إذا كانت الحاجة هي أم الاختراع, فهل هناك أشد من حاجة المعاق؟ وهل هناك أعظم من حاجة الكفيف لكي يتحرك بحرية دون دليل؟, أو حاجة الأصم لمعرفة ما يقوله الناس من حوله أو حاجة الأبكم للتعبير عن نفسه والتواصل مع الآخرين. لمثل هذه الحاجات كانت التكنولوجيا وكانت العلوم والابتكار والاختراع. نواصل حديثنا عن الاختراعات الحديثة التي من شأنها أن تحسن حياة المعاقين في المستقبل القريب. ذراع آلية كيف يمكن تعويض إنسان فقد ذراعه أو ساقه في حادث أو في حرب؟ هل من الممكن أن تحل ذراع آلية أو ساق آلية محل العضو البشري؟ بل ربما كانت أقوي وأفضل. هذا ما توصل إليه دين كامين وفريقه من الباحثين تمولهم وزارة الدفاع الأمريكية, حيث أسند لهم مهمة وإنشاء ذراع صناعية كاملة الوظائف من أجل الجنود الأمريكيين المصابين العائدين من الشرق الأوسط. النتيجة المذهلة هي ذراع آلية تزن أقل من ثلاثة كيلوجرامات وتبلغ من الدقة والتحكم ما يجعلها تقشر حبة عنب بدقة, وتتوافق الذراع مع عدد من أدوات التحكم القابلة للتخصيص والمكونات المحورية, مما يسهل تخصيصها لاحتياجات صاحبها, سواء كان يتطلب يدا فقط أو ذراعا كاملا أو كتفا كاملا. تحتوي الذراع علي تقنية استشعار متقدمة حيث تقيس مجسات اليد وقوة قبضة اليد وتنقلها هذه القياسات إلي صاحبها في صورة اهتزازات تزداد قوة مع تزايد قوة القبضة, حتي يعرف صاحب الذراع مدي قوة القبضة الملائمة لمهام معينة ومقدار الضغط الذي تنفذه الذراع. زرع قوقعة الأذن زرع قوقعة الأذن ليست بالأمر الجديد, ولكن مع هذا الجهاز الصغير أصبحت عمليات زرع قوقعة الأذن تؤتي نتائج مذهلة, وهذا الجهاز ليس مجرد وسيلة تساعد علي السمع, إذ تلتقط الأصوات من خلال ميكروفون يحمل الإشارة إلي كمبيوتر صغير خلف الأذن حيث يتم نقلها إلي إشارة رقمية وتبث إلي الرقاقة المزروعة في قوقعة الأذن, وفور استقبال الرقاقة للإشارة تقوم بتحفيز العصب السمعي وتوفر وسيلة جديدة تماما لتعويض حاسة السمع. بدأ التفكير في زرع قوقعة الأذن في الخمسينات, وأول جهاز للزرع في قوقعة الأذن ظهر في1984, ولكن أجهزة قوقعة الأذن شهدت الكثير من التطور, فبعد أن كانت تستخدم قناة صوتية واحدة أصبحت الآن تستخدم خمس قنوات لنقل كل المؤثرات الصوتية مثل الإيقاع والنبض, أما أجهزة قوقعة الأذن الحالية فقد أصبحت تحتوي علي أكثر من20 قناة صوتية مما يتيح لصاحبها السمع بجودة أفضل بكثير. وثمة مشكلات بالطبع مثل التشويش في الخلفية, ولكن الأصم يستطيع الآن سماع الصوت بوضوح كبير يمكنه من التواصل بسهولة وفعالية مع الآخرين.