفيين والإخوان في معظم المقاعد بثماني محافظات حيث خاض الحرية والعدالة الإعادة ب49 مرشحا, والنور ب36 مرشحا, والتقوا وجها لوجه29 مرة, في حين تفوق المستقلون والوطني المنحل في محافظة سوهاج, وظهر حزب النور في هذه الجولة ندا قويا للحرية والعدالة في العديد من المحافظات خاصة البحيرة والمنوفية والسويسوالإسماعيلية, في حين تفوق الإخوان تفوقا كبيرا في محافظات الشرقيةوالجيزةوبني سويف وغابوا عن المنافسة في سوهاج. وشهدت محافظة سوهاج أشرس معارك الإعادة, خاصة أن معظم المرشحين من النواب السابقين المستقلين والإسلاميين والوطني ويتمتعون بشعبية كبيرة, ولهم وجود وحضور كبيرين بين أهالي سوهاج إضافة إلي أن التصويت يكون تعصبا للدين أو الأسرة. وكانت دائرة طهطا أكثر الدوائر اشتعالا بعد أن تحولت معركة الانتخابات إلي صراع بين مركز طهطا الذي ينتمي إليه مرشحا التيار الإسلامي لحظي أحمد نجدي( نور), ومحمد مسعد الإمام( حرية وعدالة), و مركز طما الذي ينتمي إليه اللواء نور الدين عبدالرازق( المصري الديمقراطي), والمستقل أحمد محمود, ونظرا لقوة المنافسة فلن يتم حسم المرشح الفائز إلا بعد الانتهاء من فرز آخر صندوق, والسيناريو نفسه سيتكرر في معظم دوائر سوهاج, وسيكون للمستقلين والوطني الكلمة العليا في العديد من الدوائر, وسيكون لحزب النور نصيب من هذه المقاعد, في حين أن موقف الإخوان صعب, وفي جرجا حجز الحزب الوطني أول مقعد فردي, حيث جرت الإعادة علي مقعد العمال بين النائبين السابقين للوطني هرقل محمد وفقي, وفيصل الشيباني. وفي محافظة البحيرة اقتصرت المنافسة بين الإخوان والسلفيين علي مقاعد الفردي العشرة, وشهدت الإعادة مواجهات ساخنة بين الطرفين وتشير مؤشرات الجولة الأولي إلي تفوق السلفيين في4 مقاعد بالدائرة الثالثة( أبو المطامير), والرابعة( الدلنجات), في حين يتفوق الإخوان في مقعدين بالدائرة الأولي( دمنهور), بينما تحتدم المنافسة بين الحزبين علي أربعة مقاعد أخري بالدائرتين الثانية( كفر الدوار), والخامسة( إيتاي البارود). وفي محافظة الشرقية تدل المؤشرات علي تفوق واضح للإخوان في جميع دوائر المحافظة واتجاه لحجزه جميع المقاعد, وشهدت الشرقية منافسة بين الإخوان والسلفيين من جهة, والإخوان والوطني من جهة أخري, وكانت أقوي المنافسات بين الإخوان والوطني علي مقعد الفئات بدائرة أبو كبير, حيث كانت المواجهة شرسة بين محمد فياض مرشح الحرية والعدالة, والدكتور علي مصيلحي وزير التضامن السابق ومرشح الوطني المنحل. كما تظهر المؤشرات تفوقا واضحا للإسلاميين في الإسماعيلية, وتقاسم النور والحرية والعدالة مقعدي العمال والفئات. وفي السويس شهدت جولة الإعادة منافسة قوية بين مرشحي الحرية والعدالة والنور السلفي. وشهدت محافظة الجيزة منافسة بين الإخوان والسلفيين علي6 مقاعد, والمؤشرات تتجه لتفوق الحرية والعدالة, وشهدت الدائرة الثالثة ومقرها الدقي أقوي المعارك الانتخابية بالجيزة التي كان بطلها الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام( مستقل), والمدعوم من حركة الصحوة في مواجهة الدكتور عمرو دراج مرشح الحرية والعدالة, ومن الصعب التنبؤ بالنتيجة إلا بعد نهاية الفرز. كما شهدت الدائرة الرابعة بالجيزة ومقرها الهرم وأكتوبر مواجهة قوية علي مقعد الفئات بين المهندس محمد الصاوي وزير الثقافة السابق( حزب الحضارة) المدعوم من التحالف الديمقراطي ومحمد المسلاوي( النور), وتشير المؤشرات إلي تقدم الصاوي. وتظهر المؤشرات حصول حزب النور علي عدد من المقاعد في المنوفية بعد ماراثون مع حزب الحرية والعدالة في ثلاثة مقاعد, وآخر مع الوطني, ففي دائرة شبين الكوم هناك تقدم واضح لمرشح النور أسامة عبدالمنصف علي مرشح الحرية والعدالة حلمي بكر, كما شهدت دائرة أشمون منافسة قوية علي مقعد الفئات بين مرشح الإخوان محمود أبو المجد ومحمود الخشن مرشح الوطني المنحل. وفي بني سويف لم يتغير الحال كثيرا عن باقي المحافظات, حيث تكرر السيناريو نفسه وانحصرت المنافسة بين الإسلاميين وإن كان هناك تفوق ملحوظ للحرية والعدالة الذي يخوض الإعادة بستة مرشحين وحزب النور بأربعة للمنافسة علي6 مقاعد. وفي أسوان تدل المؤشرات علي تقدم النائب السابق محمد العمدة( مستقل) علي مرشح الإخوان عبدالرازق حسن علي مقعد( الفئات), في حين أن هناك منافسة قوية بين محمد أبو العلا مرشح الحرية والعدالة وفرج الله عبدالله, وإن كانت حظوظ مرشح النور أفضل بعد تردد أنباء عن تحالفه مع محمد العمدة.