الاعلام وسيلة من الوسائل الهامة والخطيرة في التأثير علي المجتمع وتوجيه الرأي العام ودوره الرئيسي هو عرض المشكلات التي تواجهه ونقضها بحيادية وموضوعية وبأسلوب محترم. فليس هناك أدني اعتراض لأن هذا هو المطلوب منه فهي وظيفته الأولي لتصحيح تلك الأوضاع ومحاولة حلها. وخصوصاً اذا كانت هناك كثير من الأوضاع الخطأ التي لا يرضي عنها كثير من الناس مثل ما تعانيه هذه الأيام. ولكن المشكله التي نعاني منها اليوم هي أن الفوضي التي انتشرت في المجتمع المصري والتي طالت كل شئ وصلت أيضاً لبعض وسائل الاعلام. فأي شخص اليوم ممكن ان يكون صاحب قناة فضائية ويا حبذا لو ظهر علي الشاشة ليقدم أحد البرامج في محطته التي يعبر فيها عن آراءه المبدعة فنشاهد مهزلة حقيقية عندما تبدأ تلك الشخصية في تحليل وعرض لقضايا الساعة واقتراح الحلول البارعة من وجهة نظرها وبالطبع يتكون كارثة بمعني الكلمة. ولم يقتصر الأمر علي ذلك فقط بل انه في احدي البرامج التي تقدم علي احدي الفضائيات يستخدم مقدمها الطبلة للتعبير عن نقضه وبصراحة فهو لا ينقصه في ذلك سوي شئ واحد لابد أن يكون مصاحب للطبلة لتكتمل المنظومة وأظن أن الجميع يعرفها. وفي البداية كانت الناس تستمتع بمثل تلك البرامج وتشاهدها من باب التسلية والترويح عن النفس. ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل أصبحنا نري علي بعض الفضائيات وصلات من الردح والاتهامات المتبادلة واستخدام الألفاظ البذيئة والتي وصلت لحد السب بالأم فمن وجهة نظر هؤلاء هذا يمثل حرية التعبير عن الرأي والرأي الآخر. وأصبحت هناك مباراة للتراشق بالألفاظ البعيدة كل البعد عن التحضر والاحترام والتي لا يمكن أن نراها في مثل هذا المكان بل مكانها في الشارع، وتطورت الأمور لأبعد وأخطر من هذا فبدأت بعض البرامج في استخدام الدين الاسلامي كمادة للسخرية فيما بينهم كل حسب توجهاته السياسية والشخصية. فيا سادة هذا مرفوض تماماَ فالدين له حرمته وهيبته سواء كان الدين الاسلامى او المسيحي او اليهودي ، ولا يجب اقحامه في مثل هذه الامور. فالدين الاسلامي هو الدعوه للفضيلة والعدل والأخلاق الراقية ولا يحيد عن هذا اما السياسة فهي في كثير من الاحيان لا تستغني عن الغش والنفاق والخداع والكذب فهي تتلون وتتغير علي حسب الظروف. فلا ينبغي اقحام الدين واستخدامه في لعبة المصالح والخلافات السياسية أو الشخصية، فكل من هب ودب اليوم ممكن أن يصبح اعلامي فكيف يحدث هذا. فهذه المهنة لها دور ورسالة مهمة في المجتمع والقائمين عليها لابد أن تتوافر فيهم شروط كثيرة من أهمها المهنية والثقافة والوعي والاحترام والحيادية فهي قدوة للمجتمع ومرآه له. فهذا التجاوز من بعض وسائل الاعلام وممن يطلقون علي انفسهم اعلاميين واستخدامهم للدين بهذه الطريقة امر مرفوض. فهذا ليس له علاقة بالإعلام ولا بالأخلاق من أساسه بل هو فوضي وأزمة أخلاق يعيشها المجتمع اليوم. لمزيد من مقالات أمانى جمال الدين