تحت وطأة الأسعار الخيالية في سوق الاسكان بمصر, تنتشر في كل مكان وتتزايد في كل يوم ظاهرة مايسمي بالاسكان الهامشي أو الجوازي المتمثل في معيشة أفراد الأسرة المصرية الفقيرة في غرفة واحدة يمارسون فيها كل أنشطتهم الحياتية بما فيها تلك الأنشطة التي تتسم بالخصوصية. هذا ما كشف عنه تقرير ديموجرافي سكاني حيث أوضح أن ما يقرب من16 مليون شخص يمثلون20% من الأسر المصرية يعيشون هذا النوع من الاسكان البالغ في التردي والسوء, مبينا أن عدد الأفراد في الغرفة الواحدة ينتشر في العديد من الأماكن الحضرية والريفية والعشوائية, ويصل إلي ذروته في القاهرة بمعدل يتراوح بين5 و7 أفراد يعيشون في هذا النوع من السكن مثل عشش الأحياء الشعبية أو بير السلم أو أسطح المنازل بمناطق مثل باب الشعرية والجمالية ووسط المدينة. ويشير التقرير الذي جاء تحت عنوان العمران في مصر.. خطط مستقبلية مصر2020 إلي أن المتوسط العالمي للمعيشة هو واحد وربع فقط بالغرفة الواحدة الا انه في المقابل بمصر يتضاعف العدد5 مرات تقريبا بالحيز نفسه, وهو ما يؤدي لأوضاع اجتماعية خطيرة وجرائم أفظعها زنا المحارم بالإضافة لانتشار أمراض نفسية واجتماعية مثل ازدياد حدة التوتر النفسي نظرا لافتقاد الانسان السوي فيها لذاتيته وخصوصيته اللازمين لاستمرار واستقرار حياته وتقدمه. ويقول الدكتور أبوزيد راجح خبير الاسكان عضو المجلس الأعلي للتخطيط والتنمية العمرانية والباحث الرئيسي والمشرف علي هذه الدراسة إن ظاهرة الاسكان الهامشي تنمو مع الوقت نتيجة لأن أسعار الوحدات السكنية في هذه اللحظة الراهنة أصبحت فوق متناول نصف المجتمع, وبمرور الوقت سوف تصبح هذه الأسعار فوق متناول75% من المجتمع. وشدد أبوزيد علي ضرورة أن يلقي هذا النوع من الاسكان الاهتمام الكافي من الرأي العام, ومن المتخصصين وصانعي القرار, لأنه الأحق بالعناية والرعاية والبحث والدراسة, بالإضافة إلي تحديد أهدافنا من سياسة الاسكان, وهل هذا الهدف هو تسكين الغالبية العظمي من الشعب أم تسكين النخبة أو الصفوة؟!